أبرز الأخبارسياسة عربية

اليمن: الحوثيون ينقلبون على تحالفاتهم، ويخططون لضرب الحزام العسكري للعاصمة

يتوقف محللون عند خطوة مهمة من خطوات «الانقلاب اليمني»، تتمثل بتغيير ثوابت الجهة صاحبة الانقلاب. وفي مقدمة التغييرات، التخلي عن الحلفاء والداعيمن والانقلاب عليهم. وهي الخطوة التي يعتقد انها تسبق المرحلة النهائية من مراحل الانقلاب، ومرحلة تكريس الامر الواقع.

وبتطبيق هذه الفرضية على الموضوع اليمني، يمكن التوقف عند كم من الممارسات التي بدأها الحوثيون، والتي تؤشر على مرحلة حساسة من مراحل «الانقلاب الحوثي»، يعتقد محللون انها المرحلة قبل الاخيرة، حيث بدأ الحوثيون بالتخلي عن كل من تعاونوا معهم، ومن يسروا لهم ما قاموا به من اجراءات اوصلتهم الى الوضع الحالي.
فقد تخلى الحوثيون عن حليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي تؤكد التقارير انه ابرم معهم اتفاقاً يستطيع من خلاله الانتقام من كل من تخلوا عنه، ومن نفذوا محاولة الاغتيال ضده، ومن حاولوا اقصاءه عن الحكم.
كما تخلى الحوثيون عن الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي، الشخص الذي سهل لهم عملية احتلال اليمن. وساعدعم على تمرير مخططهم الذي اصبح – كما يبدو – حقيقة واقعة. في الاثناء، بدا واضحاً ان الساحة اليمنية تشهد حالة حراكية متعددة الالوان والاشكال والعناصر. وبالقدر عينه من الممارسات التي تنفذها ضمن مخططها الرامي الى تجذير نفوذها على الارض، هناك اجراءات مضادة تنفذها الجهات الرافضة للتواجد الحوثي، هدفها منعه من تثبيت اركان تواجده.

هجوم وقتلى
في هذا السياق، اشارت تقارير اخبارية الى مقتل أكثر من ثلاثين وإصابة آخرين من جماعة الحوثي، في هجوم تلته اشتباكات بمديرية أرحب شمال العاصمة. ووقع الهجوم في منطقة المكاريب بمنطقة أرحب التي سيطر عليها الحوثيون مؤخراً بعد معارك مع قبائل المنطقة. وبحسب مصدر قبلي اندلعت اشتباكات بين القبائل والحوثيين بعد تفجير الحوثيين منزل الزعيم القبلي يحيى تقي الكروب الواقع في منطقة «عزلة شاكر» بأرحب. وتحدثت التقارير عن مقتل وجرح عدد من الحوثيين، وإصابة آخرين من سكان المنزل، وسط تأكيدات بان الأوضاع في تلك المنطقة يسودها التوتر.
وكان الحوثيون اجتاحوا أرحب الاسبوع الفائت بعد اشتباكات مع قوات قبلية, وقاموا بتفجير أكبر دار للقرآن ومنازل في المديرية التابعة لمحافظة صنعاء. وقتل وجرح عشرات من مسلحي جماعة الحوثي في الأيام القليلة الماضية في هجمات وتفجيرات في رداع بمحافظة البيضاء (وسط) والحديدة (غرب).
وكانت الجماعة قد اجتاحت صنعاء في 21  أيلول (سبتمبر) الماضي، وتوسعت لاحقاً غرب وجنوب صنعاء حيث سيطرت كلياً أو جزئياً على محافظات الحديدة وإب والبيضاء وذمار، وبات مسلحوها على مشارف مدينة تعز.

اغتيال عقيد
من جهة أخرى اغتال مسلحون العقيد علي حمود الحكمي – رئيس قسم التحريات في البحث الجنائي التابع لوزارة الداخلية اليمنية – وسط مدينة إب عند خروجه من منزله. وقال مصدر أمني إن التحقيقات الأولية تشير إلى وقوف تنظيم القاعدة وراء الهجوم.
في المقابل، قالت مصادر يمنية مطلعة إن الحوثيين انتهوا من إعداد مخطط لاستهداف الحزام العسكري المحيط بالعاصمة صنعاء خلال الأيام المقبلة.
وأفادت المصادر أن مقاتلي تنظيم «انصار الله» الشيعي حذّروا قيادات معسكرات قوات الحرس الرئاسي والاحتياطي، وطلبت منها عدم الرضوخ لتوجيهات وزير الدفاع محمود الصبيحي.
ورفضت هذه القيادات بحسب المصادر الاستجابة لتحذيرات الحوثيين بإخلاء مقرّاتهم، مؤكدين اصرارهم على اداء دورهم كقادة عسكريين لا يتلقون توجيهاتهم إلا من وزير الدفاع الشرعي وليس من ميليشيا مسلحة.
وأكدت المصادر أن مقاتلي الميليشيا الشيعية اليمنية فشلوا إلى حد الآن في محاصرة معسكر الحفا الواقع في جبل نقم المطل على العاصمة صنعاء.
ويزعم مقاتلو أنصار الله بوجود أجهزة أميركية في صنعاء في مقرات الاستخبارات اليمنية والسفارتين الأميركية والبريطانية هدفها التجسس عليهم ورصد تحركاتهم.
وتأتي المحاولة الفاشلة لمحاصرة معسكر الحفا عقب اختطاف مسلحين حوثيين من خولان، العميد محمد علي سند الذي اختطفوه مطلع الأسبوع الماضي من وسط العاصمة صنعاء، واقتادوه إلى مكان مجهول.
والعميد سند الذي ينتمي لمحافظة إب، وسط البلاد، كان يشغل قائداً للواء 89 مشاة المرابط في جبل نقم.
وتتهمه جماعة الحوثي بقصف قراها في مناطق متاخمة لصنعاء أثناء الحروب التي خاضها الجيش ضد مسلحي الجماعة إبان حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

ضرب الحزام الامني
ويقول مراقبون إن تركيز جماعة انصار الله على ضرب الحزام العسكري الذي يحمي بدرجة أساسية الأمن في العاصمة حتى يسهل لهم تنفيذ سيطرة عسكرية شاملة على المدينة وبالتالي إخضاع القرار السياسي اليمني نهائياً لسطوتهم، وهي خطوة لا تختلف في نتائجها عن انقلاب عسكري واضح.
وذكرت صحف خليجية ومحلية أن جماعة الحوثي استكملت طوقها العسكري على مبنى مجمع وزارة الدفاع اليمنية، ونصبت المتاريس على السور الترابي لمدينة صنعاء القديمة وفي محيط مقر الوزارة من الجهات الأربع.
وإثر هذا التطور الخطر، كشفت مصادر عسكرية وأمنية يمنية رفيعة المستوى، أن انفجار الوضع العسكري في العاصمة صنعاء بات وشيكا، مرجحة وجود مخطط لانقلاب عسكري على حكم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يجري الإعداد له، وشارف على إعلانه.
ورداً على تحرك مسلحي الحوثي بوضع حواجز حول وزارة الدفاع، عززت القوات المسلحة اليمنية إجراءات الحماية للرد على أي هجوم حوثي على الوزارة.

اجتماع القبائل
وفي سياق متصل بالتحديات التي تفرضها الميليشيا الحوثية على الوضع الأمني اليمني اجتمعت قبائل محافظة مأرب اليمنية لحماية محافظتهم من أي عدوان أو تمدد من قبل المسلحين الحوثيين. وأكدت القبائل المجتمعة إصرارها على واجب حماية المحافظة من أي عدوان، وخلصت الى قناعة بان الوضع غير مطمئن في اليمن عموماً في ظل تزايد الانتهاكات اليومية التي يتعرض لها المواطن والمؤسسات والمنشآت العامة والخاصة في مناطق عدة من قبل جماعة الحوثي. وحشدت قبائل مأرب مقاتليها في استعراض عسكري في إطار التجهيز لأي مواجهات أو تدخلات لجماعة الحوثي في المحافظة.
الى ذلك، نظم مئات اليمنيين في العاصمة صنعاء مسيرة تطالب بخروج الميليشيات المسلحة من العاصمة وجميع المدن اليمنية.
وأطلق الحوثيون الرصاص الحي نحو المتظاهرين دون أن يخلف ذلك أي إصابات تذكر.
الا انهم اختطفوا ثلاثة شباب من بينهم منظم المسيرة واقتادوهم إلى مكان مجهول.
وطالب المتظاهرون الذين تحركوا من ساحة التغيير إلى بوابة مقر المنطقة  العسكرية السادسة (الفرقة الأولى مدرع سابقاً)، بتسليم مقر المنطقة العسكرية إلى الدولة. وردد المتظاهرون هتافات تطالب الدولة ببسط نفوذها وإعادة هيبتها. وسيطر مسلحو الحوثي على مقر المنطقة العسكرية السادسة بالتزامن مع  سيطرتهم على العاصمة صنعاء في 21 أيلول (سبتمبر) الماضي ومدوا سيطرتهم بعد  ذلك إلى محافظات أخرى ونشروا فيها العديد من نقاط التفتيش التابعة لهم  (اللجان الشعبية) ما أثار غضب الكثيرين.
في الاثناء، منح مجلس النواب اليمني الثقة لحكومة رئيس الوزراء خالد بحاح وترك لها مهمة مواجهة التحديات الكبيرة ومنها التعامل مع الحوثيين الذي يسيطرون على العاصمة صنعاء. وقالت مصادر برلمانية إن أغلبية النواب أيدوا حكومة بحاح التي تضم 36 وزيراً في التصويت على منح الثقة.

صنعاء – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق