أبرز الأخباراخبار النجوم

على بغتة… رحل نور الشريف!

اوصى ان تعرض حلقات مسلسل «عمر بن عبد العزيز» الاخيرة يوم وفاته

صدم الجمهور العربي والمصري بشكل خاص بوفاة الممثل نور الشريف عن 69 عاماً يوم الثلاثاء بعد صراع مع المرض تاركا وراءه عشرات الأفلام والمسرحيات والمسلسلات التلفزيونية والاذاعية التي أثرت الحياة الفنية على مدى أكثر من نصف قرن.

وكان الشريف من الممثلين المصريين القلائل الذين يتمتعون بثقافة رفيعة أهلته لإخراج مسرحيات مقتبسة من روايات أدبية كما كان شجاعا في تقديم عدد من المخرجين بإنتاج تجاربهم الأولى التي جعلتهم في صدارة المشهد السينمائي.
ولد محمد جابر محمد عبد الله في حي السيدة زينب بالقاهرة في نيسان (ابريل) 1946 واختار لنفسه اسماً فنياً هو نور الشريف وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1967 وهو العام الذي شهد بدايته السينمائية حين رشحه الممثل عادل إمام إلى المخرج حسن الإمام للقيام بدور في فيلم (قصر الشوق) الجزء الثاني من ثلاثية نجيب محفوظ.
وظهرت ميول الشريف للتمثيل في سن مبكرة حيث شارك في فريق التمثيل في المدرسة وبعد التحاقه بكلية التجارة تركها والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتحمس له المخرج المسرحي سعد أردش ورشحه لدور في مسرحية (الشوارع الخلفية) للكاتب عبد الرحمن الشرقاوي كما اختاره المخرج كمال عيد للمشاركة في مسرحية (روميو وجوليت).

الى ادوار البطولة
وعلى عكس كثيرين من أبناء جيله لم تتأخر أدوار البطولة طويلاً عن الشريف إذ قام عام 1970 ببطولة فيلم (السراب) لأنور الشناوي عن رواية لمحفوظ أيضا.
وارتبط الشريف بمحفوظ في أفلام كثيرة مأخوذة من رواياته وقصصه القصيرة ومنها (السكرية) 1973 و(الكرنك) 1975 و(أهل القمة) 1981 و(دنيا الله) و(المطارد) 1985 و(قلب الليل) 1989 و(ليل وخونة) 1990.
كما قام ببطولة مسلسل (السيرة العاشورية) عن (ملحمة الحرافيش) لمحفوظ.
قدم نحو 170 فيلما روائيا شكل كثير منها علامات في تاريخ السينما المصرية والعربية من بينها.
وشارك الممثل الراحل في أكثر من 170 فيلماً كثير منها ضمن كلاسيكيات السينما المصرية ومنها (زوجتي والكلب) لسعيد مرزوق 1971 و(العار) 1982 لعلي عبد الخالق و(حدوتة مصرية) 1982 ليوسف شاهين، و(حبيبي دائما) و(بئر الخيانة) و(غريب في بيتي) و(الصرخة) و(المصير)، و(سواق الأتوبيس) 1983 الذي نال عنه جائزة أفضل ممثل في مهرجان نيودلهي كما نال جائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم (ليلة ساخنة) وكلا الفيلمين من إخراج عاطف الطيب.

 آخر أفلامه «بتوقيت القاهرة» مع ميرفت امين  نال عنه جائزة أفضل ممثل من مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي

الرسالة
وكان الفن بالنسبة الى الشريف رسالة ومن هذه الزاوية رأى أن عليه التزاماً بتقديم جيل جديد من المخرجين فأنتج الأفلام الأولى لعدد منهم.
ففي عام 1976 أنتج فيلم (دائرة الانتقام) باكورة أعمال المخرج سمير سيف وهو معالجة عصرية لرواية (الكونت دي مونت كريستو). وصار سيف مخرجاً لامعاً وأخرج للشريف أعمالاً منها (غريب في بيتي) بالاشتراك مع الممثلة المرموقة سعاد حسني و(آخر الرجال المحترمين) الذي أنتجه الشريف أيضاً.
وفي عام 1980 أنتج فيلم (ضربة شمس) للمخرج الجديد آنذاك محمد خان والذي يعد حالياً وثيقة سينمائية عن بعض معالم القاهرة التي طاولها التغيير ومنها ميدان التحرير.
وفي عام 1988 أنتج فيلم (زمن حاتم زهران) للمخرج الجديد آنذاك محمد النجار وكان الفيلم انحيازا فنيا وإدانة لعصر الانفتاح الاقتصادي وما يشبه العزاء للمصريين من ضحايا الحروب مع إسرائيل.

التزام سياسي ووطني

لم يكن الشريف مجرد ممثل يؤدي ما يعرض عليه من أدوار بل كان لديه وعي سياسي وانحياز إلى قضايا وطنية وهو ما جسده في أفلام أخرى ومنها (ناجي العلي) الذي أخرجه عاطف الطيب عام 1992 عن رسام الكاريكاتور الفلسطيني ناجي العلي الذي اغتاله شخص مجهول في لندن عام 1987 وكانت رسومه تنتقد كثيراً من الأنظمة العربية.
وغامر الشريف بإنتاج فيلم (ناجي العلي) وقام ببطولته ومنع عرض الفيلم في مصر كما تعرض الشريف لحملة من صحفيين مقربين من السلطة آنذاك.
وقام الشريف ببطولة ما يعتبره نقاد أول فيلم مصري في مجال الخيال العلمي وهو (قاهر الزمن) الذي أخرجه كمال الشيخ عام 1987 عن رواية بالعنوان نفسه لكاتب الخيال العلمي المصري نهاد شريف.
وكرم الشريف في عدد من المهرجانات ومنها مهرجان نانت في فرنسا عام 1999 ومهرجان الإسكندرية 2014.
وكان اخر أفلامه (بتوقيت القاهرة) مع ميرفت امين  اخراج أمير رمسيس والذي نال عنه جائزة أفضل ممثل من مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي في حزيران (يونيو) الماضي.

صائد الجوائز


وكان المهرجان القومي للسينما المصرية في دورته الثالثة عشرة عام 2007 كرم الشريف وأصدر عنه كتاب (نور الشريف.. صائد الجوائز).
وقام الشريف ببطولة كثير من المسلسلات التلفزيونية بداية من (القاهرة والناس) و(أديب) عن رواية لعميد الأدب العربي طه حسين، و(لن أعيش في جلباب أبي) و(العطار والسبع بنات) و(عائلة الحاج متولي) و(الرجل الآخر) و(الدالي) و(هارون الرشيد) و(عمر بن عبد العزيز) الذي أوصى أن تعرض حلقاته الأخيرة يوم وفاته.
وللشريف تجارب في الإخراج من أبرزها مسرحية (محاكمة الكاهن) عن قصة للكاتب المصري بهاء طاهر وفيلم (العاشقان) الذي قام ببطولته أمام زوجته بوسي.

«خسارة كبيرة للفن العربي»

ووصف وزير الثقافة المصري عبد الواحد النبوي رحيل الشريف بأنه «خسارة كبيرة للفن العربي. (له) تاريخ حافل ومساهمات فنية جعلته نجماً متألقاً في عالم الفن».
وقال النبوي في بيان إن أعمال الشريف «احتلت مكانة كبيرة في وجدان الجمهور وذاكرة الفن وهو ما جعل أعماله خالدة» مضيفاً أنه كان مهموماً بمشاكل الناس وقضايا المجتمع والبسطاء من خلال اختياره لأعماله.
ونعى كثير من الممثلين والمخرجين المصريين والعرب الفنان الراحل عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال كاتب السيناريو المصري عبد الرحيم كمال على صفحته بموقع فايسبوك «وداعاً أبي وصاحب الفضل علي وسبب دخولي العمل الفني… قلبي ينزف حزناً»، وكتب كمال للشريف المسلسل التلفزيوني (الرحايا… حجر القلوب) عام 2009.
وكتبت الممثلة المصرية منى زكي على صفحتها بموقع انستغرام «الله يرحمك يا استاذي. استاذ نور الشريف أكبر بكتير من اني اتكلم عنه. كان نموذج للفنان الأصيل المثقف الملتزم العاشق للفن والعمل».
وكتبت التونسية درة زروق «الكلمات تعجز أحياناً عن الوصف والتعبير، وداعاً حبيبي دائماً، الله يرحمك يا أستاذنا الكبير والأب والفنان العبقري الملتزم الطيب الخلوق المثقف».
وكان الشريف متزوجاً من الممثلة بوسي وله منها ابنتان هما مي وسارة.

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق