رئيسي

الفقر والحقوق الانسانية والتنمية المستدامة ابرز ما سيحمله الوزراء العرب الى جمعية الأمم المتحدة للبيئة

مع بدء العدّ العكسي لعقد الاجتماع التاريخي الأول للجمعية العمومية للأمم المتحدة للبيئة في نيروبي في حزيران (يونيو) المقبل، اُختتم امس الاجتماع العربي التحضيري بمشاركة رفيعة المستوى ضمّت وزراء وممثلّين حكوميين عن 11 دولة عربية.
اما الهدف من هذا الاجتماع الأول من نوعه في المنطقة العربية والذي دعا اليه برنامج الأمم المتحدة للبيئة بالتعاون مع جامعة الدول العربية، فهو تبادل الآراء والخبرات حول القضايا البيئية التي تعاني منها المنطقة العربية، وانعكاساتها المتعددة بدءاً بالأمن الغذائي وتوفير سبل العيش اللائق لكل فرد وفقاً للمعايير الدولية، وحماية صحة الانسان في ظلّ الانشطة الآخذة بالتطور بشكل مستمّر، وكذلك النمو السكاني والحضري المضطرد.
أصحاب القرار العرب تطرّقوا الى ابرز المسائل البيئية والاقتصادية والاجتماعية على الساحتين الاقليمية والوطنية، وخلصوا الى ادراجها تحت ملّخص سيُقدّم الى الجمعية العمومية للأمم المتحدة للبيئة في دورتها الأولى التي ستشكّل حدثاً عالمياً هاماً كونها السلطة البيئية العالمية التي ينضوي تحت مظلّتها جميع دول العالم.
اللقاء استمّر ليومين دارت خلاله مناقشات غلب عليها طابع الحماس والارادة العربية الموحدّة بين ممثّلي الدول، لتبني المجتمع الدولي دعم الدول العربية في تحقيق اهداف التنمية المستدامة واللحاق بالحزمة التنموية الجديدة من الاهداف التي ستتضمنها اجندة التنمية لما بعد 2015 والتي يشارك في وضعها ولأول مرّة شعوب العالم.
ومن تلك الاهداف انهاء الفقر المدقع والمجاعة بحيث ان معدل نقص التغذية في المنطقة آخذ بالارتفاع بعد ان بلغ 9،8 بالماية اي 20،6 مليون شخص وفقاً لتقرير أممي صدر حديثاً.  واما معدلات البطالة خصوصاً بين الشباب فستنخفض تدريجياً اذا تم العمل على خلق فرص عمل جديدة مبنية على مفهوم الازدهار المستدام الهادف الى حفظ ديمومة الموارد الطبيعية. وقد اكّد المشاركون على ضرورة توفير تعليم ذي نوعية عالية وتشجيع التعليم المستمر للجميع، الى جانب تعزيز مقدرة الفتيات والنساء والتأكيد على نيلهن الحقوق الانسانية الخاصة بالمرأة.
كما أكّد الوزراء والمندوبون الرسميون على نيّتهم العمل على دمج جميع الاهداف البيئية باولويات الاجندة العالمية، اضافة الى تلك المتعلقة بتحقيق حياة صحية سليمة، وتأمين الحصول على المياه وخدمات الصرف الصحي والطاقة وتشجيع الاستخدام المستدام للغذاء، وتوفير المسكن الجيد وخدمات البنية التحتية، وتعزيز المجتمعات الآمنة والمؤسسات ذات الفاعلية، وتطوير الشراكة العالمية من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
وكان لموضوع دعم مكاتب برنامج الأمم المتحدة للبيئة الاقليمية في غرب آسيا وشمال افريقيا اهمية خاصة بهدف بناء القدرات وتقديم الدعم الفنّي للدول العربية. واجمع المشاركون على بنود الاتفاقية التي سوف توقّع بين برنامج الأمم المتحدة للبيئة وجامعة الدول العربية.
كما اكّدت الدول العربية الحاضرة للاجتماع على ضرورة تعزيز حضور برنامج الأمم المتحدة للبيئة على المستويين الاقليمي والوطني والاستفادة من برامجه العالمية، كمنصة المعلومات المعروفة بـ «يونيب لايف» والتي تعتبر مرجعاً موحداً للبيانات البيئية التي توفرها الدول والتي ترتكز على حق حصول الجميع على المعلومات ذات المصداقية العلمية.
يُعد الاجتماع العربي التحضيري مرحلة اولى من سلسلة الاجتماعات التحضيرية وفرصة ذهبية تؤهّل الدول العربية المشاركة في الدورة العالمية الأولى لجمعية الأمم المتحدة للبيئة في حزيران (يونيو) المقبل، تضمين أجندة المجتمع الدولي رسائل واهداف وقضايا المنطقة العربية، وكذلك تسليط الضوء على الانجازات التي أحرزتها المنطقة في مجالات التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر في ظلّ الظروف والتحديات البيئية والاقتصادية والأجتماعية الراهنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق