فصائل سورية مقاتلة تدعمها تركيا تسيطر على جرابلس واشنطن تدعم وروسيا تقلق

سيطرت فصائل سورية معارضة مدعومة من تركيا على بلدة جرابلس الحدودية في شمال سوريا بعد ساعات على شن انقرة عملية عسكرية لطرد تنظيم الدولة الاسلامية منها.
وقال القيادي في «فرقة السلطان مراد» احمد عثمان لوكالة فرانس برس عبر الهاتف «باتت جرابلس محررة بالكامل»، الامر الذي اكدته «حركة نور الدين زنكي» مشيرة الى «انسحاب تنظيم الدولة الاسلامية الى مدينة الباب».
وكانت جرابلس تعد الى جانب الباب آخر معقلين للتنظيم المتطرف في محافظة حلب، بعدما تمكنت قوات سوريا الديموقراطية في النصف الاول من الشهر الحالي من طرد الجهاديين من مدينة منبج.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس «لم يكن هناك اي مقاومة تذكر من قبل من تبقى من مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية» في جرابلس التي سيطر عليها الجهاديون في بداية العام 2014.
وباشر الجيش التركي مدعوماً من التحالف الدولي بقيادة اميركية عملية فجر الاربعاء بمشاركة طائرات حربية ومقاتلين من الفصائل السورية المعارضة ضد تنظيم الدولة الاسلامية والمقاتلين الاكراد في منطقة جرابلس السورية.
واعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ظهراً انه «منذ الساعة الرابعة فجراً (1،00 ت غ) اطلقت قواتنا عملية ضد مجموعتي داعش وحزب الاتحاد الديموقراطي (الكردي) الارهابيتين».
وتتواجد قوات سوريا الديموقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردي، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديموقراطي، عمودها الفقري جنوب جرابلس.
وكانت الفصائل سيطرت صباحاً على «قرية ككلجة على بعد 5 كلم الى الغرب من جرابلس و3 كلم داخل الاراضي السورية»، وفق ما اعلنت وكالة انباء الاناضول المقربة من الحكومة التركية موضحة ان 1500 معارض منتشرين في المنطقة.
وتقدم واشنطن دعمها لعملية «درع الفرات» في مجال الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع مع وجود مستشارين عسكريين.
كما يمكن ان تقدم دعماً جوياً عند الحاجة، بحسب مسؤول اميركي موجود مع نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الذي يزور تركيا الاربعاء لبحث خصوصاً حل النزاع في سوريا الذي قالت انقرة انها تريد ان تقوم فيه بـ «دور اكثر فاعلية».
وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته «نريد مساعدة الاتراك على تخليص الحدود من وجود تنظيم الدولة الاسلامية».
لكن اردوغان اعلن ان العملية تهدف الى «انهاء» المشاكل على الحدود التركية ولا تستهدف فقط تنظيم الدولة الاسلامية وانما المقاتلين الاكراد.
واضاف «ان تركيا لن تسمح بـ (فرض) اي امر واقع في سوريا».
وتعتبر انقرة تنظيم الدولة الاسلامية ووحزب الشعوب الديمقراطي الكردي منظمتين ارهابيتين وتحاربهما في حين يدعم حليفها الاميركي، رغم رفض الاتراك، الاكراد الذين تمكنوا من دحر الجهاديين ميدانياً في سوريا.
وبهدف طمانة حليفته تركيا حيال موقف واشنطن ازاء القوات الكردية السورية، اكد بايدن ان واشنطن ابلغت الميليشيات الكردية عدم العبور الى غرب الفرات حيث تقع جرابلس.
وقال بايدن «قلنا بوضوح ان على هذه القوات ان تعبر مجدداً النهر» مشيراً الى قوات سوريا الديموقراطية التي يشكل المقاتلون الاكراد القسم الاكبر منها.
وكان عدد صغير من عناصر القوات الخاصة التركية تسلل اولاً كيلومترات عدة داخل الاراضي السورية لتأمين المنطقة قبل توغل الدبابات.
ثم القت طائرات اف-16 تركية مدعومة من طائرات التحالف الدولي، قنابل على اهداف لتنظيم الدولة الاسلامية في جرابلس.
وجرابلس التي يبلغ عدد سكانها 30 الف نسمة بينهم الكثير من التركمان السوريين، تشكل آخر نقطة عبور يسيطر عليها التنظيم المتطرف على الحدود السورية التركية.
«مستنقع سوري»
تنظر انقرة بقلق الى كل محاولة من الاكراد السوريين لاقامة منطقة ذاتية على طول حدودها مع سوريا.
وندد صالح مسلم احد رئيسي حزب الاتحاد الديمقراطي في تغريدة بالعملية . وكتب «تركيا في المستنقع السوري، وستهزم كما هزم داعش».
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية ان باريس «تشيد بتكثيف جهود تركيا الشريك في التحالف، في مجال مكافحة داعش».
لكن سوريا نددت بالعملية العسكرية التركية في اراضيها، معتبرة ذلك «خرقاً سافراً»، وفق مصدر في وزارة الخارجية السورية.
ونقلت وكالة الانباء السورية عن المصدر ان «محاربة الارهاب ليست فى طرد داعش واحلال تنظيمات ارهابية اخرى مكانه مدعومة مباشرة من تركيا».
وتتهم دمشق انقرة بدعم «الارهابيين» عبر ابقاء الحدود مفتوحة امامهم لاستقدام التعزيزات الى سوريا.
كما اعربت روسيا عن «قلقها العميق» ازاء العملية مشيرة الى انها تخشى من احتمال تفاقم التوتر بين انقرة والميليشيات الكردية.
وقالت الخارجية الروسية في بيان «موسكو قلقة جداً لما يحدث عند الحدود التركية-السورية. ان احتمال تفاقم الوضع اكثر في منطقة النزاع مصدر قلق».
واضافت الوزارة ان «الازمة السورية لا يمكن ان تحل الا على اساس القانون الدولي وعبر حوار بين الاطراف السورية بمشاركة كل المجموعات الاتنية والطائفية بما يشمل الاكراد».
ا ف ب