رئيسيسياسة عربية

قتلى مدنيون وأطفال على جبهات قتال عدة في سوريا

قتل نحو 20 مدنياً الاثنين في قصف جوي شنته قوات النظام وحليفتها روسيا في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا التي تشهد منذ يومين معارك أودت بعشرات المقاتلين هي الأعنف منذ اتفاق هدنة تم التوصل إليه قبل ثلاثة أشهر، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وعلى جبهة أخرى على بعد عشرات الكيلومترات، قتل 11 مدنياً، بينهم ثمانية أطفال، في قصف مدفعي تركي استهدف مدينة تسيطر عليها قوات كردية وتنتشر فيها قوات روسية في شمال سوريا، بحسب المصدر ذاته.
وأفاد المرصد الإثنين عن مقتل 13 مدنياً في قصف لقوات النظام استهدف سوقاً شعبية في مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي.
وقتل ثلاثة مدنيين آخرين في غارات جوية شنتها طائرات حربية سورية وروسية في مناطق متفرقة في جنوب إدلب، كما قتلت إمرأة وطفلاها في قصف روسي استهدف سجن إدلب المركزي أثناء زيارتها لأحد أقاربها، وفق المرصد، الذي أشار إلى تمكن عدد من السجناء من الفرار.
وتؤوي محافظة إدلب وأجزاء من محافظات محاذية نحو ثلاثة ملايين نسمة نصفهم من النازحين وتقع بمعظمها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتنتشر فيها فصائل إسلامية ومقاتلة أخرى أقل نفوذاً.
وفي معرة النعمان، شاهد مصور لفرانس برس متطوعين في الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) ينقلون جثث القتلى من محال مدمرة، فيما انتشرت حبوب البرتقال على الأرض إلى جانب أكياس من البصل وبقع من الدماء.
وقال ماهر محمد، وهو بائع في الـ35 من العمر «كنا جالسين أمام المتجر وفجأة قصف الطيران نصف السوق واستشهد سبعة أو ثمانية أشخاص من جيراننا». وأضاف «هربنا إلى داخل المحال ورمينا أنفسنا أرضاً».

مئة قتيل

وتدور في محافظة إدلب منذ السبت اشتباكات على جبهات عدة قتل خلالها 54 عنصراً من قوات النظام و47 مقاتلاً من الفصائل المقاتلة والجهادية، وفق المرصد.
ومنذ سيطرة الفصائل الجهادية والمقاتلة على المحافظة في العام 2015، تصعد قوات النظام بدعم روسي بين الحين والآخر قصفها لها أو تشن هجمات عادة ما تنتهي باتفاقات هدنة ترعاها روسيا وتركيا.
ونهاية نيسان (أبريل)، بدأت قوات النظام بدعم روسي عملية عسكرية سيطرت خلالها على مناطق عدة في ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي المجاور، قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار برعاية روسية – تركية في نهاية آب (أغسطس).
ولم تخل الهدنة من اشتباكات متفرقة وغارات تشنها قوات النظام وروسيا قتل جراءها أكثر من 180 مدنياً، بينهم 47 طفلاً، بحسب حصيلة للمرصد، الذي أشار إلى تصعيد جديد في القصف منذ بداية تشرين الثاني (نوفمبر).
وبحسب المرصد فإن المعارك المستمرة منذ السبت هي الأعنف في المحافظة منذ الهدنة.
وفي تشرين الأول (أكتوبر)، أكد الرئيس السوري بشار الأسد، في زيارة هي الأولى له للمحافظة منذ اندلاع النزاع في العام 2011، أن معركة إدلب هي «الأساس» لحسم الحرب في البلاد.

صراخ الأطفال

وفي مدينة تل رفعت في ريف حلب الشمالي، قتل 11 مدنياً بينهم ثمانية أطفال الإثنين جراء «قصف مدفعي تركي وقع قرب مدرسة أثناء خروج التلاميذ منها»، وفق المرصد الذي أشار إلى أن القتلى من النازحين من منطقة عفرين المجاورة والتي فرّ عشرات الآلاف منها مع شنّ القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها هجوماً عليها العام الماضي.
وأظهرت مشاهد فيديو نقلتها وكالة هاوار الكردية مسعفين ينقلون أطفالاً مصابين علت أصوات صراخهم داخل مستشفى.
وعلى الأرض عند مدخل المستشفى، وضعت جثث ثمانية أطفال ورجل عجوز على الأرض وقد لفت ببطانيات سوداء. وفقدت أمرأة وعيها قبل أن تدخل وهي تصرخ وترمي نفسها على الأرض لتعانق أحد الأطفال القتلى، وتصرخ باسمه كأنها تحاول إيقاظه.
وغالباً ما تشهد تل رفعت مناوشات بين قوات كردية محلية تسيطر عليها والفصائل السورية الموالية لأنقرة المنتشرة في مناطق قريبة.
وتنتشر في المدينة أيضاً قوات النظام وقوات روسية، تنفيذاً لاتفاق تمّ بين موسكو وأنقرة العام 2018، حال دون تنفيذ تركيا لتهديدها بشن هجوم عسكري على المدينة. وأكّدت روسيا آنذاك أن وحدات حماية الشعب الكردية، التي تصنفها أنقرة منظمة «إرهابية»، لم تعد موجودة فيها.
لكن أنقرة تصر على أن الوحدات الكردية لا تزال تنتشر في المدينة، ذات الغالبية العربية أساساً قبل النزوح الكردي إليها.
وأطلقت تركيا والفصائل السورية الموالية لها في التاسع من تشرين الأول (أكتوبر) هجوماً جديداً ضد المقاتلين الأكراد. وإثر أسابيع من المعارك، سيطرت أنقرة وحلفاؤها على منطقة حدودية واسعة بطول 120 كيلومتراً في شمال شرق البلاد.
وعلقت أنقرة هجومها في 23 تشرين الأول (أكتوبر)، بعد وساطة أميركية ثم اتفاق مع روسيا في سوتشي نصّ على انسحاب المقاتلين الأكراد من المنطقة الحدودية وتسيير دوريات مشتركة فيها.
وخلال تسييرهم دورية الإثنين في ريف كوباني في شمال حلب، اصيب ثلاثة جنود روس بانفجار عبوة ناسفة، وفق ما افادت وزارة الدفاع الروسية.
وتوصل الأكراد إثر الهجوم التركي إلى اتفاق مع دمشق على انتشار قوات النظام في المنطقة الحدودية، كما أعلنت قوات سوريا الديموقراطية، وعمودها الفقري المقاتلون الأكراد، الأحد أنها اتفقت مع موسكو على نشر قوات روسية في ثلاث مدن رئيسية.
وبحث الرئيس السوري الإثنين الأوضاع في شمال شرق البلاد مع المبعوث الخاص الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، وأكد الطرفان، وفق ما نقل حساب الرئاسة على تلغرام، أن «استعادة الدولة السورية للسيطرة على كامل الأراضي والمدن وعودة مؤسسات الدولة هو العامل الأساس في إعادة الاستقرار والأمان لأهالي تلك المنطقة».

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق