ساد صمت غريب مساء الثلاثاء في مقر حملة هيلاري كلينتون الانتخابية في نيويورك مع اعلان النتائج تدريجياً على الشاشة العملاقة التي كشفت التقدم الكبير للجمهوريين ودونالد ترامب.
وحتى الآن، لم يفز الملياردير بالرئاسة، لكن كثيرين يرون ان الامر لم يعد سوى مسألة وقت.
لم يكن احد منهم يتوقع ذلك. بعضهم كان يتوقع ان تكون المنافسة حامية وكثيرون بدوا قلقين جداً عند وصولهم… لكن لم يتصور احد ان الامسية ستتحول الى شبه عزاء.
وفي الكافيتريا الواقعة تحت القاعة التي كان يفترض ان تكتب فيها هيلاري كلينتون صفحة في التاريخ ليلاً، وقفت شابتان تبكيان بحرقة، بينما كان كثيرون يشربون البيرة.
وعند طاولة، تنظر سيدتان اخريان في الفراغ بصمت. وقالت مارغريتا الموظفة الشابة التي كانت تشرب البيرة «انه امر غير واقعي».
وتخشى هذه السيدة عصراً جديداً ليس سياسياً فحسب. انها تخشى هذا الجزء من اميركا الذي صوت للمرشح الشعبوي. وقالت وهي تبحث عن كلمات تعبر عن رأيها «حياتنا لم تعد آمنة بصفتنا نساء وبصفتنا» من غير البيض.
«نعيش في فقاعة»
تحدث كثيرون عن الجهل. وقالت ايلمي بيرميجو التي قدمت من سان فرانسيسكو «لقد اخفقوا في مدارسهم بالتأكيد». واضافت «انهم لا يعرفون التاريخ ولا يفهمون شيئاً في العالم».
لكنها تحاول ان تكون ايجابية. قالت «بعد كأس تيكيلا، سأرتب اموري وافعل ما بوسعي حتى لا يعاد انتخابه. هذه هي الديموقراطية».
وطغت الصدمة على الغضب، خصوصاً في نيويورك التي تعد منطقة تقدمية بعيدة عن الارياف التي تمردت على الطبقة السياسية الممثلة باوباما وكلينتون.
وقال ايفين ستينجل (22 عاماً) التي بدأت شرب الكحول قبل اعلان النتائج «كنا نعرف ان المنافسة ستكون حامية ولكن ليس الى هذه الدرجة». واضافت «اشعر اننا نعيش في فقاعة في نيويورك، في نظري التصويت لترامب امر غير طبيعي».
والى جانبها وقف ياني تريتاس (25 عاماً) عضو المجلس البلدي. وقال «انهم ناس يتمسكون بالعنصرية وكره الاجانب»، معتبراً ان ذلك ناجم عن خفض الاستثمارات في التعليم… بمبادرة من الجمهوريين.
حزن
بدأت الوجوه تكفهر حوالي الساعة 21،00 بالتوقيت المحلي مع اعلان النتائج تباعاً.
قالت جوان ديفينوتي المتقاعدة التي كانت تعمل في سكك الحديد والقادمة من ماساتشوستش ان «الوضع لا يسر». واضافت وهي تهز رأسها ان «فلوريدا كانت مشكلة دائماً».
وبعد ذلك، لم يعد مؤيدو كلينتون الذين كانوا لا يترددون في الحديث الى الصحافيين وارتدى بعضهم ملابس تحمل الوان حملة المرشحة الديموقراطية او صبغوا وجوههم بالحرف الاول من اسمها، يرغبون في الرد على اسئلة مئات الصحافيين الذين كانوا يرغبون في نقل صورة القلق الذي ساد.
وكان الحضور يتابعون الشاشات العملاقة بينما تعلو اصوات الصحافيين في القاعة الهائلة التي سادها صمت ورنين الهواتف الذكية التي كان اصحابها يقومون بتحديث البيانات فيها على امل الحصول على نبأ سار.
لكن مؤشر «نيويورك تايمز» لم يكف عن اعلان الاخبار السيئة متوقعاً فجأة احتمالاً بنسبة 53 بالمئة ثم سبعين بالمئة ثم 87 بالمئة بان يفوز ترامب.
وفي محاولة لاحياء حماسة الحشد، قال حاكم نيويوك اندرو كومو «لدينا ايمان بان هيلاري كلينتون ستكون الرئيسة المقبلة للولايات المتحدة».
وعندها كان المؤشر يتجاوز الـ 93 بالمئة.
وفي تلك اللحظة، كان فريق حملة المرشحة الديموقراطية قد اختفى متجنباً لقاء اي صحافي. وساد صمت في محيط كلينتون وزوجها اللذين كانا في فندق على بعد بضعة كيلومترات عن مانهاتن.
والمتطوعون الذين بقوا في المكان اصبحوا متوترين مع الصحافيين وقاموا بمنعهم من التوجه الى قاعة فرعية اخرى تجمع فيها آلاف المؤيدين الذين هزموا.
وقالت انابيل ايفورا (51 عاماً) «انه امر لا يصدق فعلاً». واضافت «اصلي مع انني لست مؤمنة، نحتاج الى معجزة»، مؤكدة انها «حزينة واشعر برغبة في البكاء».
أ ف ب