الحريري جال على رؤساء الحكومات السابقين
في إطار جولته البروتوكولية التقليدية على رؤساء الحكومات السابقين، زار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عصر امس، الرئيس سليم الحص في دارته في عائشة بكار، الذي استقبله في حضور مستشاره رفعت بدوي والسيد نادر الحريري.
بعد اللقاء، قال الحريري: «أتيت إلى دولة الرئيس الحص، الذي هو أخ كبير، لكي نطمئن إلى صحته ونستمع منه إلى أي نصيحة بشأن الحكومة، ولا شك أنه مع توافق اللبنانيين ومحاولة لم الشمل مع الجميع نحن في مرحلة جديدة، لذلك أشكره على النصائح التي قدمها إلي وإن شاء الله سأكمل جولتي».
زيارة ميقاتي
ثم زار الرئيس الحريري الرئيس نجيب ميقاتي في دارته في بيروت، وقال بعد اللقاء: «كان لي الشرف أن أجتمع مع الرئيس ميقاتي، ضمن الاستشارات والزيارات لرؤساء الحكومات السابقين، وقد استمعت لنصائحه بالنسبة الى التشكيل أو الى طريقة الحكم، وأنا أشكره على هذه النصائح، نحن إن شاء الله أصدقاء في هذا العهد وسنبقى سويا، مشوارنا طويل، وهناك الكثير من العمل ويجب أن نتعاون جميعنا سوياً وأن نوحد صفنا، لأن التحديات والمخاطر كبيرة للغاية حول البلد، ونحن إن شاء الله سنكون دائماً سوياً».
سئل: هل أنت متفائل بتأليف سريع للحكومة؟
أجاب: أنا متفائل بأن هذا العهد الجديد سينجز، لدينا تحديات، نعم، ولكن لدي كل الثقة بفخامة الرئيس ميشال عون بأننا سنسير هذا المشوار سويا لأننا نرى أن البلد بحاجة لأن نعمل 24 على 24 ساعة، وإن شاء الله سيكون التشكيل بشكل سريع.
زيارة السنيورة
ثم زار الرئيس الحريري الرئيس فؤاد السنيورة في دارته في شارع بلس.
بعد اللقاء قال الحريري: «التقيت الرئيس السنيورة واستمعت إلى نصائحه بشأن الحكومة المقبلة، ونحن دائماً على خط واحد ونسعى لجمع اللبنانيين ونحاول أن نشرك أكبر عدد ممكن في هذه الحكومة، خصوصاً وأن لديها مهام واضحة في ما خص الموازنة وشؤون المواطنين وغير ذلك. لذلك يجب أن يكون الجميع مشاركاً بهذه الحكومة. نحن إن شاء الله سنكون على تعاون مع الجميع. وقد سمعت آراء الرئيس السنيورة في هذا الخصوص، كما شرحت له ما حصل معي مع دولة الرئيس سليم الحص ودولة الرئيس نجيب ميقاتي، وأنا الآن متجه للقاء الرئيس تمام سلام لاستكمال هذه الاستشارات، وغداً هناك الاستشارات النيابية، ونحن نعمل في أسرع وقت ممكن لكي نتمكن من تشكيل الحكومة».
السنيورة
ثم تحدث السنيورة متوجهاً إلى الحريري وقال: «لقد كانت فرصة طيبة للغاية بالنسبة الي زيارتك اليوم في منزلي، انسجاماً مع ما يسمى التقليد المتبع بزيارة رؤساء الحكومات السابقين».
أضاف: «كانت فرصة لي لكي أهنىء الرئيس الحريري على هذه الثقة التي عبر عنها ممثلو الأمة بترشيحهم له في هذه المشاورات، وتمنيت له كل التوفيق. لا شك أن اللبنانيين يدركون أن الحالة التي وصلت إليها أوضاع البلاد، على شتى الصعد الوطنية وعلى صعيد الدولة ودورها وهيبتها وعلى صعيد الإدارة، وأيضاً بالنسبة الى الظروف المعيشية والاقتصادية والمالية، كلها ظروف صعبة، ولذلك قلنا بالأمس أن الرئيس سعد الحريري هو رجل المرحلة، لأني أعتقد أن هذا الحمل الثقيل بحاجة إلى أكتاف عريضة، والحمد لله الرئيس الحريري يملك الأكتاف العريضة والإرادة والعزيمة والصبر والتصميم من أجل مواجهة هذه التحديات، التي لا تتطلب فحسب مسؤولية الحكومة وفخامة الرئيس، بل تتطلب من كل المجتمع السياسي واللبناني أن يقدر الظروف التي نمر بها والحاجة إلى أن نرتفع في الأداء وفي الأساليب المتبعة إلى مستوى التحديات التي نواجهها، وهي صعبة ولكنها غير مستحيلة، أمام هذا الوضع الذي نحن فيه».
وختم: «لذلك أتمنى لدولته كل التوفيق وأقول له: سنكون إلى جانبك في كل أمر بحاجة إلى مد اليد وأن نكون فيه معك، ووفقك الله».
وعقب الحريري ممازحاً: أنا والرئيس السنيورة مع فخامة الرئيس عون.
فرد الرئيس السنيورة بالقول: «قلت منذ اليوم الأول وبعد الانتخابات التي جرت في مجلس النواب أن هذه هي حيوية النظام الديمقراطي، وما أن جرى الانتخاب أصبح لدينا رئيس جمهورية، وبالتالي علينا أن نكون سوياً. نحن نبحر جميعاً على زورق واحد، فإذا حدث أي مكروه لهذا الزورق، ليست فقط الحكومة أو رئيس الجمهورية بل كل اللبنانيين سيتعرضون للأذى. لذلك علينا أن نقف إلى جانب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة».
زيارة سلام
وفي ختام جولته، زار الرئيس الحريري المصيطبة حيث استقبله رئيس الحكومة المستقيلة تمام سلام في دارته.
بعد اللقاء، قال الحريري: «كان ختامها مسك، أتيت إلى بيت بيروتي، بيت لبناني، بيت صائب بيك سلام، ومهما تحدثت عن تمام بيك لا استطيع أن أفيه حقه، فهو الوفاء والصدق، وهذه صفات نادراً ما تجدها في أشخاص، لكنه صبر وتحمل، يمكن الكثير من الناس لا يستطيعون تحمل ما تحمله، لكنه صبر من أجل اللبنانيين في مرحلة صعبة للغاية ومهمة في تاريخ لبنان، لكن صفة الصبر التي يملكها دولته أنقذت لبنان، واللبنانيون جميعاً وأنا معهم أقول لدولته: أشكرك على صبرك وأقدر حكمتك وطريق تعاملك مع الجميع، وأقول لك شكرا وألف شكر لك يا دولة الرئيس».