تحالف سوري تدعمه واشنطن يعلن الهجوم على داعش في الرقة

أعلنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة يوم الأحد بدء عملية لاستعادة مدينة الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
ويزيد الهجوم الضغوط على التنظيم المتشدد في لحظة حاسمة إذ يواجه مقاتلوه بالفعل هجوما تشنه القوات العراقية على الموصل آخر مدينة رئيسية يسيطر عليها في العراق.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية – وهي تحالف يضم جماعات مسلحة عربية وكردية – في بيان أصدرته إن العملية التي طال انتظارها والتي أطلق عليها اسم «غضب الفرات» بدأت في وقت متأخر يوم السبت.
وقالت جيهان شيخ أحمد المتحدثة باسم قوات سوريا الديمقراطية في مؤتمر صحفي في بلدة عين عيسى الواقعة على بعد 50 كيلومتراً إلى الشمال من الرقة «إننا في القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية نزف لكم بشرى بدء حملتنا العسكرية الكبيرة من أجل تحرير مدينة الرقة».
وستنسق الولايات المتحدة الضربات الجوية مع قوات سوريا الديمقراطية التي تضم وحدات حماية الشعب الكردية وهي شريك رئيسي لواشنطن في الحملة التي تقودها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
والرقة معقل التنظيم في سوريا ويدير منه معسكرات التدريب ويوجه العمليات. ويشرف التنظيم على المنشآت العامة في المدينة ومنها المخابز والمصارف والمدارس والمساجد.
وقال بريت ماكغورك مبعوث الرئيس الأميركي لمكافحة الإرهاب للصحفيين خلال توقفه في عمان إن «المرحلة الأولى» من هجوم الرقة بدأت.
وقال «حملة الرقة ستتقدم على مراحل. مراحل محددة فتوجد مرحلة عزل وهي التي بدأت اليوم ومراحل تالية لضمان إخراج داعش من الرقة».
وجاء في بيان قوات سوريا الديمقراطية أن العملية تهدف إلى «القضاء على مركز الإرهاب العالمي» مشيراً إلى أن المرحلة الأولى تهدف إلى محاصرة الرقة قبل أي تحرك للسيطرة عليها. ولم يحدد البيان إطاراً زمنياً.
مخاوف
شهد التخطيط لهجوم الرقة تعقيدات بسبب عوامل منها المخاوف التركية بشأن ازدياد نفوذ الأكراد في شمال سوريا ومخاوف العرب بشأن الوجود الكردي في المدينة التي تسكنها أغلبية من العرب.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية يوم الخميس إنها رفضت أي مشاركة تركية في حملة الرقة. وتوجد مشاعر عدائية بين المعارضين المنضوين تحت لواء الجيش السوري الحر الذين تدعمهم تركيا ووحدات حماية الشعب وحلفائها ووقعت بينهم اشتباكات متكررة.
وقالت تركيا إنها ستستهدف الرقة في عمليتها الخاصة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا التي تشنها مع مقاتلين عرب من المعارضة السورية.
وقال ماكغورك إن «طليعة» القوات التي ستدخل الرقة ستتألف من العرب وليس الأكراد الذين يشكلون العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية.
وأضاف للصحفيين «عندما يتعلق الأمر بالرقة نرغب في قوة تحرر الرقة في النهاية تتألف في الأساس من (سكان) المنطقة المحليين. العرب من المنطقة ولذلك دربنا الكثير من هؤلاء المقاتلين وستواصل تلك القوة نموها مع دخولنا في مراحل تالية من الحملة».
وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن المجموعات العربية ستشارك في العملية ودعت المدنيين في الرقة إلى الابتعاد عن مواقع تجمعات متشددي تنظيم الدولة الإسلامية والتوجه نحو المناطق التي سيتم تحريرها.
وكان هجوم الرقة متوقعاً منذ فترة طويلة وقال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر يوم 25 تشرين الأول (اكتوبر) إن معركة استعادتها ستتزامن مع الهجوم على الموصل.
وقال كبير القادة العسكريين الأميركيين في العراق اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند الشهر الماضي إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم الدولة الإسلامية يريد التحرك بشكل عاجل لعزل الرقة بسبب مخاوف من أن يستخدمها التنظيم كقاعدة للتخطيط لهجمات وشنها على أهداف في الخارج.
ودعت فرنسا كذلك إلى عمل متزامن على الجبهتين. وقال الرئيس فرنسوا أولوند الشهر الماضي إن هناك أدلة على أن مقاتلي التنظيم يفرون إلى الرقة وإنه يتعين بذل كل جهد لمنعهم من توحيد صفوفهم هناك.
وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان يوم الأحد إن الهجوم على الرقة يجب أن يبدأ أثناء الحملة على الموصل.
وقال لو دريان لإذاعة أوروبا 1 «يتعين أن نذهب إلى الرقة… تلقائياً ستكون القوات المحلية هي التي تحرر الرقة حتى لو أسهمت القوات الفرنسية والقوات الأميركية والتحالف بضربات جوية لتفكيك داعش (تنظيم الدولة الإسلامية)».
وأضاف «لا يمكن الفصل بين الموصل والرقة لأن تنظيم الدولة الإسلامية والإرهابيين الذين يحتلونهما منتشرون في المنطقة».
وانتزعت قوات سوريا الديمقراطية منذ تشكيلها في أوائل عام 2015 السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي على امتداد الحدود السورية التركية من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية ودفعت التنظيم إلى مسافة 30 كيلومتراً من الرقة.
رويترز