رئيسي

الاسد يدلي بصوته في انتخابات رئاسية «مهزلة» محسومة لصالحه

ادلى الرئيس السوري بشار الاسد بصوته في مركز اقتراع في حي المالكي الراقي في وسط دمشق في الانتخابات الرئاسية «المهزلة» المحسومة سلفاً لصالحه.

وذكر التلفزيون السوري في شريط اخباري عاجل ان «الدكتور بشار الاسد يدلي بصوته في مركز مدرسة الشهيد نعيم معصراني في حي المالكي وسط دمشق».
ونشرت «سوا»، الصفحة الرسمية لحملة الاسد الانتخابية على موقع «فايسبوك»، صوراً للاسد بصحبة عقيلته اسماء وهما يدليان بصوتيهما.
واظهرت صورة الاسد وزوجته لحظة خروجهما من الغرفة السرية الانتخابية وهما يحملان ظرفي الاقتراع، فيما ظهرا في صورة ثانية باسمين قبالة احد موظفي المركز وهو ينقل البيانات من البطاقة الشخصية.
وارتدى الاسد بذة رسمية كحلية وقميصاً ابيض وربطة عنق زرقاء، فيما كانت زوجته ترتدي تنورة سوداء ضيقة وسترة بيضاء مربوطة بحزام عند الخصر.
ويخوض الانتخابات في مواجهة الاسد كل من عضو مجلس الشعب ماهر الحجار والعضو السابق في المجلس حسان النوري اللذين تجنبا في حملتيهما الانتخابيتين التعرض لشخص الرئيس او ادائه السياسي، مكتفيين بالحديث عن اخطاء في الاداء الاقتصادي والاداري والفساد.
ونظرياً، هي الانتخابات التعددية الاولى في سوريا منذ نصف قرن، تاريخ وصول حزب البعث الى الحكم. وقد تعاقب على رأس السلطة منذ مطلع السبعينيات الرئيس حافظ الاسد ومن بعده نجله بشار عبر استفتاءات شعبية. ولم يحقق حافظ الأسد أقل من نسبة 99 بالمئة بينما حقق نجله 97،6 بالمئة قبل سبع سنوات.
وتجري الانتخابات بموجب قانون يقفل الباب عملياً على ترشح اي معارض مقيم في الخارج، اذ ينص على ضرورة ان يكون المرشح مقيماً في سوريا خلال السنوات العشر الاخيرة.
وسيجري التصويت فقط في المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية، في حين ان المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة، وخصوصاً في شمالي وشرقي البلاد، فإنه لن يكون هناك مراكز اقتراع.
 


مسرحية هزلية
وبدأ السوريون منذ السابعة صباح اليوم في الإدلاء بأصواتهم في انتخابات من المتوقع أن تسفر عن فوز ساحق للأسد في خضم حرب أهلية قطعت أوصال البلاد وقتلت ما يربو على 160 ألف شخص، ثلثهم على الأقل من المدنيين. كما أدت الحرب إلى تشريد الملايين وتحويلهم إلى لاجئين.
ويرفض خصوم الأسد والقوى الغربية ودول الخليج الانتخابات ويرون أنها مسرحية هزلية ويقولون إنه لا يمكن إجراء انتخابات في بلد فيها مساحات شاسعة من الأراضي خارج سيطرة الدولة فضلاً عن ملايين المشردين.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (0400 بتوقيت غرينتش) في مناطق بسوريا مازالت تحت سيطرة الأسد وبث التلفزيون الحكومي لقطات لأشخاص يصطفون للإدلاء بأصواتهم في مدن عدة.
وفي أحد مراكز الاقتراع في دمشق، رفض بعض الناخبين الاقتراع خلف الحواجز وقاموا بتسويد البطاقات علنا معلنين اختيارهم للأسد.
وفي مركز الاقتراع عينه في فندق داما روز في العاصمة دمشق وفرت لجنة الانتخابات صندوقاً بالدبابيس لمن يرغب في ثقب اصبعه والتصويت بالدم بدلاً من الحبر.
وشهدت دمشق اجراءات أمنية مشددة، حيث اقامت قوات الأمن سلسلة من الحواجز ونقاط التفتيش حول المدنية وبداخلها.
وفيما توقع مسؤولون سوريون إقبالاً كبيراً وقالوا إن «المشاركة القوية ستكون بأهمية النتيجة نفسها». وقال وزير الإعلام السوري عمران زعبي لرويترز ليلة أمس الإثنين إن «حجم الإقبال رسالة سياسية».
وأضاف أن «الجماعات الإرهابية المسلحة» زادت من تهديدها خوفاً من نسبة المشاركة العالية.
وقال الوزير «إذا كانت «الجماعات الإرهابية» لديها أي شعبية فستكون كافية لضمان فشل الانتخابات لكنهم يدركون أنهم لا يملكون شعبية ومن ثم يريدون التأثير على مستوى المشاركة حتى يمكنهم القول إن الإقبال ضعيف».

 


15 مليون ناخب سوري
وبحسب وزارة الداخلية السورية، فإن 15 مليون ناخب سوري يتوزعون على نحو 9 آلاف مركز اقتراع سيصوتون في هذه الانتخابات في المناطق التي يسيطر عليها النظام والتي يعيش فيها، بحسب خبراء. ولكن من غير المرجح ان يقوم كل الناخبين المسجلين بالإدلاء بأصواتهم.
وتصف المعارضة هذه الانتخابات بـ «المخزية»، بينما يرى محللون بأن «السلطات السورية تمادت بالدعوة لهذه الانتخابات في خطوة تعتقد بأنها تعالج الأزمة التي تعاني منها البلاد».
ويقول المحللون إن «وجود اسماء أخرى في ورقة الاقتراع إلى جانب الأسد، أمر لم يحدث منذ عقود».
وتفتح مراكز الاقتراع ابوابها في الساعة الــ 7 صباحاً وتغلق في الساعة الـــ 7 مساء  الرابعة بتوقيت غرينتش).

 


ردود فعل دولية
ووصف وزير الخارجية الاميركي جون كيري الانتخابات الرئاسية السورية بانها «اهانة» و«مهزلة» و«تزوير»، فيما قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند انها انتخابات «مزعومة» ونتائجها «معلنة مسبقاً». ورأت بريطانيا انه لن تكون للانتخابات «اي قيمة».
وفي سياق متصل، اعتبرت الامم المتحدة ان اجراء الانتخابات سينسف الجهود الرامية للتوصل الى حل سياسي في سوريا.

(وكالات)
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق