رئيسيسياسة عربية

دبابات إسرائيلية تحاصر مجمع الشفاء الطبي في غزة والاف الفلسطينيين عالقون فيه

تحاصر دبابات إسرائيلية مستشفى الشفاء في غزة الذي أصبح هدفاً رئيسياً في معركة السيطرة على النصف الشمالي من القطاع. ولا يزال نحو 650 مريضاً على الأقل داخل المستشفى الذي تقول إسرائيل إنه يقع فوق أنفاق تضم مقراً لمقاتلي حماس والذين تتهمهم باستخدام المرضى دروعاً بشرية، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية المسلحة. وعلى صعيد آخر طالب الرئيس الأميركي في حديث إلى الصحافيين بحماية المستشفيات في غزة. وأضاف بأنه «يأمل ويتوقع بأن تكون هناك إجراءات أقل تدخلاً في ما يتعلق بالمستشفيات وسنظل على اتصال مع الإسرائيليين».
دعا الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين تل أبيب الى «حماية» مستشفى الشفاء الرئيسي في قطاع غزة، في وقت تستمر فيه المعارك العنيفة بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حماس حول هذا المجمع.
وقال بايدن للصحافيين في البيت الأبيض حين سئل عما إذا كان أعرب عن قلقه لإسرائيل بالنسبة إلى هذه القضية، «ينبغي حماية المستشفى».
ويشكو  مستشفى الشفاء الذي يعتبر أهم مستشفى في قطاع غزة، من انقطاع الماء والكهرباء منذ أيام، ويأمل العالقون فيه مغادرته لكنّ القتال يحتدم في محيطه.
وتواجه مستشفيات أخرى الوضع نفسه بينما يقول الجيش الإسرائيلي إن المستشفيات تضم بنى تحتية استراتيجية لحماس التي يتهمها باستخدام المرضى «دروعًا بشرية» رغم نفي الحركة.

تواصل المعارك

وتحتشد دبابات إسرائيلية عند أبواب مستشفى الشفاء الرئيسي في قطاع غزة الذي تعتبره الدولة العبرية مركزاً استراتيجياً لحركة حماس، فيما دعا الرئيس الأميركي جو بايدن إلى حماية آلاف الأشخاص العالقين فيه.
وبموازاة ما يحصل في مستشفى الشفاء، أكد الجيش الإسرائيلي الثلاثاء هوية جندية رهينة لدى حماس بعدما نشرت الحركة المسلحة الفلسطينية مقطعاً مصوراً يظهر الشابة في الأسر.
وقال الجيش في بيان «قلوبنا مع عائلة مارسيانو التي اختطُفت ابنتها نوا بوحشية من قبل منظمة حماس الإرهابية»، مؤكّداً بذلك، للمرة الأولى، هوية رهينة من أصل نحو 240 شخصاً اختطفتهم حماس من جنوب إسرائيل خلال هجومها غير المسبوق على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
وأتى نشر هذا المقطع المصور فيما اتهمت حماس إسرائيل بـ«المماطلة» في المفاوضات التي تجرى عبر وساطة قطرية، بهدف الافراج عن عشرات الرهائن في مقابل هدنة.
وقال أبو عبيدة المتحدّث باسم كتائب عزّ الدين القسّام الجناح العسكري في حركة حماس، في تسجيل صوتي «العدوّ طلب الإفراج عن 100 من المحتجزين لدينا، وأخبرْنا الوسطاء بأنّه بإمكاننا في هدنة مدّتها خمسة أيام الإفراج عن الأسرى في غزة، على أن تضمن الهدنة وقف إطلاق نار والسماح بدخول مساعدات لجميع أبناء شعبنا في جميع أنحاء قطاع غزة. لكنّ الاحتلال ماطل».
وكان رئيس الوزراء الإٍسرائيلي بنيامين نتانياهو تحدث عن احتمال التوصل إلى اتفاق للافراج عن رهائن وهو شرط لأي وقف لإطلاق النار.
وينظم أفراد من عائلات رهائن مسيرة الثلاثاء من تل أبيب إلى مكتب رئيس الوزراء في القدس للضغط على نتانياهو للعمل على الأفراج عن أقاربهم.

«حماية» الشفاء

وتفيد الأمم المتحدة أن نحو عشرة آلآف فلسطيني من مرضى وطواقم ونازحين من القتال، يتواجدون في موقع مستشفى الشفاء وقد يكون العدد أكبر بحسب مسؤولين محليين. وحذرت منظمة «أطباء بلا حدود» عبر منصة «اكس» من أن «الوضع خطر للغاية وغير إنساني».
وفي هذا الإطار، قال الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض «آمل وأتوقع إجراءات أقلّ حدة في ما يتعلق بالمستشفى» مشدداً على أنه «على تواصل مع الإسرائيليين» حول هذا الموضوع.
وأكد «ينبغي حماية المستشفى». والولايات المتحدة حليف إسرائيل الأول في هجومها على حماس.
وتتركز الاشتباكات والمواجهات بين مقاتلي حماس والجنود الإسرائيليين منذ أيام حول مستشفى الشفاء إذ يتهم الجيش الإسرائيلي الحركة الإسلامية بأنها أقامت فيه منشآت في شبكة من الأنفاق وبأنها تستخدم المرضى والنازحين «دروعاً بشرية».
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بيتر ليرنر ليل الاثنين الثلاثاء «ثمة فكرة لمحاولة إجلاء أشخاص، إجلاء أكبر عدد ممكن» من موقع المستشفى.
وروى طبيب من «أطباء بلا حدود» أن «لا كهرباء ولا غذاء ولا ماء في المستشفى» مضيفاً «سيموت أشخاص بعد ساعات قليلة من دون أجهزة تنفس تعمل». وأعلن الجيش من جهته أنه يبذل «جهوداً» لنقل حاضنات من مستشفى إسرائيلي إلى الشفاء.
وقال وكيل وزارة الصحة في حكومة حماس يوسف أبو الريش لوكالة فرانس برس إنه سُجلت «وفاة سبعة أطفال خدج و27 مريضاً في العناية المكثفة» منذ السبت بسبب انقطاع الكهرباء في المستشفى.

«السيطرة على غزة»

وتقصف إسرائيل من دون هوادة قطاع غزة منذ الهجوم الدامي الذي شنته حركة حماس داخل أراضيها في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) وهي تشن بموازاة منذ 27 تشرين الأول (أكتوبر)، هجوماً برياً بغية «القضاء» على حركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ 2007.
وقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل غالبيتهم من المدنيين قضوا في اليوم الأول من الهجوم بحسب السلطات الإسرائيلية.
وأعلنت حكومة حماس الإثنين أن 11 الفاً و240 فلسطينياً قتلوا في القصف الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. وبين القتلى 4630 طفلاً و3130 امرأة، وفق المصدر نفسه.
وأعلن الجيش انه يستمر «بشن غارات تستهدف منشآت إرهابية مقامة في مقار حكومية في وسط السكان المدنيين بما يشمل مدارس وجامعات ومساجد».
وارتفع الدخان الاثنين من مسجد الشهداء في وسط مدينة غزة فيما دوت صافرات الانذار في الشوارع المقفرة، وفق لقطات صورتها وكالة فرانس برس.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت الاثنين إن حماس «فقدت السيطرة على غزة» ومقاتلوها «يفرون الى الجنوب».
وتفيد الأمم المتحدة أن 1،6 مليون شخص من أصل 2،4 مليون عدد سكان قطاع غزة، نزحوا جنوباً منذ بدء الحرب.
في البريج في وسط قطاع غزة تستمر عائلات أتت من الشمال بالفرار مشيا أو تتكدس في عربات جر.

لبنان الأردن ومصر

ليل الاثنين الثلاثاء حصل تبادل جديد للقصف بين الجيش الإسرائيلي وفصائل مسلحة في لبنان أبرزها حزب الله.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان «إثر قصف من لبنان باتجاه إسرائيل مساء الاثنين أغارت طائرات مقاتلة للجيش الإسرائيلي على منشآت» لحزب الله في لبنان بينها «مراكز قيادة».
وأصيب صحافي في قناة الجزيرة بجروح طفيفة بقصف إسرائيلي على ما أفادت المحطة القطرية ومسؤول محلي عندما كان يغطي مع مراسلين آخرين عمليات القصف في جنوب لبنان.
وفي الضفة الغربية، أفاد مصدر استشفائي أن خمسة فلسطينيين قتلوا في اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي.
وقال أمين خضر، مدير مستشفى «ثابث ثابت» إنّ القتلى الخمسة هم شبّان تراوح أعمارهم بين 21 و29 عاماً وقد سقطوا خلال عملية نفّذها الجيش في مدينة طولكرم ومخيّم طولكرم للاجئين الفلسطينيين.
ولا تزال المساعدات تدخل ببطء إلى قطاع غزة عبر مصر وبكميات غير كافية بتاتا بحسب الأمم المتحدة، فيما تمكن أكثر من 550 مواطناً أجنبياً أو يحمل الجنسية المزدوجة من الخروج بحسب مصادر فلسطينية.

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق