سياسة لبنانيةلبنانيات

الحملات السياسية على ابواب الانتخابات تشتد والثقة بالمنظومة مفقودة

التغيير بات حتمياً وعهد التمسك بالزعيم ولى الى غير رجعة

كلما اقترب موعد الانتخابات التشريعية المحدد في 15 ايار المقبل، كلما ارتفعت حدة الحملات والحملات المضادة، وهي شعبوية لجذب الاصوات اكثر منها سياسية. فريق اليمين يهاجم الممانعة والعكس بالعكس، الا ان الكلمة الاخيرة هذه المرة للشعب الذي يفترض انه بات يدرك مصلحته بعد كل ما حل به. ان الحل الوحيد لاعادة النهوض بالبلد هو في تغيير اكبر قدر ممكن من هذه المنظومة الفاسدة التي جوعت الشعب وافقرته. وهذا هو باب التغيير مفتوحاً امام الجميع. قد يكون من المستحيل قبع المنظومة دفعة واحدة، الا ان تحقيق تقدم ملموس في هذا المجال يفتح الطريق امام تحقيق الهدف. فعسى ان يكون المواطنون واعين على هذه الحقيقة، فيتخلون عن الزعيم الذي لا يتعرف عليهم الا في الاسابيع الاخيرة التي تسبق الانتخابات، حتى اذا مر القطوع يدير ظهره لمن انتخبه. هكذا هي السياسة في لبنان، والا لماذا وصلنا الى ما نحن فيه؟ لقد فقد العالم كله الثقة بهذه الطبقة السياسية، فتخلى عن لبنان، ودفع الشعب كله الثمن الباهظ. ثم جاءت المنظومة اليوم تحمله وزر فسادها وتطلب منه تغطيتها.
ومن باب فقدان الثقة بهذه المنظومة، جرى اتصال بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي عهد المملكة العربية السعودية الامير محمد بن سلمان، جرى خلاله البحث في مد يد العون للشعب اللبناني لمساعدته على اجتياز الازمة القاتلة التي يتخبط بها، وقد خصصت المملكة العربية السعودية عشرات الملايين من الدولارات لدعم مشاريع صحية وشعبية، على ان يتولى الاشراف عليها مركز الملك سلمان، بمعزل عن المسؤولين اللبنانيين لانهم فقدوا ثقة العالم بهم.
على الصعيد الداخلي وصل الى بيروت نائب مساعد وزير الخزانة الاميركية واجتمع الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ترافقه سفيرة الولايات المتحدة في لبنان دوروثي شيا، وجرى البحث في الاوضاع اللبنانية الداخلية والعلاقات بين البلدين. كذلك اعلن الاسبوع الماضي ان وزير خارجية فرنسا جان – ايف لودريان سيزور لبنان هذا الشهر ليبحث مع المسؤولين اللبنانيين في ما آلت اليه الامور، والى اين وصلت المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وهي اليوم شبه مجمدة بانتظار اقرار الموازنة في مجلس النواب. وهنا تبرز الصعوبات. فالموازنة تتضمن بنوداً غير شعبية، لا بل قاتلة، والنواب الذين يخوضون معركة الانتخابات النيابية لا يجرأون على اقرار هذه البنود خوفاً من غضب الشعب الذي سيبتعد عنهم وسيحاسبهم في صندوق الاقتراع. فهل يمكن ان تمر الموازنة في هذه الاجواء الضاغطة؟
امر اخر على صعيد الداخل تمثل في موقفين للثنائي الشيعي، الاول الحملة على وزير الخارجية اللبنانية عبدالله بوحبيب والبيان الذي اصدره عن الحرب الروسية – الاوكرانية، وخرج فيه عن البيان الوزاري في ما يتعلق بالنأي بالنفس، مع العلم ان بوحبيب مقرب من التيار الوطني الحر، حليف حزب الله، ويبدو انهما سيتعاونان في خوض المعركة الانتخابية، ففي السياسة تطغى المصالح الخاصة على كل ما عداها.
كذلك كان لافتاً دخول حزب الله امس بلسان النائب محمد رعد على ملف ترسيم الحدود البحرية. فبعدما قال الحزب ان ترسيم الحدود البحرية موضوع من اختصاص الحكومة وهو لا يتدخل فيه، عاد يحذر ويهدد، بان الغاز اللبناني سيبقى مدفوناً تحت المياه، الى ان يتمكن لبنان من استخراجه كاملاً. محذراً من انه ممنوع على اسرائيل مباشرة التنقيب عند الحدود، قبل ان يستخرج لبنان غازه. وهذا الموضوع كان مثار جدل بين السياسيين البعض يؤيد الخط 23 والبعض الاخر يريد الخط 29. والانقسامات بين الطرفين على اشدها.
هكذا هي السياسة في لبنان وهكذا هم السياسيون الذين يضعون نصب اعينهم مصالحهم الخاصة، حتى ولو تعارضت مع مصلحة البلد. لذلك كان من الضروري جداً على الشعب اللبناني خوض معركة التغيير في الانتخابات المقبلة، مهما كانت المغريات ومهما رافقها من تهديدات. فالبلد يستحق التضحية ولتكن العبرة من الشعب الاوكراني الذي يخوض معركة غير متكافئة مع روسيا ويصمد امامها، لان صاحب الحق سلطان، وصاحب الارادة الصلبة لا بد انه سينتصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق