سياسة لبنانيةلبنانيات

فشلت دعوة بري للحوار وغداً الخميس فصل جديد من المسرحية الفولكلورية لانتخاب رئيس

النواب تعبوا وهم يريدون ان يعيّدوا فرحّلوا كل نشاطاتهم الى العام المقبل

حسم الجدل حول الدعوة الى الحوار التي وجهها الرئيس نبيه بري الى الكتل النيابية، وحدد يوم امس اخر موعد لاستلام الاجوبة، التي جاءت متناقضة البعض ايد اجراء الحوار ورحب به وفي الطليعة حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي، والبعض الاخر رفض مستشهداً بنتائج طاولات الحوار التي عقدت في السابق وكانت كلها فاشلة ولم تؤد الى اي نتيجة. وابرز الرافضين القوات اللبنانية التي ردت صراحة على الدعوة بالرفض المطلق، والتيار الوطني الحر الذي سافر رئيسه النائب جبران باسيل الى قطر لحضور المونديال كما قال. وسيبقى اسبوعاً. ازاء هذا الوضع سحب الرئيس بري الدعوة، وحدد يوم غد الخميس موعداً لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية، وهي الاخيرة لهذه السنة. والنتيجة معروفة سلفاً وستكون نسخة طبق الاصل عن الجلسات السابقة. وهكذا فان الانقسامات بين الكتل السياسية تنسحب على كل القطاعات والنشاطات، فكيف يمكن الاعتقاد بان جلسة الانتخاب ستسفر عن نتيجة ايجابية؟ وكيف كان للحوار ان ينجح في ظل هذه التباينات؟
مرة جديدة يثبت المجلس النيابي، الذي علق عليه المواطنون الامال، فشله في انتخاب رئيس بعد تسع جلسات فاشلة والعاشرة على الطريق هذا المجلس وصف بانه فاقد للاهلية والمسؤولية ولو كان غير ذلك لاجتمع فوراً كما كان يجري في السابق، وانتخب رئيساً اياً يكن هذا الرئيس. فليتحمل كل طرف مسؤولية خياراته.. ولكن مع الاسف النواب منقسمون. فهناك فريق يصوت بالورقة البيضاء ويرفض ان يسمي مرشحه، رغم انه معروف من الجميع، وهو فريق السلطة وينضم اليه فريق التغييريين في التعطيل، اذ انهم يتنقلون بين الاسماء من واحد الى اخر، دون الثبات على مرشح واحد وهذا اسلوب اخر في التعطيل. وهناك فريق المعارضة وبعض المستقلين وقد رشحوا منذ اليوم الاول النائب ميشال معوض ويدعون الاخرين للترشح وعقد دورات انتخاب متتالية حتى يتم الاختيار. ولكن يبدو ان فريق السلطة ينتظر موقفاً من الخارج.
وما يغضب اللبنانيين، ان الدول الصديقة مهتمة بلبنان رغم انشغالاتها، واهل البلد يديرون ظهرهم غير مبالين، فكأن لبنان هو معلم سياحي يقضون فيه وقتاً يتنعمون بخيراته وعندما تنضب يغادرون. حقاً لقد وصلنا الى هذا الحد من اللامسؤولية. وباتت المنظومة تنتظر الحل من الخارج عبر كلمة سر او وساطة. غير انها ستنتظر طويلاً لان المجتمع العربي والدولي لن يكون اشد حماساً من اهل البلد. لقد بحت الاصوات التي تنادي بالاصلاحات، لمد يد العون للبلد ولكن لا حياة لمن تنادي. ففي بيروت اليوم نائب مساعد وزير الخارجية الاميركية غولد ريتش الذي جاء يستكشف الوضع عن قرب، وكان اول نداء توجه به الى الطبقة السياسية اجراء الاصلاحات التي طلبها صندوق النقد الدولي وهي وحدها تفتح باب المساعدات لانتشال البلد من محنته. وسيقوم المسؤول الاميركي بلقاء جهات كثيرة للاطلاع على ما يجري. الاصلاحات كانت ايضاً مطلب ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان لدى استقباله رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي.. واكد ولي العهد ان الاصلاحات هي الباب الوحيد لتعافي لبنان. كذلك اجتمع وزير الطاقة وليد فياض الموجود في باريس بمسؤول المساعدات الدولية للبنان دوكان وبمستشار الرئيس الفرنسي ماكرون، باتريك دوريل وكلاهما طالبا بالاصلاحات وخصوصاً في قطاع الكهرباء والهيئة الناظمة وغيرها. اصوات من كل الجهات تطالب بالاصلاحات والمنظومة لا تبالي ولا تهتم فهي تخشى على مصالحها ومكاسبها، حتى ولو خرب البلد، لذلك قلنا مراراً ونردد اليوم لا امل باي اصلاح او حلول الا بقبع هذه المنظومة وتسليم السلطة لطبقة نظيفة الكف، تهمها المصلحة الوطنية وتعمل من اجلها وعندها فقط يصبح لبنان على السكة الصحيحة، فيستعيد دوره المشرق الذي عرف به. وفي ما عدا ذلك ومع بقاء المنظومة متحكمة، فلا امل باي خلاص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق