رئيسيسياسة عربية

الحريري زار مجلس الدوما والتقى رئيس اللجنة الخارجية

بوشكوف : لبنان مثال فريد للتعايش بين مختلف الطوائف والاتنيات

زار الرئيس سعد الحريري بعد ظهر امس مجلس النواب الروسي «الدوما» واجتمع مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الكسي بوشكوف في حضور النائبين السابقين باسم السبع وغطاس خوري ونادر الحريري ومستشار الرئيس الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان، وتم خلال اللقاء عرض الاوضاع في لبنان والتطورات التي تشهدها المنطقة.

بوشكوف
بعد الاجتماع تحدث بوشكوف فقال: «لقد كان لقاء مهماً جداً نظراً للوضع الخطير الذي تعيشه منطقة الشرق الأوسط، وبالطبع فان روسيا مهتمة الى أقصى حد باستقرار الأوضاع هناك خصوصا في ظل المواجهات التي تحصل بين اكثر من جهة وعلى اكثر من صعيد. وانا لا اعتقد انه من الممكن لدولة بمفردها ان تجد الحل للتوصل الى الاستقرار في هذه المنطقة».
اضاف: «لقد كانت روسيا الى حد ما غائبة عن المنطقة على مدى عشرين عاماً، لانها كانت منشغلة بمسائل داخلية منها الاقتصاد، وقد سمحنا للولايات المتحدة بان تجد حلولاً للصراعات فكانت النتائج مخيبة للغاية، بحيث اننا لم نر اي جديد قد تحقق بالنسبة الى القضية الفلسطينية، كما رأينا ان العراق اصبح محتلاً ومقسماً اضافة الى قيام الدولة الاسلامية التي جاءت نتيجة لبعض السياسات الأميركية المتبعة، وكذلك تزايداً واضحاً في حالات اللا-استقرار كما في ليبيا واليمن وسوريا. لذا فان روسيا تنوي لعب دور اكبر في المنطقة، وفي هذا الإطار جاءت زيارة الرئيس الروسي الى مصر وزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الى موسكو لتشكل خرقاً، مما يؤشر الى قيام علاقات جديدة بين البلدين، وانا اعتقد ان هذه العلاقات ستتطور بشكل سريع الان».
وتابع: ««لطالما كانت لروسيا علاقات تاريخية وطيدة جداً مع لبنان، وقد عقدت لقاءات كثيرة لعدد كبير من المسؤولين اللبنانيين من بينهم قيادات تمثل مختلف الأطراف السياسية والافرقاء، وآمل ان أتمكن من زيارة لبنان في وقت قريب، فأنا ارى ان لبنان يشكل مثالاً فريداً للتعايش بين مختلف الطوائف والاتنيات في بلد واحد على قواعد معقولة، ويمكن لهذا البلد ان يشكل مثالاً يحتذى به لدول اخرى خصوصاً في الشرق الأوسط الذي تشهد الكثير من بلدانه مواجهات بين مختلف مكوناتها. ان لبنان ليس اكبر دولة في المنطقة، ولكنه من بين الأهم، ولهذا السبب لطالما أولينا أهمية كبيرة لعلاقاتنا معه، ووقفنا الى جانب الشعب اللبناني في مواجهته لشتى انواع التدخلات كما حدث خلال الاعتداءات الاسرائيلية، ونحن مهتمون كثيراً باستقراره وسرعة تطوره، واستقبال الرئيس بوتين للرئيس الحريري يشكل دليلاً واضحا على الأهمية الكبيرة التي نوليها لبلادكم».
سئل : هل ترى انه من الممكن إرساء السلام في المنطقة في ظل بقاء بشار الأسد على رأس الدولة في سوريا؟
أجاب: «ان المسألة السورية معقدة جداً، وعندما زرت سوريا لاحظت انه حتى الذين لا يحبون الأسد من سكان الشام يخافون من الذين يحاربون في شمال البلاد، كما اعرف ان هناك شريحة كبيرة من الشعب السوري تطالب برحيل الرئيس الأسد. هناك انقسام داخلي كبير جداً داخل البلاد على مستقبل الحكم في سوريا، والشرط الاساسي الذي لا غنى عنه للتوصل الى اتفاق بشأن سوريا هو الا تشارك قوى التطرف الاسلامي كجبهة النصرة وداعش بالحكم في سوريا، وهو امر مرفوض بالمطلق. اما كيفية قيام حكومة جديدة في سوريا تؤمن الاستقرار في البلاد والتعايش بين مختلف المجموعات، فأنا لا ارى ان احداً اليوم يملك جواباً على ذلك، ولكننا بالتأكيد نعتقد ان الأزمة السورية قد أزهقت العديد من الأرواح، وانه لا بد من تجديد جهود المجتمع الدولي للتوصل الى حل للازمة. وأننا نرى ان الاهتمام تراجع قليلا بهذا الملف الا ان ذلك يعود الى حد ما الى ما تقوم به الدولة الاسلامية في كل من شمال سوريا والعراق، ولقد استضفنا اجتماعات عدة للنظام والمعارضة السورية لأننا نؤمن بالحوار الوطني الذي من غير الممكن التوصل الى أي حل من دونه».
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق