رئيسيسياسة عربية

اسرائيل تخشى الصواريخ من حمص اكثر من الجنوب اللبناني

الاحداث الدموية التي يخشى العالم وقوعها، في الايام المقبلة، من المؤكد انها ستترك ذيولاً وانعكاسات على دول الجوار، وفي صورة خاصة على لبنان، والاردن وتركيا واسرائيل.

تركيا، مثلاً، التي تسعى الى دور اساسي في العمليات المتوقعة ليست في حاجة الى هذه المطالبة لانها مثلت حتى الآن، دوراً اساسياً، في ما حصل، في سوريا وحولها، منذ اكثر من سنتين، وهي عضوة في الحلف الاطلسي، الذي لا يريدها ان تشارك في العمليات، لانه لا يريد حتى الآن، ان يكون لها دور مباشر في الضربة، بينما هي تشكل عنصراً اكثر من فعال، لانها تضم اضخم قاعدة اطلسية في المنطقة، التي اصبح الشق الشرقي منها، يعج بمجموعة هائلة من السفن الحربية والغواصات، الاميركية والفرنسية والتركية، والروسية، انضمت اليها في الاسبوع الماضي، قاذفة الصواريخ اندريا دوريا والفرقاطة مايستراله الايطاليتان. ولا يتوقع المراقبون، ان تعمد سوريا الى ان تضرب تركيا مباشرة، حتى لا تتسبب بردة فعل اطلسية، حيث ركز الحلف بطاريات باتريوت للدفاع الجوي الصاروخي.
واما الهدف المعلن لمهمة السفينتين الايطاليتين، فهو حماية القوات الايطالية في قوة حفظ السلام الدولية المؤقتة. في جنوب لبنان، اليونيفيل، اذا نشب النزاع. وترابط العمارتان في عرض السواحل اللبنانية، قريباً من السواحل السورية.

الوضع مقلق
الجنرال الايطالي باولو سيرا، قائد القوة الدولية المؤلفة من 12 الف رجل، من 37 دولة، منهم 1200 ايطالي و866 فرنسياً منتشرين في جنوب لبنان، قال للصحف الايطالية: «ان الوضع في جنوب لبنان مقلق فالجيش اللبناني، وضع في حالة تأهب، بينما يزداد التوتر من الناحية الاخرى من الحدود، وسجل سقوط صاروخ في البحر، واخترقت دورية اسرائيلية الحدود».
وضاعفت القوات الاسرائيلية تدابيرها الدفاعية، انها اشارت يعتبرها القائد الدولي «سيئة» وهذا يعني في نظره، ان الجنود الطليان وسائر عناصر القوات الدولية العاملين تحت علم الامم المتحدة، سيواجهون خطراً كبيراً وسيجدون انفسهم بين نارين، اذا نشب قتال بين الاسرائيليين وقوات حزب الله، واللافت ان ثلاثة منهم، معهم نساؤهم واولادهم.
الجنرال سيرا، قال للصحف الايطالية، ان في استطاعة القوة الدولية، الاعتماد على دعم اساطيل 7 من الدول المشاركة في اليونيفيل، ولكنه يعتبر ان مجيء المدمرة اندريا دوريا، يؤمن ضمانة اكبر. فاندريا دوريا، قوية التجهيز تحمل طوافة ثقيلة على متنها، من طراز EH101 مسلحة بانظمة طوربيد، وتستطيع عند اللزوم نقل الجرحى او اجلاء اشخاص معرضين للخطر، بمعدل 30 دفعة واحدة.
157 متراً طول السفينة المجهزة بـ 195 رجلاً، من بينهم فريق من قوة هجومية متخصصة، وتعتمد على قوة سلاحية هجومية كبيرة، بواسطة 3 مدافع سريعة جداً، من طراز اوتو – ميلارا 62/76، تستطيع اطلاق 120 طلقة دفعة واحدة ويعتبر هذا السلاح، ذا فعالية خارقة في مجالات الدفاع الجوي وضد الصواريخ، وفي مواجهات بين السفن والاغارة على اهداف بحرية تعويضاً عن النقص في الاسلحة الثقيلة لدى القوة الدولية.
 ومن بين الدول التي تشكل قوة اليونيفيل، دعمت فرنسا اسطولها في شرق البحر الابيض المتوسط، في 29 اب (اغسطس)، بسفينتين من طراز اوريزونتي لاهداف مختلفة عن اندريا دوريا، ما دام فرانسوا هولاندا، يريد «تلقين» الاسد «درساً».

 اندريا دوريا
وكانت اندريا دوريا قامت خلال
الاحداث الليبية، بانقاذ مجموعات من الليبيين، واثار ارسالها في اتجاه لبنان، نقاشاً في ايطاليا، اسرع مساعد وزير الدفاع الايطالي، روبرتو بينوتي الى وضع حد له بالقول: «اننا لسنا هناك، من اجل الحرب وانما من اجل ان نحمي».
بينما تشير طريقة انطلاق اندريا دوريا، بهدوء ومن دون ضجيج واعلان الى انها انما آتية الى شرق المتوسط، من اجل القيام بعملية عسكرية حقيقية. الاشارة لم تخف على أحد. فاندريا دوريا، مدمرة دفاع جوي، من ال
جيل الجديد، مجهزة بنظام «بامز» لاطلاق صواريخ من طراز آستر 15 وآستر 30. ومهمتها تعني 10819 قبعة زرقاء، موجودين في لبنان منذ 34 سنة، وضبطاً منذ 1978، تاريخ توليهم مهامهم بين لبنان واسرائيل على طول خط الهدنة. ولكن طبيعة هذه المهمة تغيرت مع الوقت وتطور الصراع بين اسرائيل ولبنان. وكانت مهمتها، بعد غزو اسرائيل للبنان، التدقق من الانسحاب الاسرائيلي من حدود لبنان الجنوبية ومساعدة الحكومة اللبنانية على اعادة سلطتها على المنطقة، ثم جاءت حرب تموز (يوليو) – آب (اغسطس) 2006، فاضيفت الى اليونيفيل مهمة جديدة بين حزب الله واسرائيل، ومساعدة الجيش اللبناني، على اعادة انتشاره في الجنوب ومراقبة وقف اطلاق النار في المنطقة، الواقعة بين «الخط الازرق» ونهر الليطاني.
قوة اليونيفيل، بقيادتها الايطالية مند 28 كانون الثاني (يناير) 2012، ومرات عدة سابقة وعديدها الايطالي، تخلق تناقضاً. فالولايات المتحدة التي تسعى الى ضرب سوريا، لا تريد ان تشرك قوات برية، بينما لايطاليا في المنطقة اكثر من الف رجل، قد يورطون بلادهم في حرب قبل سواهم، مما يطرح التساؤل في روما، هل ان وضع القبعات الزرقاء في لبنان في خطر؟ فهل ستنتهي الامور الى دفع قوة حفظ السلام الى مواجهة الصراع الحربي؟!
وزير الدفاع الايطالي، ماريو ماورو، تولى شرح انعكاسات الوضع الى الصحافة الايطالية، فالتوتر، حتى الآن، ليس بين حزب الله واسرائيل، ولكنه نتج عن نشاطات انطلقت من مخيمات اللاجئين، صراعاً سنياً – شيعياً، تطور في الجنوب بين الفلسطينيين، ولانه يدور على وتيرة وقع القنابل، فانه من النوع الذي يقلق كل فريق اليونيفيل، والوضع جدي، في نظر الوزير، الذي يكتفي بكلام الجنرال سيرا: «هناك (حتى الآن) نوع من التوتر الشديد ولكننا نمسك بالوضع في معنى اننا نستطيع ان نتعامل مع الوضع من دون ان تشملنا حالات التوتر».

سيناريو الحرب
وجرى ارسال اندريا دوريا الى المنطقة، لانه من المتوقع ان يزداد الوضع خطورة، اذا هاجم الاميركيون، كما في مخططات القوة الدولية، ترسل سفينة دعم، اذا ساءت الاحوال، وتسمح لها تجهيزاتها الالكترونية، باستباق وقوع الاحداث، عبر «تجسس الكتروني». اما قرار الاجلاء، فمن صلاحيات الامم المتحدة، الخاضعة القوة الدولية لسلطتها.
واعتبر الوزير، ان المشكلة بالنسبة الى ايطاليا، تجعل الافرقاء السوريين يجلسون حول طاولة مفاوضات، «ولكن ما دامت قوى اقليمية تتقاتل عبر سوريا، فليس لدينا الكثير لنفعله، ثم ان وجود عسكر ايطالي على الارض (ضمن اليونيفيل) يساعد على اسماع صوتنا».
وفي سيناريو الحرب الجديدة، الخوف من اطلاق صواريخ على اسرائيل، ليس من الجنوب اللبناني، وانما من منطقة حمص، بينما خرجت من قواعدها في حلب، قوات النصرة خوفاً من ضربات اميركية.
اما القوة الاسبانية، التي تشكل النسبة العددية الثانية في قوة حفظ السلام الدولية، في الجنوب فانها لم تتخط حالة الحذر، في قاعدة ميغيل دو سرفانتس، في مرجعيون، في رسالة طمأنة من القيادة الى القوات الاسبانية، قبل ان تدق طبول الحرب، بينما تلتصق اذان وعيون الناس في  الجنوب، بشاشات الاذاعة والتلفزيون، ولكن مصادر القوة الاسبانية، تشير الى تحسن العلاقات مع الاهالي، بعد مقتل 7 من الجنود الاسبان، حول قاعدة سرفانتس. ولكن تصنيف الجناح العسكري في حزب الله، في لائحة الارهاب الاوروبي، احدث بعض التعكير في الاجواء، بينما ترتفع اليافطات المؤيدة للحزب في الخيام مقر القيادة الاسبانية، وتراجعت الاجواء التي كانت تقول بمقاطعة المشاريع المشتركة التي كانت تنفذ بين القوة الدولية والسلطات المحلية، من دون ان تتغير طبيعة العلاقات والاتصالات الجيدة.
ويعتبر الجنرال الاسباني فرناندو لوبيز، دل بوتزو، قائد القطاع الشرقي لقوة اليونيفيل ان منطقته هي احدى المناطق الاكثر استقراراً ولكنه يحذر، من ان اي حادث، مهما كان بسيطاً يمكن ان يؤدي الى انفجار كبير.
واما الاردن فبالرغم من انه يؤكد انه لا ينوي التدخل في شؤون سوريا الداخلية، وانه لن يشارك في اي هجوم تقوده الولايات المتحدة، فانه وضع قواته المسلحة في حالة تأهب، لمواجهة اية اعمال انتقامية، قد تشنها قوات بشار الاسد. وكان البيت الابيض كشف في مداخلته امام الكونغرس دفاع
اً عن ضرورة توجيه ضربة الى النظام السوري، انه عمل على تدريب مجموعات من الثوار السوريين، ذوي التوجهات المعتدلة، على الاراضي الاردنية، عادوا الى سوريا للقتال. لكن تحالف الاردن مع الولايات المتحدة صارم، حيث نشرت صواريخ، وطائرات قتالية، وجنود على الارض.

اللاجئون الى الاردن
ويقدر المراقبون عدد اللاجئين السوريين في الاردن، باكثر من 600 الف اكثريتهم من مناصري الثورة، تتهمهم سوريا بعبور الحدود، بشكل غير شرعي، في طبيعة الحال، ومن بينهم جرحى تتم معالجتهم في مخيمات اللاجئين والمستشفيات الخاصة. واشارت مصادر مخابراتية، منذ السنة الماضية الى ان الاميركيين يدربون ثواراً مقاتلين على استعمال المضادات للطائرات وللدبابات، وعلى التعامل مع السلاح الكيميائي لضمان معالجة ترسانات الاسلحة الكيميائية التي ستبقى اذا سقط النظام، واكد مصدر ديبلوماسي لهذه المجلة ان البيت الابيض ابلغ قادة في الكونغرس ان طلائع مقاتلين تدربوا على ايدي خبراء اميركيين، دخلوا الى سوريا، منذ الشهر الفائت.
وفي ختام تمارين مشتركة، عمد البنتاغون في شهر حزيران (يونيو) الماضي الى نشر بطاريات صواريخ باتريوت في الاراضي الاردنية، اضافة الى 12 طائرة اف – 16 فالكون من قواته الجوية، والى 700 جندي، في افق تمدد الصراع في سوريا، وينتمي اكثرية هؤلاء الجنود الى الفرقة الاولى المصفحة للمشاة. تدربوا على عمليات في سوريا، في قاعدة تدريب عسكرية على مسافة 25 كلم شمالي عمان.
وتشدد المصادر العسكرية الاردنية، على ان وجود قوات واسلحة اميركية على الاراضي الاردنية، هو جزء من حماية ضد مخاطر خارجية، وقال مؤخراً، الجنرال حسين الزيود، قائد القوات الحدودية الاردنية: «اننا في اطار نظام الدفاع عن النفس، وليس في نيتنا التدخل في ازمة دولة مجاورة، ان للاردن الحق في حماية حدوده، وله معاهدات تحالف مع اصدقاء مثل الولايات المتحدة، وشرح لهم اسباب سعيه الى تأمين الدفاع عن حدوده والاستعداد لذلك، بأن الاسلحة الاميركية ليست هنا، للهجوم وانما للدفاع؟
ويقول ضابط مخابرات اردني سابق،  يفضل عدم الكشف عن اسمه، ان وصول طلائع الجنود الاميركيين جاءوا للمساعدة على الدفاع ضد سوريا، ويعود ذلك الى سنة خلت، عندما جاء حوالي 150 اختصاصياً في شؤون معالجة تدفق اللاجئين من سوريا، ومواجهة المشاكل الامنية التي يمكن ان تنتج، ثم بدأ الاعداد لانشاء منطقة فراغ داخل الجنوب السوري، بدعم لوجستي من البنتاغون لحماية الاردن واللاجئين، اكثرهم على الحدود، من اعتداءات محتملة من النظام السوري.
وكان رئيس الاركان الاميركية المشتركة، الجنرال مارتين ديمسي، الذي دافع مؤخراً، امام الكونغرس، عن ضرورة توجيه الضربة الى سوريا، زار الاردن قبل 4 اسابيع، فطلب منه الملك عبدالله، ورئيس الاركان الاردني، الجنرال مشعل الزاين، مساعدة عسكرية واستخباراتية، لدعم امن المنطقة. وتنسب المصادر الى الاميركي عدم نيته ارسال طائرات من دون طيار، الى الاردن، ولكنه ناقش امكانية مساعدة الاردن بطائرات استطلاع ذات محركات.

ج. ص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق