رئيسي

قمة سعودية – فرنسية: لبنان احد ملفاتها الرئيسية

بينما تحاول الولايات المتحدة الاميركية تقديم مشروع الاتفاق النووي مع ايران على اساس انه اتفاق يحظى باجماع الدول الكبرى، وان مجموعة “ 5 + 1 “ باركت تفاصيله بالكامل، يتوقف متابعون لذلك الملف عند حيثيات ومسارات قد تبدو مختلفة بشكل واضح، وعند مشاريع لشق عصا الطاعة الاميركية، بحكم الاختلاف عند بعض التفاصيل.
 
هذا ما كشفته زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الى السعودية ولقاؤه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في الرياض يوم الاحد الفائت، حيث اشارت المعلومات المتسربة الى توافق سعودي-فرنسي حول الموقف من قضايا عدة وهي القضايا التي كانت خلافية ما بين الرياض وواشنطن.
فقد سرب الجانب الفرنسي ما يؤشر على تأكيد سعودي بتطابق وجهات النظر في الكثير من الملفات، خصوصاً ملفات النووي الايراني وتطورات الموقف السوري وغيرها. ما يعني ان موافقة فرنسا على بعض الامور لا يعني اقرارها بالكامل للموقف الاميركي. وبصورة اكثر وضوحاً يبدو ان اقرار باريس بالاتفاق النووي مع ايران لا يلغي التحفظات التي تبديها فرنسا على ذلك الاتفاق، ولا توقف مشروع التشكيك بنوايا طهران. وهنا تلتقي المواقف ما بين باريس والرياض.

لقاء القمة
فبعد يومين من التفجير الذي شهدته العاصمة اللبنانية بيروت، والذي ادى الى مقتل الوزير السابق محمد شطح، احد رموز تيار المستقبل، استقـبل العاهل السعودي الـملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سـعـود في روضة خريم الـرئيس فرانسوا هولاند رئيـس الـجمهـورية الفرنسية والوفد المرافق له.
وقـد ترأس العاهل السعودي والـرئيس الـفـرنسي جلسة تم تقديمها خلال بيان رسمي بأنها مخصصة لبحث آفـاق الـتعـاون بين الــبـلــديـن وسبـل دعـمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين في جميع الـمـجـالات. وبحسب البيان، بحث الـجـانـبـان مـجـمـل الأحــداث والـتـطــورات عـلـى الـسـاحــتـين الإقـلـيـمـيـة والـدولــيــة ومــوقــف الـبلـديـن مـنـهـا، قبل ان يتم التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في المجالات الصحية بين وزارتي الصحة في السعودية وفرنسا.  
وبحسب ما تسرب من لقاء القمة، فقد اشار العاهل السعودي الملك عبدالله الى وجود اتفاق في وجهات نظر البلدين ازاء الملفين السوري والايراني والازمات الاقليمية الاخرى. وبحسب مصدر فرنسي حضر اللقاء، عبر الملك عبدالله عن قلقه ازاء الازمات الاقليمية، وخصوصاً ازمات ايران وسوريا ولبنان ومصر، واشاد بما اسماه “الموقف الشجاع” لفرنسا بشأن هذه الملفات الاساسية. وشدد على تلاقي مواقف البلدين حول مختلف هذه الملفات. وخلال اللقاء ايضاً، جدد خادم الحرمين الشريفين اتهام الرئيس السوري بشار الاسد بانه “دمر بلاده”، وانه تسبب في قدوم “المتطرفين” الاسلاميين.
وتناولت القمة بالبحث والتحليل الازمات التي تهز الشرق الاوسط خصوصاً الوضع في لبنان بعد يومين على تفجير دموي في بيروت، وفي اوج توتر تشهده مصر، الى جانب آفاق التعاون الاقتصادي بين البلدين.

الحريري والجربا
والتقى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري ورئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد الجربا في اليوم الاول من زيارته الرسمية الى السعودية. وجرى التركيز على تطورات الموقف في لبنان، والتحضيرات الخاصة بمؤتمر جنيف -2،اضافة الى تطورات الوضع الداخلي في سوريا. وكان هولاند قد استبق الزيارة بتصريحات صحافية اكد فيها ان فرنسا والسعودية تتشاركان في “إرادة العمل من اجل السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط”، مشدداً على ان مباحثاته مع العاهل السعودي ستتناول المفاوضات حول الملف النووي الإيراني وسبل التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية وضرورة صون استقرار لبنان”، واصفاً السعودية بأنها باتت “شريكاً مرجعياً” لفرنسا. وذكر هولاند بأن السعودية اصبحت “الزبون الاول لفرنسا في الشرق الأوسط”، اذ تجاوزت قيمة المبادلات بين البلدين ثمانية مليارات يورو في 2013 بينها ثلاثة مليارات من الصادرات الفرنسية وإن كان الميزان التجاري يتسم بعجز نظراً لواردات النفط من السعودية. ورافق الرئيس الفرنسي في زيارته التي استغرقت يومين وفد يضم وزراء الخارجية لوران فابيوس والتجارة الخارجية نيكول بريك والتطوير والإنتاج الصناعي ارنو مونتبورغ والدفاع جان ايف لو دريان وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة الفرنسية . وحـضر من الجانب السعودي الأمـير سلـمان بن عـبـد الـعـزيز آل سعود ولـي العهـد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الـدفاع والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية  والأمير فيصل بن محمد بن سعود الكبير والأمير مـقـرن بن عبدالـعـزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الـمـستـشار والـمبعوث الخـاص لخادم الحـرمين الـشـريفـين، إضافة إلى عدد من الأمراء والوزراء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق