أبرز الأخبارسياسة عربية

قائد أميركي: استئناف هجوم القوات العراقية بشرق الموصل خلال أيام

قال قائد أميركي إن القوات العراقية ستستأنف هجومها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شرق الموصل في الأيام المقبلة في إطار مرحلة جديدة من العملية المستمرة منذ شهرين تتضمن نشر قوات أميركية أقرب لجبهة القتال في المدينة.
ويشارك في معركة الموصل مئة ألف من الجنود العراقيين وقوات أمن كردية ومقاتلون شيعة وهي أكبر عملية برية في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003. ويبدو من المرجح أن المرحلة التالية من الهجوم ستقوم فيها القوات الأميركية بأكبر دور قتالي منذ تحقيق وعد الرئيس الأميركي باراك أوباما بالانسحاب من العراق في عام 2011.
واستعادت قوات خاصة عراقية ربع الموصل آخر مدينة كبيرة يسيطر عليها المتشددون في العراق لكن تقدمهم كان بطيئاً وصعباً. ودخلت القوات في وقفة تعبوية مخطط لها مسبقاً هذا الشهر فيما اعتبر أول توقف كبير في الحملة.
وتم نقل وحدة مدرعة تضم بضعة آلاف من أفراد الشرطة الاتحادية من المشارف الجنوبية قبل نحو أسبوعين لتعزيز الجبهة الشرقية بعد أن تكبدت وحدات من الجيش تتلقى المشورة من الأميركيين خسائر كبيرة في هجوم مضاد نفذه تنظيم الدولة الإسلامية.
وسيعمل المستشارون الأميركيون- وهم جزء من تحالف دولي شن آلاف الضربات الجوية ودرب عشرات الألوف من القوات العراقية- بشكل مباشر مع هذه القوات وقوة خاصة تابعة لوزارة الداخلية.
وقال اللفتنانت كولونيل ستيوارت جيمس وهو قائد كتيبة مقاتلة تساند قوات الأمن العراقية على الجبهة الجنوبية الشرقية في حديث لرويترز مساء يوم الأحد «في الوقت الراهن نحن نستعد فعلياً للمرحلة التالية من الهجوم مع بدء التوغل في عمق شرق الموصل».
وأضاف «حالياً نقوم بنشر القوات والعتاد إلى داخل شرق الموصل… سيحدث ذلك خلال الأيام المقبلة».
وسيضع ذلك القوات الأميركية داخل الموصل نفسها وستكون معرضة لخطر أكبر لكن جيمس قال إن مستوى الخطر ما زال يصنف على أنه «معتدل». وقتل ثلاثة جنود أميركيين في شمال العراق في الأشهر الخمسة عشر الماضية.
وقال جيمس الذي كان يتحدث من موقع ناء شرقي الموصل حيث يتمركز مئات من أفراد القوات الأميركية إن وتيرة المرحلة المقبلة على الجانب الشرقي ستعتمد على مقاومة تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال «إذا حققنا نجاحاً كبيراً في اليوم الأول واكتسبنا قوة دفع فقد تسير العملية بسرعة كبيرة. لكن إذا حاربت داعش بضراوة في اليوم الأول واصطدمنا بعوائق واضطررنا للعودة (والقول) إن هذه لم تكن النقطة الصحيحة للاختراق فقد يتطلب الأمر وقتا أطول».
 
اندماج
يقول جيمس إن المزيد من الاندماج بين القوات العراقية – إلى ما وصفه قادة بأنه مستوى لم يسبق له مثيل بالنسبة الى القوات الأميركية التقليدية – سيساعد على تنسيق عمليات الاستطلاع والدعم الجوي وحركة القوات.
وقال «إنه يزيد من فهمنا للوضع. الرجل الموجود على الأرض هو أفضل من يعرف ما يدور هناك… يكون الحال أفضل عندما يكونون على الأرض يتحدثون معا ويقولون «هل نظرت إلى تلك المنطقة هناك؟ إنها أرض حاسمة. هل فكرت في نشر قوات هناك؟».
والموصل هي أكبر مدينة يسيطر عليها التنظيم المتشدد في الأراضي التي احتلها في العراق وسوريا. ويسيطر التنظيم على المدينة منذ أن طرد مقاتلوه الجيش الذي دربته الولايات المتحدة منها في حزيران (يونيو) عام 2014.
وسقوط الموصل من شأنه على الأرجح أن ينهي طموح التنظيم في أن يحكم الملايين في دولة خلافة لكن قد يظل بوسع المقاتلين شن تمرد تقليدي في العراق وتدبير هجمات على الغرب.
والموصل مدينة متعددة الأعراق يعتقد أن نحو 1،5 مليون نسمة من سكانها الذين كان يبلغ عددهم مليونين قبل الحرب ما زالوا يسكنونها ويقسمها نهر دجلة إلى قسمين. والجزء الغربي الذي لم تخترقه بعد القوات العراقية يضم أسواقاً وممرات قديمة ضيقة ستعقد التقدم في المستقبل.
كان رئيس الوزراء حيدر العبادي قال إنه سيستعيد الموصل بحلول نهاية العام وهو موعد يبدو من المؤكد الآن أنه لن يتحقق. ويقول قادته العسكريون إن تقدمهم تعطل بسبب الحاجة لحماية المدنيين الذين فرت منهم أعداد أقل مما كان يعتقد من قبل.
وعطل الطقس السيء مراراً التقدم البري الذي يعتمد بدرجة كبيرة على الاستطلاع الجوي والضربات الجوية.

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق