سياسة لبنانيةلبنانيات

هدأ التحرك السياسي فهل تعقب زيارة الوفد القطري مبادرة تحمل الحل؟

غابت السياسة عن لقاء بيت عنيا باستثناء اسئلة طرحها الراعي

التحرك السياسي الذي نشط في الايام الاخيرة من باريس الى قطر وبيروت وحتى الى واشنطن التي دخلت على خط فرض العقوبات، هذا التحرك هدأ مع بداية عطلة الاعياد التي ستمتد حتى نهاية شهر رمضان، على ان تستأنف الحركة بعد عيد الفطر. الوزير السابق سليمان فرنجية عاد من باريس وبقيت التكهنات حول النتائج تتوالى، وقد تكون في معظمها لا تمت الى الحقيقة بصلة، اذ كل ما علم عنها، ان فرنجية قدم الضمانات التي طلبتها فرنسا لنقلها الى المملكة العربية السعودية، مع العلم ان المعارضة في لبنان، بالاضافة الى الاميركيين والسعوديين، لا يأخذون بأي ضمانات، لان التجارب السابقة لم تتحقق واحدة منها، لا بل ان مقدمي الضمانات انقلبوا عليها وتصرفوا عكسها. كذلك عاد وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، محمد بن عبد العزيز الخليفي الى الدوحة، دون ان يرشح الكثير عن زيارته. مصادر احد القادة السياسيين الذين التقاهم قال ان الوزير القطري كان مستمعاً اكثر منه متكلماً. فهو جاء الى لبنان لاستطلاع مواقف المعنيين بازمة الرئاسة اللبنانية التي ضربها الشغور واساء اليها. ويحمل المصدر قوى 8 اذار كامل المسؤولية ويقول انهم يريدون السيطرة على الرئاسات الثلاث، من رئاسة الجمهورية الى رئاسة المجلس الى رئاسة الحكومة، ووضع اليد بالكامل على البلد، ونزعه عن محيطه العربي وهذا ما ترفضه المعارضة. ويختم المصدر بالقول، قد تكون وراء زيارة الوفد القطري جمع المعلومات لتقديم مبادرة ما، ستظهر تفاصيلها في الايام او الاسابيع المقبلة. اما قرار وزارة الخزانة الاميركية بفرض عقوبات على الاخوين رحمه، فقد بدأ يتفاعل، اذ يتردد ان الولايات المتحدة تطلب من السلطات اللبنانية تحريك القضاء في هذه القضية، ومن غير المستبعد ان تعمد الى فرض سلسلة عقوبات على عدد من السياسيين الذين تتهمهم بالفساد وعرقلة مسيرة نهوض البلد والاثراء على حساب الشعب اللبناني.
اختتم هذا التحرك الخارجي بمبادرة البطريرك بشاره الراعي الذي جمع في بيت عنيا 53 نائباً مسيحياً، وغاب عن الاجتماع احد عشر نائباً. وكانت الدعوة موجهة الى النواب المسيحيين للتأمل والصلاة. وبالفعل هذا ما حصل، اذ غابت السياسة عن الاجتماع خرقتها عظة البطريرك الراعي في القداس الذي اقيم في المناسبة، وقد تحدث عن السياسي الصالح الذي يعمل على خدمة البلد والشعب. ووجه اسئلة طلب من النواب التأمل فيها ومحاولة اجابة انفسهم عليها. وابرز هذه الاسئلة، ماذا انجزت خلال تسلمي المسؤولية وماذا قدمت للبلد؟ والسؤال الثاني ماذا فعلت لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية؟ بالطبع ان هذه الخلوة لن تكون لها اي نتائج ايجابية على مجرى الاحداث، لان النواب المسيحيين ليسوا وحدهم في الساحة، فضلاً عن انهم غير متفقين في ما بينهم. لقد كسر اللقاء الجليد، والتقى الاضداد على الغداء الذي اقامه البطريرك بالمناسبة، الا ان التوقعات ليست كثيرة، اذ سرعان ما سيعود كل طرف الى الخندق الذي يتلطى فيه.
لذلك وبعد كل ما تقدم اثبت الساسة اللبنانيون انهم قاصرون عن القيام بالواجبات المطلوبة، وان البلد اصبح بحاجة ماسة الى يد خارجية نظيفة وعادلة، تنتشله من جهنم التي اسقطوه فيها. وفي ما عدا ذلك كلام في الهواء ليس له اي قيمة، ولا يعطي اي نتيجة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق