سياسة لبنانيةلبنانيات

حكومة ام انفجار مروع…؟ الساعات القليلة الحاسمة تجيب

يمضي اللبنانيون ساعات حاسمة تحدد مصيرهم ومصير الكارثة التي حلت بالبلد على ايدي الطبقة السياسية المتحكمة بكل مفاصل الدولة وبالشعب.
امس قدم رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تشكيلة حكومية من 24 وزيراً تتضمن اسماء جديدة وتوزيعاً جديداً للحقائب، فاستمهله رئيس الجمهورية للجواب بعد درس الاسماء وسير الاشخاص الجدد واجراء المشاورات اللازمة. فهل يكون مسار الازمة نحو الانفراج او الانفجار الكبير؟
لقد باتت حياة المواطنين وما يعانونه من ذل وقهر وجوع وفقر معلقة على كلمة من هنا، وكلمة من هناك، فعسى ان يدرك من بيدهم الحل والربط مدى المسؤولية الملقاة على كتفهم امام الناس وامام التاريخ. ان التنازل في هذه الحالة التي نتخبط فيها، هو عمل انساني وبطولي يكسب صاحبه محبة المواطنين وتأييدهم، بعدما وصلوا الى حالة يستحيل معها العيش بكرامة.
الانتظار قاس وتحسب الدقيقة منه دهراً كاملاً، فحبذا لو يأتي الجواب سريعاً حاملاً معه الايجابية التي ينتظرها البلد. فتهدأ الاجواء ويتنفس المواطنون الذين هم على وشك الاختناق.
ويرافق التحرك الداخلي المستجد تحرك خارجي مكثف ومهم باتجاه تشكيل حكومة تتولى الاصلاحات وتفتح الباب امام دخول الاموال فيعود الاقتصاد الى الانتعاش بعد ان لامس قعر الهاوية السحيقة. فالخزينة فارغة، ولا اموال لتمويل الكهرباء فيقضي اللبنانيون لياليهم في العتمة بعدما عجز قسم كبير منهم من دفع فاتورة المولد الخيالية. لقد استغل بعض اصحاب المولدات الظرف فلاقوا المحتكرين والجشعين وفرضوا على المواطن ارقاماً خيالية. هذا دون ان نذكر المحروقات وطوابير الذل امام المحطات، فالمجال هنا للسياسة. واما حاجات الناس فلا تحصى ولا تعد وسنخصص لها مساحات واسعة.
اذاً التحرك الدبلوماسي لا يهدأ بدءاً من السفير البابوي المونسنيور جوزف سبيتري الذي ابلغ المسؤولين بانه بدون حكومة فاعلة وقادرة لا امل بالوصول الى حل. فالوضع المتدهور يتطلب تشكيل حكومة باسرع وقت.
كذلك فعل موفد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، المستشار لشؤون شمال افريقيا والشرق الاوسط السفير باتريك دوريل الذي ابلغ رئيس الجمهورية لدى اجتماعه به امس في قصر بعبدا، ان فرنسا حريصة على دعم لبنان ومساعدته، وان الاسراع في تشكيل حكومة جديدة ومباشرة الاصلاحات، مهمة للبلد وان مؤتمر الدعم الذي ينظمه الرئيس الفرنسي الشهر المقبل يدخل في هذا الاطار. وقبل ذلك حث وزير التجارة الخارجية الفرنسي الذي زار لبنان وتفقد المرفأ، على تشكيل حكومة سريعاً.
الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية بما فيها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي كلها مستعدة لدعم لبنان ومساعدته على الخروج من الهاوية وليس لها سوى شرط واحد تشكيل حكومة تتولى الاصلاح. فهل هذا كثير على الشعب اللبناني الذي بات مصيره كله معلقاً على قرار من قبل المسؤولين المعنيين؟ اذا راجعنا الوضع القائم بكل مآسيه وكوارثه، والضغوط الدبلوماسية التي تمارس على المسؤولين، لتملكتنا فسحة من الامل. فهل تصدق التمنيات ويتحول الحلم الى حقيقة ويصبح للبنان حكومة وهذا ابسط واجبات المسؤولين، ام ان التصلب والعناد والتمسك بالقشور يبقى هو السائد؟
حكومة ام لا حكومة؟ اصلاح ونهوض ام انحدار الى اسفل الهاوية. انتعاش اقتصادي ومعه نهضة بشرية ام مزيد من القهر والذل والجوع؟ مواضيع كبيرة مفاتيحها بيد المسؤولين اللبنانيين فهل يتحملون المسؤولية التي حملهم اياها المواطنون، ام انهم يقضون على المواطنين والبلد معاً؟ اسئلة كثيرة ستجيب عليها الساعات المقبلة وهي حاسمة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق