أبرز الأخبار

خادم الحرمين الشريفين يدعو الى سرعة المواجهة: مشروع تحالف دولي للقضاء على «داعش»

يرى محللون ان تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» قد وحد العالم من اجل مواجهة اخطاره. وان تناقضات كبيرة وعديدة تراجعت الى المراتب الخلفية في الاهتمامات الدولية امام اخطار التنظيم الذي يعتقد انها لن تتوقف عند حدود المنطقة، وانما ستتجاوزها الى جميع انحاء العالم. وفي هذا السياق، بدا واضحاً ان الاحساس بالخطر «الداعشي» لم يتوقف عند الحدود التقليدية، بل تعداهاالى اطار من التوافق الدولي على اهمية التحرك لمواجهة تلك الاخطار. وترجمة التحرك ضمن اطار «تحالف دولي» عنوانه الرئيسي مواجهة تنظيم داعش.

اللافت في هذا السياق، ان التحذيرات من اخطار التنظيم، والدعوات لمواجهته صدرت بالتزامن في كل من العاصمة السعودية الرياض، والاميركية واشنطن. حيث اطلق خادم الحرمين الشريفين تحذيراً واضحاً ومباشراً من ان اخطار داعش لن تتوقف عند حدود المنطقة، وانما تتجاوزها الى اوروبا والولايات المتحدة الاميركية. وان المطلوب هو سرعة ضرب التنظيم.
وبالتزامن، اطلق وزير الخارجية الاميركي جون كيري دعوة الى تاسيس تحالف دولي لمواجهة تنظيم داعش.

دعوتان
الدعوتان، حملتا مضامين كبيرة وكثيرة، ليس بسبب العامل الجغرافي فقط، وانما بحكم ما تتمتع به الدولتان من اهمية ونفوذ على مستوى العالم.
تفصيلاً، دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى إنشاء حلف عالمي واسع لمحاربة الإسلاميين المتطرفين في تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي قال عنه انه «ينشر الرعب عبر ممارساته الوحشية في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق».
فيما، دعا العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز المجتمع الدولي الى ضرب المتطرفين «بالقوة وبالعقل»، وبسرعة، مشيراً الى انهم سيتمددون قريباً الى اوروبا والولايات المتحدة. وقال كيري في سياق مقالة نشرتها له صحيفة نيويورك تايمز ان الرئيس الاميركي باراك اوباما سيطرح خطة لمواجهة هذا التنظيم خلال مؤتمر القمة للدول الاعضاء في مجلس الأمن الدولي المزمع عقده الشهر المقبل.
واشار وزير الخارجية الاميركي الى انه ووزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل سيتوجهان بعد هذه القمة الى منطقة الشرق الاوسط لحشد تأييد الدول المهددة مباشرة من تنظيم داعش  للجهود الدولية المبذولة لمحاربته.
يذكر ان هذا الموضوع سيطرح ايضاً على مؤتمر قمة الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي الذي سيبدأ يوم الخميس المقبل.
اما خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله فقد اكد في كلمة امام سفراء دول اجنبية وعربية طالباً منهم نقل الرسالة الى زعمائهم انه يجب «محاربة» هذا الشرير بالقوة وبالعقل وبالسرعة. واعتبر في كلمته ان «هذا الارهاب لا يحتاج الا السرعة». مضيفاً «وانا متأكد انهم بعد شهر سيصلون الى اوروبا وبعد شهر ثان الى اميركا».
واكد خادم الحرمين الذي كرر مؤخرا المواقف والخطوات الهادفة الى مكافحة المتطرفين، خصوصاً مع سيطرة تنظيم «الدولة الاسلامية» على اراض واسعة من العراق وسوريا، «اني اوصي اخواني واصدقائي زعماءكم بان يباشروا بتلبية هذا المسار المخصص للارهاب بكل سرعة».
وكانت المملكة العربية السعودية قدمت في وقت سابق هذا الشهر مبلغ 100 مليون دولار الى الامم المتحدة لدعم جهودها في مكافحة الارهاب ودعت الدول الاخرى الى ان تحذو حذوها. وستوجه الاموال الى مركز مكافحة الارهاب في الامم المتحدة الذي تقرر إنشاؤه في العام 2011 لمواجهة التحديات الامنية الجديدة التي يشكلها الارهاب.

الكويت تؤيد
في الاثناء، اكد وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الصباح ان دول مجلس التعاون الخليجي تنتظر معلومات وتفاصيل اضافية من الاميركيين حول التحالف الذي دعت واشنطن لقيامه في مواجهة المتطرفين في العراق وسوريا.
وقال الشيخ صباح في ختام اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الست في جدة «كلنا سمعنا ما صرح به الرئيس الاميركي باراك اوباما  حول تشكيل تحالف وتكليفه وزير الخارجية جون كيري زيارة المنطقة وتشكيل هذا التحالف».
واضاف «نحن بانتظار تفاصيل لمعرفة ما هو المطلوب في المرحلة المقبلة» مؤكداً «ليس لدينا معلومات كافية ولا تفاصيل عما تحدث به الرئيس الاميركي».
وذكر الوزير الكويتي ان دول المجموعة بانتظار جولة كيري المتوقعة للاطلاع اكثر على هذا الموضوع.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اكد في وقت سابق هذا الاسبوع انه يبحث عن «شركاء اقليميين اقوياء» في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية الذي سيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق.
من جانبه، دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري الجمعة الى تحالف عالمي واسع من اجل مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية.
وقبل اسبوع من قمة حلف شمال الاطلسي التي ستعقد في ويلز في الرابع والخامس من ايلول (سبتمبر)، دعا وزير الخارجية الاميركي في مقال في صحيفة نيويورك تايمز الى «رد موحد بقيادة الولايات المتحدة واوسع تحالف ممكن بين الامم».
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض الأميركي جوش إيرنيست إن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بصدد إعداد خطط لعملية عسكرية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، بينما دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى تحالف عالمي واسع من أجل مكافحة «برنامج الإبادة» الذي يتبعه تنظيم الدولة في سوريا وشمال العراق.
وأوضح إيرنيست أن ثمة من يطلب من الرئيس باراك اوباما القيام بعمل عسكري أو الأمر بذلك في سوريا، وبيّن أن البنتاغون يعمل على وضع خطط أو خيارات عسكرية للرئيس للنظر فيها في حال رأى أن من الضروري القيام بذلك.
وذكر أنه حتى الآن لم يتخذ أوباما القرار للقيام بعمل عسكري في سوريا، لكنه إن أقدم على هذه الخطوة فسيكون ذلك بعد تفكير دقيق وبتأنٍ، وبعد مشاورات وثيقة مع الكونغرس.

خطة شاملة
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الرئيس أوباما ما زال يعد خطة شاملة لدحر تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق وأعلن فيها «دولة خلافة».
وتابع كيري أن أوباما سيقترح إستراتيجية ضد تنظيم الدولة الإسلامية خلال قمة لمجلس الامن الدولي الذي ستتولى الولايات المتحدة رئاسته في أيلول (سبتمبر) الجاري.
في سياق مواز، من المنتظر ان يلقي رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون، بياناً اليوم الإثنين يعرض فيه أمام مجلس العموم تفاصيل خططه لمواجهة تهديدات الإرهابيين وخصوصاً «الجهاديين» البريطانيين المتواجدين حالياً في سوريا أو العراق.
وكانت بريطانيا رفعت، الجمعة، مستوى التهديد الذي تواجهه إلى «شديد» بعدما كان في مستوى «كبير» وهو ثاني أعلى مستوى، وذلك رداً على التطورات بشأن النزاعين في العراق وسوريا.
وقال كاميرون إنه يعتزم إعداد تشريع جديد لتشديد القيود على البريطانيين المسافرين إلى سوريا والعراق للقتال إلى جانب المتطرفين الإسلاميين.
وأضاف كاميرون إنه سيعرض على البرلمان تفاصيل خططه يوم الاثنين لمصادرة جوازات السفر، ومنع الأشخاص من السفر من خلال تشريع جديد يسهل عملية مصادرة جوازات سفرهم.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إن ما لا يقل عن 500 بريطاني سافروا إلى سوريا «للمشاركة في القتال هناك، وربما في العراق».
وأضاف كاميرون أن تنظيم الدولة الإسلامية الذي يحاول إقامة نظام خلافة أو دولة إسلامية في المنطقة يمثله، «تهديد لأمننا القومي بشكل أكبر وأعمق مما خبرناه في السابق».
ومضى كاميرون للقول إن حكومته ستتبنى قوانين جديدة من شأنها أن تجعل سحب الجنسيات من الأشخاص الذين ينضمون إلى النزاعات في الخارج أسهل من قبل.
وقال كاميرون إن «التعامل الأمني الحازم» مع التهديدات «ينبغي أن يواكبه تعامل سياسي ذكي» لكنه حذر من أن التصدي للمتشددين ينبغي أن يستمر سنين إن لم يكن لعقود مقبلة.
لكن كاميرون قال في ما يخص طريقة عيش البريطانيين إن «الشعب البريطاني ينبغي أن يواصل حياته بالطريقة الاعتيادية».

مهاجمة الغرب
وكانت وزيرة الداخلية البريطانية تريزا ماي قالت إن رفع مستوى التهديد يرتبط بالتطورات في سوريا والعراق حيث تخطط مجموعات إرهابية لمهاجمة الغرب.
وأوضحت ماي قائلة إن بعض هذه الهجمات المحتملة من المرجح أن يشارك فيها مقاتلون أجانب كانوا قد سافروا إلى هناك انطلاقاً من بريطانيا وأوروبا.
وتابعت وزيرة الداخلية قائلة إن «الواجب الأول قبل أي شيء آخر للحكومة البريطانية هو حماية الشعب البريطاني». ومضت ماي للقول «لقد اتخذنا إجراءات محددة لتحسين سلطاتنا وزيادة قدراتنا على التعامل مع التهديدات الإرهابية المتنامية التي نواجهها».
وقالت ماي إن «هذا المسار سيتواصل. وعلى الشعب البريطاني أن يدرك بكل وضوح أننا سنتخذ أشد الإجراءات صرامة لحماية أمننا القومي».
وأضافت وزيرة الداخلية قائلة إننا «نواجه تهديداً حقيقياً وجدياً من الإرهاب الدولي»، وحضت الشعب البريطاني على أن «يبقى متيقظاً».
ويعني مستوى التهديد الجديد الذي أعلنته الحكومة البريطانية أن «من المحتمل جداً» أن تتعرض بريطانيا لهجوم رغم أن ماي قالت إن المعلومات الاستخبارية المتوافرة لها لا تشير إلى أن البلد يمكن أن يتعرض لهجوم «وشيك».
وإلى ذلك، وضعت الحكومة الهولندية خططاً للتعامل مع ما تصفه بنمو التطرف الاسلامي، تتضمن مد صلاحيات الحكومة لسحب الجنسية الهولندية ممن يلتحقون بمنظمات ارهابية في الخارج او يقدمون العون لمعسكرات تدريب الارهابيين.
ويأمل المسؤولون الهولنديون في اقناع مواقع الانترنت بسد الطريق امام الدعاية التي ينشرها الجهاديون. ويعتقد ان نحو مئة وثلاثين مواطناً هولندياً قد ذهبوا للقتال في العراق وسوريا.

عواصم – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق