دولياتسياسة عربية

وزير الخزانة الاميركي يدعو الى اتفاق نووي نهائي مع ايران

عراقجي: هناك «انعدام ثقة» بين طرفي المفاوضات النووية

دعا وزير الخزانة الاميركي جاكوب لو الاحد امام جمعية تدعم اسرائيل في نيويورك الى توقيع اتفاق نووي مع ايران، وقوبلت دعوته باستهجان الحاضرين.

وقال الوزير امام نحو 1500 مشارك في المؤتمر السنوي لصحيفة جيروزاليم بوست في احد فنادق نيويورك «تفصلنا بضعة اسابيع فقط عن مهلة (التوصل) الى اتفاق نهائي» يضمن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الايراني.
واضاف على وقع هتافات استهجان ان «مخرجاً دبلوماسياً هو الحل الافضل».
واذ تطرق الى المفاوضات مع ايران ورفع العقوبات، اكد ان طهران «اوقفت وقلصت عناصر رئيسية في برنامجها النووي».
وتابع على وقع صفير بعض الحاضرين ما اضطر منظم المؤتمر الى ان يطلب منهم الاستماع الى الوزير، «قال البعض ان ايران ستمارس الخداع وان عقوباتنا ستنهار خلال الاتفاق المرحلي وان هذه العملية ستتيح لايران ان تمتلك القنبلة النووية قريبا. لكن شيئاً من ذلك لم يحصل».
وقال ايضاً امام جمهور يضم خصوصاً مسؤولين وعسكريين اسرائيليين سابقين وفق موقع جيروزاليم بوست «اطلب فقط ان تصغوا الي كما نحن نصغي اليكم».
وشدد على انه لن يتم الاستغناء عن بنية العقوبات «بحيث يكون من الممكن العودة اليها سريعاً اذا انتهكت ايران الاتفاق»، مذكراً بان هذه العقوبات حرمت طهران من 160 مليار دولار من عائدات النفط وساهمت في تراجع اجمالي الناتج المحلي الايراني بنسبة تسعة في المئة بين 2012 و2014.
وذكر لو ايضاً بالصداقة بين الولايات المتحدة واسرائيل، مؤكداً ان ادارة باراك اوباما «فعلت لامن اسرائيل ما لم تفعله اي ادارة» اخرى.
واشار الى ان الولايات المتحدة قدمت خلال ولاية اوباما مساعدة عسكرية الى اسرائيل بقيمة عشرين مليار دولار، لافتاً خصوصاً الى تسليمها هذا العام مقاتلات اف-35، وقال «مع هذه المقاتلة، اسرائيل ستكون البلد الوحيد في الشرق الاوسط الذي يملك جيلاً جديداً من هذه المقاتلات متقدماً تكنولوجياً».
من جهة اخرى، ذكر لو بزيارته لاوروبا في كانون الثاني (يناير) في الذكرى السبعين لتحرير معسكر اوشفيتز النازي، مبدياً اسفه لكون «آفة معاداة السامية لا تزال بيننا».

واعتبر ان «اعمال العنف بحق اليهود ازدادت (…) واستهدفت مجموعات يهودية في بروكسل وكوبنهاغن وحتى هنا في الولايات المتحدة»، مشيراً ايضاً الى الهجوم على المتجر اليهودي في باريس والذي «ادى الى مقتل اربعة يهود ابرياء».
وكان مسؤول ايراني بارز قد قال في اعلان غير معتاد السبت انه ليس هناك ثقة بين طهران والدول الكبرى، وان كلا من الطرفين قد يتخلى عن الاتفاق النووي حتى بعد توقيعه.
وفي تصريحات كشفت مفارقة في المفاوضات المستمرة منذ فترة بين ايران والغرب، قال نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي ان الاتفاق الذي يسعى الاطراف للتوصل اليه بحلول 30 حزيران (يونيو)، بات وشيكاً رغم ان كلاً من الطرفين لا يثق بالاخر.
ويفترض ان يحد الاتفاق النهائي من برنامج ايران النووي وفي الوقت ذاته يسمح لها بمواصلة تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات عنها، ولكن اي انتهاكات قد تؤدي الى انهيار الاتفاق.
وقال عراقجي «القاعدة بيننا هي عدم الثقة، وهذا هو الواقع»، بحسب ما نقل عنه التلفزيون الرسمي في نهاية آخر جولة من المحادثات في فيينا مع دول مجموعة 5+1 التي تجري مفاوضات مع ايران منذ نحو عامين.
واضاف «نحن لا نثق بالجانب الاخر مطلقاً، وهم لا يثقون بنا كذلك»، مشيراً الى ان بنود «العودة الى ما قبل الاتفاق» مهمة بالنسبة الى ايران بقدر ما هي مهمة للولايات المتحدة في حال لم يتم الالتزام بالاتفاق.
وتابع «أننا لا نثق بالطرف المقابل، والطرف المقابل لا ثقة لديه، ولذلك فإن كل الترتيبات في الاتفاق ستكون على نحو أن يتمكن أي طرف من العودة الى ما قبل الاتفاق اذا أحس أن الطرف المقابل ينقض الالتزامات»، بحسب تلفزيون العالم.
وقال ايضاً «لقد اتخذنا كل التدابير الضرورية لئلا يحدث مثل ذلك لنا، ومن الطبيعي ان يقوم الطرف المقابل بالامر نفسه».
وكشف عراقجي ان نص الاتفاق النهائي سيتالف من وثيقة رئيسية من 20 صفحة اضافة الى خمسة ملاحق تتألف من 40 إلى 50 صفحة.
وقال «كل كلمة من هذه الوثيقة يتم بحثها والتدقيق فيها. وما زالت اقسام مختلفة من النص والملاحق داخل قوسين، وبعضها محل خلاف، الا ان العمل يمضي قدماً لكن ببطء شديد، ونسعى للتقليل من عدد العبارات بين القوسين»، بحسب ما نقل التلفزيون.
واوضح ان احد الملاحق يتعلق بالعقوبات التي سيتم رفعها، فيما تتصل الاخرى بالمواضيع التقنية الخاصة بالبرنامج النووي وعمليات البحث والتطوير المسموح بها وتشكيل «لجنة مشتركة» ستشرف على الاتفاق.
والملحق الاخير سيحدد البرنامج التنفيذي والجدول الزمني للاجراءات التي على كل من الطرفين تنفيذها.
واكد عراقجي أن المفاوضات ستستمر حتى الاول من شهر تموز (يوليو) 2015.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق