دولياترئيسي

أوكرانيا: مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل في قصف صاروخي روسي على أوديسا

ستولتنبرغ: أوكرانيا تتقدم ونأمل بأن يجبر هجومها روسيا على التفاوض

لقي ثلاثة أشخاص على الأقل حتفهم في قصف صاروخي روسي استهدف أوديسا جنوب أوكرانيا، حسبما أعلن المتحدث باسم الإدارة العسكرية للمدينة، مشيراً إلى إصابة 13 آخرين بجروح وإلى «احتمال وجود أشخاص تحت الأنقاض». ومؤخراً، كثفت موسكو هجماتها الليلية على المدن الأوكرانية فيما تشن كييف هجوماً كبيراً لتحرير أراضيها التي احتلتها القوات الروسية.
أعلن مسؤول عسكري أوكراني الأربعاء عن مصرع ثلاثة أشخاص وجرح 13 آخرين إثر قصف صاروخي شنته القوات الروسية على أوديسا جنوب البلاد.
في هذا الشأن، قال سيرغي براتشوك المتحدث باسم الإدارة العسكرية لأوديسا في منشور على منصة تلغرام، إن القتلى الثلاثة موظفون في مستودع تجاري أصيب بصاروخ كروز روسي من نوع كاليبر. مضيفاً بأن سبعة موظفين آخرين جرحوا، مشيراً إلى «احتمال وجود أشخاص تحت الأنقاض».
وتابع المسؤول العسكري الأوكراني بأن الهجوم دمر مستودعات مساحتها ألف متر مربع وسبب حريقاً على مساحة 400 متر مربع. وقال براتشوك إن أربعة صواريخ أطلقت من سفينة في البحر الأسود.
إضافة إلى عمال المستودعات، جُرح ستة أشخاص في أماكن أخرى من أوديسا حيث تضرر مركز أعمال ومؤسسة تعليمية ومجمع سكني ومطاعم ومتاجر، وفق المتحدث.
كذلك، ذكرت الإدارة العسكرية بأن الدفاع الأوكراني المضاد للطائرات أسقط اثنين من الصواريخ.
وخلال الأسابيع الأخيرة، كثفت موسكو هجماتها الليلية على مدن أوكرانيا فيما تشن كييف هجوماً مضاداً كبيراً في محاولة لاستعادة الأراضي التي احتلتها القوات الروسية.
تأتي هذه التطورات، غداة إعلان كييف بأن قواتها تحرز تقدماً، بعد فترة وجيزة من تصريح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال فيه إن الهجوم المضاد الذي كانت كييف تستعد له منذ أشهر «يفشل».
وقال قائد القوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني على المنصات: «القتال الدفاعي والهجومي الشرس مستمر في شرق بلدنا وجنوبها. لقد حققنا بعض المكاسب، ننفذ الخطط التي وضعناها ونتقدم».

ستولتنبرغ: اوكرانيا تتقدم

في السياق قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ للرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض الثلاثاء إن أوكرانيا المدعومة من الغرب «تحرز تقدمًا» في هجومها لإبعاد روسيا عن الأراضي المحتلة. وقال ستولتنبرغ خلال لقائه مع بايدن إن «الأوكرانيين يحرزون تقدماً».
وقدم ستولتنبرغ الذي يزور واشنطن قبل قمة الحلف التي ستعقد في تموز (يوليو) في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، لمحة عن نظرة الكتلة العسكرية الغربية القوية إلى محاولة أوكرانيا قلب الطاولة على روسيا.
وتحدث الأوكرانيون بتفاؤل عن هجومهم المضاد الذي أعدوا له لفترة طويلة على جبهتي الشرق والجنوب لإخراج القوات الروسية من البلاد بأكملها.
لكن ستولتنبرغ يرى في العملية وسيلة لتعزيز الموقع التفاوضي. وقال «بقدر ما يتمكن الأوكرانيون من تحرير أراض، يتعزز موقعهم على طاولة المفاوضات».
ورحب بايدن بستولتنبرغ الذي يفترض أن يغادر منصبه مع انتهاء ولايته في تشرين الأول (أكتوبر)، مؤكداً أن رد فعل الناتو على الغزو الروسي لأوكرانيا جعل الحلف أقوى.
وقال بايدن «عززنا الجناح الشرقي للحلف الأطلسي وأكدنا بوضوح أننا سندافع عن كل شبر من أراضي الناتو. أقول ذلك مرة أخرى: التزام الولايات المتحدة بالمادة الخامسة (من ميثاق) الحلف متين جداً»، في إشارة إلى تعهد أعضاء الحلف الدفاع عن بعضهم البعض.
وقال بايدن «في قمتنا في ليتوانيا الشهر المقبل سنبني على هذا الزخم».
وكان ستولتنبرغ صرح قبل ذلك لشبكة «سي إن إن» إن الوقت ما زال «مبكراً» للهجوم الذي وصفه بأنه «صعب».
في الوقت نفسه، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن حزمة جديدة من المساعدات بالذخيرة والأسلحة الثقيلة بقيمة 325 مليون دولار لزيادة الإمدادات لأوكرانيا مع بدء هجومها الكبير.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الحزمة تمد أوكرانيا «بقدرات أساسية لمساعدة جهودها لاستعادة أراضيها السيادية ودعم مدافعيها الجويين وهم يحمون بشجاعة جنود أوكرانيا والمدنيين والبنية التحتية الحيوية».

«قادة مستبدون»

أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا المجاورة في شباط (فبراير) 2022، واستولى بسرعة على مناطق واسعة من الأراضي لكنه واجه مقاومة شرسة ومتنامية.
ورأى ستولتنبرغ أن الأوكرانيين «يمتلكون الحق (…) في تحرير أرضهم». لكنه أدرج القرار الغربي بدعم أوكرانيا في إطار استراتيجية أوسع للحفاظ على الاستقرار في جميع أنحاء العالم.
وقال «لم يكن الغزو الروسي الوحشي لأوكرانيا هجوماً على أوكرانيا فحسب، بل كان أيضاً هجوماً على قيمنا الأساسية وعلى الأحرار في كل مكان».
وأضاف «لذلك، يجب ألا ينتصر الرئيس بوتين في هذه الحرب لأن ذلك لن يكون مأساة للأوكرانيين وحدهم بل كما سيجعل العالم اكثر خطورة».
وتابع أن انتصاراً لبوتين «سيوجه رسالة إلى القادة المستبدين في جميع أنحاء العالم بما في ذلك في الصين، مفادها أنهم عندما يستخدمون القوة العسكرية فإنهم يحصلون على ما يريدون».
وكان من المقرر أن يلتقي ستولتنبرغ مع بايدن الإثنين. لكن اللقاء أرجئ بعد أن اضطر الرئيس الأميركي إلى الخضوع لعلاج في الأسنان.
وفي إشارة إلى السياسة المتعلقة بخليفته على رأس الحلف، قال ستولتنبرغ لشبكة «سي إن إن» إنه «واثق تمامًا من أنهم سيجدون خليفة ممتازاً». وأضاف أن «تركيزي الآن هو قيادة هذا الحلف حتى انتهاء ولايتي لأننا في خضم حرب في أوروبا».
ورداً على سؤال عن احتمال أن يطلب بايدن من ستولتنبرغ البقاء على رأس الحلف لفترة أطول، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير «نعتقد أن الأمين العام قام بعمل رائع». لكنها أضافت أن الرئيس «لم يتخذ أي قرار بعد» بشأن من سيدعم لتولي هذا الدور.

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق