دوليات

الاكوادور: ثورة ابناء قبائل الامازون ضد الشركات الصينية

في غابات الامازون، في اميركا الجنوبية دقت قبائل الشوار طبول الحرب على عدو جديد لم تعرفه من قبل، اسمه الشركات الصينية الكبرى، بقيادة دومينغو اوكواش، الزعيم الاوحد، لقبيلة شعب خيغاروان، المسمى شوار، اي «الناس»، والذي يعيش منذ دائماً، على ضفاف نهر مارانون.

يعيش شعب الشوار، من صيد الاسماك والحيوانات، واستطاع ان يقاوم، بنجاح خمسة قرون من الاستعمار الابيض واشتهر في العالم بطاقته السحرية على جعل رؤوس البشر اكثر نحالة. ولكنه يشعر اليوم بانه مهدد، ومن ملونين آخرين هذه المرة، منذ ان وقعت حكومة الاكوادور على اتفاقيات اقتصادية مهمة، مع الصين لاستثمار عدد من مناجم الذهب في سلسلة جبال الانده.
ولاسباب، يعتبر زعماء قبائل المنطقة، انها مرتبطة بكيانهم كشعب، اعتبروا ان وصول الشاحنات والعمال والرافعات، يشكل الاهانة الكبرى، اضافة الى تهديد من شأنه ان يشوه اوضاع الطبيعة، الى الابد على طول نهر جبال الامازون حيث تقوم مضاربهم.
وبسبب كل ذلك، قاموا بانذار حكومة كيتو، بعدم المبادرة الى فتح الابواب امام المؤسسات الصينية، والا عمدوا الى حمل السلاح، لمقاومة هذا العمل، بالقتال والشهادة الجماعية. ويؤكدون انهم يفضلون الموت على رؤية الغرباء يعتدون على ارضهم.
واعلن دومينغو اوكواش، الذي يترأس كذلك، جمعية «بومبويزا» رافعة لواء الحملة ضد استثمار المناجم في الاكوادور على ايدي غرباء: «على الصينيين وغيرهم، ان يقتلونا قبل الاستيلاء على ذهب سلسلة جبال الاند».

تشجيع
ولاقى التهديد، بمواجهة المتعهدين الذين تحميهم المصفحات «المصنوعة في الصين»، بالاقواس والسنابك، تشجيعاً من تقليد سينمائي لما قد يحصل.
فعندما عرضت صالات السينما في الاكوادور، منذ سنتين، فيلم «افاتار»، استأجر اوكواش عشرات سيارات الاوتوبيس، لنقل زعماء القبائل من معابر الامازون الى مدينة كيتو العاصمة، وجعلهم يجلسون في احدى صالات السينما، التي لم يدخلها اكثريتهم في حياته، لتشجيعهم على التعرف على ابطال فيلم جيمس كاميرون، الذين استطاعوا ان يواجهوا بنجاح، غزاة كانوا يسعون الى تدنيس عالمهم وتجريده.
رئيس الاكوادور، رافائيل كوريا، لا يبدو، على استعداد لـ «الاستسلام للتهديد»، واعلن انه على استعداد لتحريك الجيش دفاعاً عن شرعية العقود وعن مصداقية الحكومة، خصوصاً وان هذه العقود، لم توقع مع شركات صينية، فحسب، بل كذلك مع شركات كندية.
وتشكل غابات الامازون، بكاملها، فريسة مرغوبة من سائر دول الاقتصاد المتجدد والنامي الذي يسعى وراء موارد اولية، بينما تطمح الاكوادور الى الاستفادة من الحالة السائدة، لتنشيط اقتصادها القومي وزيادة مداخيله، على مثال ما فعلته البرازيل.
ولكن شعوب الشوار، لا يأبهون ولا يخافون، وهم مصممون على عدم التراجع. مما يعني ان بكين قد تجد ذاتها، مضطرة للدفاع عن مواطنيها، الذين سترسلهم شركاتها للاستثمار في مناجم الذهب في الاكوادور. وعن الآليات التي سترافقهم وعن الاستثمارات التي ستكلفها هذه العملية، من هجمات شعوب الغابات الامازونية، بينما لا يتحدث احد بعد، عن وضع الشركات الكندية التي وقعت اتفاقيات مماثلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق