حواررئيسي

احمد كرامي: لا احد منا مع سلاح حزب الله الموجه الى الداخل

أبدى وزير الدولة في حكومة تصريف الاعمال أحمد كرامي «كل تأييد لجهود الرئيس المكلف تمام سلام من اجل تشكيل الحكومة في أسرع وقت لاراحة البلد»، وتمنى «أن يكمل النواب الـ 124 بالجهود لتأليف حكومة لا أن يعرقلوا مهمة الرئيس المكلف». وقال: «ان الرئيس سلام أعلن أنه غير مرشح الى الانتخابات وبالتالي من المنطق أن تأتي حكومة كما جاءت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في العام 2005، حكومة من اجل الانتخابات أي حكومة تكنوقراط، وحتى تنجح أكثر يجب ألا يكون فيها مرشحون»، معتبراً «أن غاية النائب وليد جنبلاط في الموضوع الحكومي هي الوحدة الوطنية والا يكون أحد خارج الحكومة وخصوصاً الثنائي الشيعي». وأوضح: «أن الرئيس ميقاتي حمل فعلاً كرة النار على مدى سنتين واستطاع السير بين النقاط وفعل المستحيل كي يبقي البلد مستقراً فيما نحن نعرف ماهية الوضع في البلد المجاور لنا أي في سوريا». واضاف: «ان رئاسة الحكومة لا تعني نهائياً الرئيس ميقاتي، واذا كانت للرجل ميزة فهي خدمة لبنان، وسبق أن قالها في بيت الدين أنه مستعد لتقديم استقالته الآن اذا تم الاتفاق على حكومة تنقذ البلد، وهذا يبرهن أن الرجل عندما كان في عز ترؤسه لحكومته لم يكن لديه مانع من تقديم استقالته، وحالياً رأى أن الظروف توجب عليه أن يستقيل كي يفسح في المجال امام حل في البلد، وقد ولّدت استقالته أول خطوة وهي تسمية 124 نائباً للرئيس سلام». ولم يستبعد التحالف مع تيار المستقبل في طرابلس قائلاً: «كل الامور مفتوحة في السياسة ولا شيء مغلقاً نهائياً»، معرباً عن اعتقاده بأنه «سيحدث تأجيل تقني للانتخابات لأنه من غير الممكن اقرار قانون مختلط وأن تجري الانتخابات في حزيران (يونيو)»، مضيفاً: «أن النسبية كما يقول وزير الداخلية تحتاج على أقل تقدير الى كذا شهر كي يتعلّم الموظفون اصول الفرز على اساسها وكذلك كي يتعلمها المواطن». وفي ما يلي وقائع المقابلة التي أجرتها مجلة «الاسبوع العربي» مع الوزير أحمد كرامي.

معالي الوزير هل ستطول فترة تصريف الاعمال لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي ولا سيما أن تأليف الحكومة العتيدة لم يتم بعد؟
تعرف أنه ليس من السهولة في هذا البلد تشكيل الحكومات، وتعرف أن كل الحكومات التي مرّت سابقاً من حكومة الرئيس فؤاد السنيوره الى حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الى حكومة الشيخ سعد الحريري أخذت وقتاً غير قصير، ولذلك فالرئيس تمام سلام لم يمرّ على تكليفه سوى أسبوع ونصف الاسبوع، ونأمل أن تتألف الحكومة في أسرع وقت من اجل إراحة البلد.
إنما عندما تمّ تكليف الرئيس سلام بالاجماع قيل إنه ربما يجري تأليف سريع فما هي الاسباب التي حالت في رأيك دون هذه الخطوة لغاية الآن؟
طبعاً أنت تعرف أن هناك قوى سياسية موجودة على الارض، وكل فريق يريد أن يشدّ الحبل الى جهته، وهو يريد مصالح ووزارات، فتسمية الرئيس المكلف شيء وتأليف الحكومة شيء آخر نهائياً، وبالتأكيد كل طرف يتطلع الى كيفية الحصول على وزارات، ويبدي رأيه في شكل الحكومة وهل تكون تكنوقراط أم سياسية؟
أنتم ككتلة في طرابلس مع الرئيس ميقاتي أي حكومة تفضلون؟
بالتأكيد أن الرئيس سلام أعلن أنه غير مرشح الى الانتخابات وبالتالي من المنطق أن تأتي حكومة كما جاءت حكومة الرئيس ميقاتي في العام 2005، يعني حكومة من اجل الانتخابات أي حكومة تكنوقراط، وحتى تنجح أكثر في الانتخابات يجب ألا يكون فيها مرشحون.
هل لديكم نوع من المطالب من اجل تمثيل عاصمة الشمال؟
لا، لا نحن أبلغنا الرئيس سلام أننا نسهّل له كل الامور كي يتمكن من تشكيل الحكومة بالسرعة الممكنة.

باب للتسوية
بعد تقديم استقالته أمل الرئيس ميقاتي أن تكون الاستقالة باباً للتسوية ولكن هل كان هو عنوان التسوية أو ضحية التسوية؟
الرئيس ميقاتي آخر همّه هذا الموضوع، فالرئيس ميقاتي إذا عدت الى سنة 2011 شكّل حكومة وتعرف كيف كان الوضع، وأطلق على نفسه إسم حامل كرة النار، وفعلاً حمل الرجل كرة النار على مدى سنتين وفعل المستحيل كي يبقي البلد مستقراً فيما نحن نعرف ماهية الوضع في البلد المجاور لنا أي في سوريا. يعني لقد استطاع الى حد ما أن يمشي بأقصى الامكانات بين النقاط. وأعود لأقول إن رئاسة الحكومة لا تعني نهائياً للرئيس ميقاتي، وإذا كانت للرجل ميزة فهي خدمة لبنان، وسبق أن قالها في بيت الدين أنه مستعد لتقديم استقالته الآن إذا كان سيتم الاتفاق على حكومة تنقذ البلد، وهذا يبرهن أن الرجل عندما كان في عز ترؤسه لحكومته لم يكن لديه مانع من تقديم استقالته، وحالياً رأى أن الظروف توجب عليه أن يستقيل كي يفسح في المجال امام حل في البلد، وقد ولّدت استقالته أول خطوة وهي تسمية 124 نائباً للرئيس سلام، ونتمنى أن يكمل هؤلاء النواب الـ 124 الجهود لتأليف حكومة لا أن يعرقلوا مهمة الرئيس المكلف.
هل أنتم على تواصل حالياً مع الرئيس سلام؟
إيه طبعاً، فالسياسة شيء والصداقة شيء آخر، والرئيس سلام صديق قديم جداً الى درجة يمكنني القول إننا تربّينا معاً، فهو صديقي وأنا على اتصال دائم معه ولكن أنا حالياً بما أنني أعرف عقله تماماً لا أقترب بل أتركه ليقرّر وليفكّر في ما يراه مناسباً، فكلما اقترب منه أحد اليوم وأكثر من المطالب كلما عرقل له مهمته.
هل أنت مرشح الى الانتخابات النيابية؟
نعم إن شاء الله…
يعني لست مرشحاً للتوزير من جديد؟
لا، سأكون مرشحاً الى الانتخابات النيابية.
هل سيكون هناك احتمال لأي تحالف مع تيار المستقبل في طرابلس؟
كل الامور مفتوحة في السياسة ولا شيء مغلقاً نهائياً.
في ضوء العلاقة التي ربطتكم أنت والرئيس ميقاتي باللواء أشرف ريفي هل يمكن أن تكونوا على تحالف انتخابي معه أم ترشحونه الى وزارة الداخلية؟
أستطيع أن أقول لك إن شهادتي باللواء أشرف مجروحة فهو صديق وعزيز جداً، ونحن نكنّ له كل الاحترام ونقدّر الجهد الذي قام به، وإن شاء الله يعطيه المستقبل حقه.
وبالنسبة الى الوزير محمد الصفدي هل سيعيد النظر في قرار ترشحه بما يتيح التحالف معه؟
أتمنى ذلك، والوزير الصفدي من المقربين. وأستطيع أن أقول لك إنني كنت والرئيس سلام والوزير الصفدي في مدرسة داخلية واحدة، وعشنا اياماً لا تُنسى ويشرّفنا أن نكون والوزير الصفدي في خط واحد.

حكومة تكنوقراط
كيف تنظر معالي الوزير الى اصرار قوى 8 آذار التي اجتمعت مع الرئيس المكلف على حكومة سياسية؟
لا أعرف وأنا أفضّل حكومة تكنوقراط لا يكون فيها سياسيون، فعندما تكون هناك حكومة سياسية يصبح كل طرف يطالب بتمثيل على وزنه في مجلس النواب.
يعني كما طالب النائب محمد رعد لجهة الاحجام والاوزان؟
ما أراه أنا أنه لم يعد هناك مجلس نواب، فماذا يبقى للمجلس شهران؟
لغاية 20 حزيران (يونيو)…
حتى 20 حزيران (يونيو) والله أعلم بعد ذلك، ونحن في بلد ديموقراطي ومن حق كل فئة أن تطالب بحقها وتبدي وجهة نظرها ولا يمكننا القول إذا كانت وجهة نظرهم صحيحة أم لا فهذه وجهة نظرهم، ولديهم ظروفهم ومعطياتهم، وإنما نتمنى أن تُشكّل الحكومة في أسرع وقت لاراحة البلد والمواطنين من العبء الاقتصادي والمالي الذي يعيشون فيه.
هل تنصح الرئيس تمام سلام بعدم إسناد حقيبة الخارجية الى أي شخصية من قوى 8 آذار بعد التجربة المريرة التي شهدها الرئيس ميقاتي في موضوع النأي بالنفس والملف السوري؟
مع حفظ الالقاب تمام سلام لا خوف عليه، يعني في رأسه كل هذه الامور إن شاء الله، وهو يعرف تدوير الزوايا جيداً.
النائب وليد جنبلاط يشترط لاعطاء الثقة حكومة لا تستبعد تمثيل الثنائي الشيعي فكيف تقوّمون موقفه؟
غاية وليد بك من هذا الموضوع هي الوحدة الوطنية وأن يجتمع الكل عليها، وهو لا يريد أن يكون أحد خارج الحكومة وخصوصاً الثنائي الشيعي الذي يمثّل والذي له دور في لبنان لا يمكننا إنكاره، ويحب وليد بك أن يكون هناك اتفاق بين كل الاطراف، ووجهة نظره سليمة.
هل ما زالت العلاقة بين المختارة وطرابلس في أفضل حالاتها اليوم؟
وليد بك لا أحد يستطيع إنكار زعامته.

الاوادم
ما تعليقك على الشعار الذي أطلقه الرئيس المكلف على تشكيلته بأنها ستكون حكومة الاوادم واعتراض أحد نواب تكتل التغيير والاصلاح على هذا التصنيف وكأن هناك اشخاصاً أوادم وآخرين غير أوادم؟
في البلد هناك أناس أوادم وأناس غير أوادم وفي العائلة الواحدة هناك أناس أوادم وغير أوادم. أين المشكلة إذا كان الرئيس سلام يريد حكومة أوادم؟ فهل الآن الشعب اللبناني المقدّر بـ 4 ملايين نسمة كلهم أوادم، قلت لك إن داخل العائلة الواحدة هناك اشخاص أوادم واشخاص لا. كل الناس فيها خير وبركة إنما في النهاية الشخص الذي يريد تشكيل حكومة يود اختيار الآدمي الذي يمكنه التفاهم معه.
هل أنتم مع أن تتبنى الحكومة إعلان بعبدا أو أن تبقى على معادلة: الجيش والشعب والمقاومة؟
لنترك للرئيس سلام ولرئيس الجمهورية الاتفاق على هذا الامر مع الاطراف، واليوم لا أحد منا ضد سلاح حزب الله الموجّه الى اسرائيل ولكن ايضاً لا أحد منا مع سلاح حزب الله الموجّه الى الداخل، فالسلاح الموجّه الى اسرائيل لا يمكننا الاستغناء عنه ويُفترض إيجاد صيغة معينة لحل هذا الموضوع.
ما ردّك على ما نقلته إحدى الصحف عن شخصية مقربة من الرئيس ميقاتي عن إقفال باب رزقها السياسي ومستقبلها في طرابلس؟
لا، الرئيس ميقاتي أساسي في مدينته واستقالته لا تُقفل الباب على أحد.
هل تعتقد أن لجنة التواصل النيابية ستتمكن من الوصول الى نتيجة وفقاً للنظام المختلط؟
نتمنى ذلك لكن الامر ليس سهلاً بحسب ما نتابع.
ماذا سيحدث في جلسة  15 ايار (مايو) التي حدّدها الرئيس بري؟
في اعتقادي أنه سيحدث تأجيل تقني لأنه من غير الممكن إقرار قانون مختلط وأن تجري الانتخابات في حزيران (يونيو)، فالنسبية كما يقول وزير الداخلية تحتاج على أقل تقدير الى كذا شهر كي يتعلّم الموظفون اصول الفرز على اساسها وكذلك المواطن يريد أن يتعلّم قواعد النسبية، وفي رأيي أنه سيتم تأجيل تقني الى حين استيعاب الناس ورؤساء اقلام الاقتراع الموضوع النسبي.

الطعن الدستوري
بعد تعليق المهل الانتخابية يتجه النائب جنبلاط الى الطعن الدستوري فكيف المخرج برأيك لارضاء كل المكونات اللبنانية؟
أوف أوف، إذا ربح الطعن وليد بك خلص انتهت القصة.
يعني نبقى على قانون الستين؟
طبعاً.
ماذا عن القصف السوري على الاراضي اللبنانية سواء من جانب جيش النظام أو من المعارضة وكيف تنظر الى هذه الاعتداءات؟
من منا يقبل هذه الاعتداءات؟ أولاً كان هناك اجتماع في القصر الجمهوري ونحن نؤيده مئة في المئة لجهة وقف القصف على الاراضي اللبنانية ودعوة لانتشار الجيش على الحدود بين سوريا ولبنان وهو أمر صعب لأن هناك مسافة طويلة عريضة.
وكيف السبيل الى معالجة مشكلة النازحين التي تكبر يوماً بعد يوم؟
والله هذه المسألة تحتاج الى علاج واصبح الموضوع واسعاً جداً وخطراً على البلد، وهناك عمل يجري حول هذا الموضوع إن شاء الله.
أخيراً ماذا عن جبهة باب التبانة وجبل محسن هل ستهدأ؟
المسألة بحاجة الى علاج، فالقصة عمرها طويل وتحتاج الى علاج جدي والى وقت، والحمدلله الآن الامور هادئة ولكن هذا لا يعني أنها منتهية، وإن شاء الله ننتهي نهائياً من هذه المعضلة.

حاوره:  سعد الياس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق