دولياتعالم

36 مليون شخص «مستعبدون» في العالم!

كشف مؤشر العبودية للعام 2014، في تقريره الثاني، الصادر عن منظمة «ووك فري» ومقرها أستراليا، عن وجود حوالي 36 مليون شخص يواجهون حالياً شكلاً من أشكال العبودية الحديثة ويجبرون على قطف القطن وزراعة القنب الهندي وممارسة الدعارة والمشاركة في حروب او تنظيف منازل الاثرياء.

وذكر مؤشر العبودية للعام 2014 في تقريره السنوي الثاني ان اساليب جديدة اظهرت ان عددا اكبر مما يعتقد من الاشخاص، تقدر نسبتهم بحوالى 20%، مستعبدون في العالم.
وقال اندرو فورست مدير مؤسسة «ووك فري» ومقرها استراليا التي وضعت التقرير «هناك افتراض يفيد ان العبودية تعود الى زمن ولى. او انها موجودة فقط في بلدان شهدت حرباً او تواجه فقراً».
وبينما تم العثور على حالات عبودية في كل واحدة من الدول الـ 167 التي شملها التقرير، ضمت خمس دول وهي الهند، والصين، وباكستان، وأوزباكستان، وروسيا، حوالي 22 مليون شخص يعانون من العبودية الحديثة، أي بنسبة 61 في المائة من الذين يعانون تلك الحالة على مستوى العالم. وتشير الإحصائيات إلى أن الهند تضم أكبر عدد من العبيد وأن موريتانيا بها أعلى نسبة في العالم «مقارنة بعدد السكان».
ويعرف تقرير المنظمة العبيد بالأشخاص الذين يجبرون على أداء الأعمال التي يقومون بها، والذين يقيدون بالديون، والذين يخضعون للبيع والشراء (الاتجار بالبشر)، والذين يتم استغلالهم جنسياً من أجل المال، والذين يجبرون على الزواج المذل.
والتقرير الذي يشمل 167 بلداً ذكر بان العبودية الحديثة تساهم في انتاج ما لا يقل عن 122 سلعة من 58 بلداً.
وتقدر منظمة العمل الدولية ارباح العمل القسري بـ 150 مليار دولار (120 مليار يورو) سنوياً.
وجاء في التقرير «من صيد الاسماك بالشبكة في تايلاند الى قيام الاولاد في الكونغو باستخراج الالماس وقطف الاطفال للقطن في اوزبكستان الى تقطيب الفتيات الهنديات لكرات القدم… هذا العمل القسري هو ما نستهلكه».
وتعتبر موريتانيا في غرب افريقيا الدولة التي تسجل اعلى نسبة عبودية في مجتمعها حيث هذه الظاهرة متأصلة.
ولموريتانيا قوانين لمكافحة ظاهرة العبودية، لكن غالباً ما لا تطبق ولم تبدأ بعد محكمة تم انشاؤها في اذار (مارس) بالنظر في مثل هذه القضايا وفقاً للتقرير.
وتحتل اوزبكستان المرتبة الثانية حيث ترغم القوات الحكومية كل خريف اكثر من مليون شخص بينهم اطفال على قطف القطن.
ودول مثل قطر في الشرق الاوسط كانت وجهة رئيسية لرجال ونساء من افريقيا واسيا تم جذبهم على اساس وعود بالحصول على رواتب عالية ليجدوا انفسهم يعملون خداماً في المنازل او في صناعة البناء.
اما الدول التي تبذل اكبر جهود لمكافحة هذه الظاهرة فهي هولندا والسويد والولايات المتحدة واستراليا وسويسرا وايرلندا والنروج وبريطانيا وجورجيا والنمسا.
ورغم ان اوروبا في اخر هذه القائمة مع تسجيل ايسلندا وايرلندا افضل المراتب، يواجه فيها 566 الف شخص شكلاً من اشكال العبودية مع تهريب اشخاص الى ايرلندا لزراعة القنب الهندي او ارغامهم على التسول في فرنسا.
واضاف التقرير ان «نسبة تهريب الافراد لاستغلالهم جنسياً تقدر بحوالى 70% في حين ان 19% يتم تهريبهم للعمل القسري».
واوضح التقرير ان «الازمة الاقتصادية العالمية وتدابير التقشف الاوروبية تعني ان عدداً متزايدا ًمن البلغار والرومان يهاجرون بحثاً عن وظائف تؤمن اجراً عالياً. ويمكن خداع بعض هؤلاء بحيث يتم استغلالهم لاحقاً».
اما العدد الاكبر من الاشخاص الذين يواجهون عبودية حديثة، فقد سجل في الهند مع 14،29 مليون شخص يتعرضون لعبودية حديثة. وبعدها تأتي الصين بأكثر من ثلاثة ملايين شخص، ثم باكستان وأوزبكستان. وتحتل روسيا المرتبة الخامسة، إذا تعتقد أن اقتصادها يعتمد على استعباد العمال المهاجرين في قطاعات البناء والزراعة.
لكن التقرير اشار الى ان الهند اتخذت مؤخراً خطوات مهمة لمواجهة المشكلة وشددت نظامها القضائي من خلال تعديل بعض القوانين وزيادة عدد وحدات الشرطة المتخصصة في مكافحة تهريب الافراد.
وتواجه افريقيا اكبر التحديات وفقاً للتقرير مع استخدام القوات المسلحة والمجموعات المتمردة في الصومال وجمهورية افريقيا الوسطى الجنود الاطفال وارغام زامبيا وانغولا وجمهورية الكونغو الديموقراطية الاطفال والراشدين على «العمل في مناجم خطيرة».
ونيجيريا اكبر مصدر لتهريب الافراد الى اوروبا. ومن احد الامثلة تعرض نساء نيجيريات للاستغلال الجنسي في ايطاليا بعد خداعهن للقدوم الى هذا البلد.
وقال فورست «كل هذه الامثلة تثبت ان العبودية الحديثة قائمة في كل بلد. اننا جميعاً مسؤولون عن اسوأ الاوضاع التي نشهدها في العبودية الحديثة والبؤس الذي تثقل به كاهل الانسان».
ويدعو التقرير إلى تنسيق دولي أكبر لمكافحة العبودية. ويطلب من الحكومات إلى تشديد العقوبات على التجارة البشر، والضغط على الشركات للحد من استخدام العبيد.
وقد نشرت الاحصائيات العالمية عن العبيد، لأول مرة، العام الماضي. ويعزى ارتفاع العدد من 2013 إلى تحسن وسائل التحقيق والإحصاء، وليس إلى ازدياد عدد العبيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق