سياسة لبنانية

مارين لوبن بعد لقائها عون: لا يمكن لازمة اللاجئين ان تستمر… عواقبها وخيمة

الحريري: المسلمون ضحايا الارهاب المتستر بالدين والمعتدلون هم اول اهدافه

وصلت مرشحة اليمين المتطرف للانتخابات الفرنسية مارين لوبن إلى لبنان الأحد، حيث دعت إلى تعزيز العلاقات بين فرنسا ولبنان، وستلتقي لوبن زعماء في البلاد لبحث «التعاون الاقتصادي ومكافحة الأصولية الإسلامية».

دعت مارين لوبن مرشحة اليمين المتطرف إلى الانتخابات الرئاسية الفرنسية بعيد وصولها مساء الأحد إلى بيروت، إلى تعزيز العلاقات بين فرنسا ولبنان. وقالت في تصريح «إنها زيارتي الأولى إلى لبنان (…) لدينا علاقات بحاجة لتعزيزها بشكل كبير».
وتؤكد استطلاعات الرأي أن لوبن ستنتقل خلال الدورة الأولى للانتخابات في الثالث والعشرين من نيسان (أبريل) المقبل إلى الدورة الثانية بعد أن تحل أولى، إلا أن استطلاعات الرأي نفسها تتوقع هزيمتها في الدورة الثانية.
وأعلنت لوبن أنها تريد أن «تعيد إلى هذه العلاقات التاريخية شبه العائلية المتانة التي ما كان يجب أبداً أن تفقدها». وتابعت «سنتحدث عن الفرنكوفونية، وأيضاً عن التعاون الاقتصادي ومكافحة الأصولية الإسلامية».
ومن المقرر أن تلتقي لوبن الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري إضافة إلى وزير الخارجية جبران باسيل، وعدداً من السياسيين ورجال الدين. وفي مقدمتهم البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وتزور لوبن البطريرك الراعي غداً الثلاثاء وسيتم البحث بين الجانبين في قضية مسيحيي الشرق وما عانوه من تهجير واضطهاد في العراق وسوريا وغيرهما، اضافة الى ازمة المنطقة وحروبها والاوضاع الداخلية والعلاقات اللبنانية – الفرنسية، وتقول مصادر بكركي ان مجيء المرشحين الفرنسيين الى لبنان تدعم العلاقات الثنائية ودور لبنان في المنطقة.
ولبنان هو البلد الوحيد في الشرق الأوسط رئيسه مسيحي. واعتبرت مارين لوبن أن لبنان يمكن أن يكون لاحقاً «قوة توازن إقليمية».
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت ستدعو إلى حوار مع الرئيس السوري بشار الأسد، تجنبت الرد بشكل مباشر وقالت «لن نتطرق إلى الأزمة السورية فحسب، بل أيضاً إلى الإشكالية الإنسانية الكبيرة للاجئين».
ويستقبل لبنان أكثر من مليون لاجىء سوري في حين أن عدد سكانه يبلغ نحو أربعة ملايين نسمة.
وتابعت لوبن التي يرفض حزبها استقبال لاجئين على الأراضي الفرنسية «يبدو أن المجتمع الدولي لا يبذل الجهود اللازمة لإبقاء هؤلاء الأشخاص في مخيمات إنسانية بشكل لائق».
والتقت مارين لوبن الاثنين الرئيس اللبناني ميشال عون ليكون اول رئيس دولة اجنبية يستقبلها في اطار سعيها الى كسب مزيد من الصدقية الدولية.
وقالت زعيمة الجبهة الوطنية اثر اجتماع استمر 30 دقيقة في القصر الرئاسي «تطرقنا الى الصداقة الطويلة والمثمرة بين بلدينا».
واضافت: «تشرّفت بلقاء فخامة الرئيس العماد ميشال عون، واثرنا معاً الصداقة العميقة والمثمرة التي تربط بلدينا، وتباحثنا بالامور المشتركة التي تشغل بالنا نتيجة ازمة اللاجئين ذات الوطأة الشديدة بالنسبة الى لبنان، وهي تحمّله اعباء كبرى يتمكّن بشجاعته وكرمه من ان يتخطاها. لكن من البديهي ان هذه الازمة لا يمكن ان تستمر الى ما شاء الله بالنظر الى عواقبها الجسيمة التي تطاول الاقتصاد ونظام الصحة ومختلف اوجه العناية بهذا العدد الهائل من اللاجئين».
اضافت: «ناقشت مع الرئيس ايضاً مسألة نمو التطرف الاسلامي التي تثير قلقاً اساسياً، وسبل مواجهته، الى ضرورة التعاون في هذا الاطار بين مختلف الدول الواعية لهذا الخطر. وان لبنان وفرنسا، نظراً الى تاريخهما المشترك، يجب ان يشكّلا الحجر الاساس في تنظيم النضال ضد هذا التطرف».
وقالت: «اضافة الى هذه المواضيع الآنية، عبّرت للرئيس عون عن رغبتي في رؤية العلاقات بين فرنسا ولبنان وقد استعادت ريعان شباب ثانٍ، من خلال الفرانكوفونية على وجه الخصوص التي تشكّل احدى ابرز العناصر المكّونة لبرنامجي الانتخابي. والرئيس عون يشاطرني الاعتقاد انّه تقف خلف اللغة، ثقافة كبرى يجب المحافظة عليها».
وختمت: «كما سرّني ان اعرض للرئيس عون المعنى العميق للنضال السياسي الذي اقوم به من اجل الحرية والسيادة، وهو نضال يتلاقى صداه مع نضال لبنان التاريخي من اجل ان يحافظ بنفسه على حريته وسيادته وهويته وجذوره وخصوصيته. وتمنّى لي الرئيس عون حظاً موفقاً في الانتخابات الرئاسية، وآني آمل ان تتسنى لي الفرصة في ان استقبله شخصياً في زيارة رسمية بعد انتخابي في ايار (مايو) المقبل. وسيشكّل الامر بالنسبة اليّ شرفاً كبيراً، فنحن نتابع مسيرة الرئيس عون الشجاعة منذ سنوات عدّة، وقد شكّل انتخابه بالنسبة الينا خبراً رائعاً، كما بالنسبة الى لبنان، فاتحاً بذلك مرحلة استقرار وازدهار وتجدد للبلد على ما اتمناه».
اما الرئيس الحريري فاكد بعد استقباله لوبن ان المسلمين هم اول ضحايا الارهاب المتستر بلباس الدين بينما هو في الواقع لا دين له وان المسلمين المعتدلين الذين يشكلون الغالبية الساحقة من المسلمين في العالم هم اول هدف الارهاب المتطرف باسم الدين لانهم في الواقع اول المواجهين له.


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق