سياسة لبنانية

معركة القلمون باتت وشيكة

علم من مصادر مطلعة أن قرار معركة القلمون اتخذ من قبل دمشق وحزب الله. وهذه المعركة باتت وشيكة وستنطلق مطلع شهر نيسان (ابريل) المقبل وتهدف الى السيطرة الكاملة على منطقة القلمون السوري وطرد مسلحي «النصرة» و«داعش» منها. وتمتد هذه المنطقة من الزبداني الى عسال الورد ورنكوس وفليطا، بعدما تكون معارك درعا – القنيطرة قطعت خط التواصل والاتصال بين هذه المنطقة وجنوب سوريا التي تعد خزاناً وسنداً للمقاتلين في القلمون.
وحسب هذه المصادر، فإن المعركة الحاسمة تقتصر على المقلب السوري من السلسلة الشرقية ولا تشمل الجانب اللبناني وتحديداً جرود عرسال، وحزب الله لا يريد الدخول الى هذه الجبهة لتفادي حساسيات وتوترات مذهبية من جهة، ولأن المنطقة خاضعة لعمليات الجيش اللبناني من جهة ثانية.
في هذا الأطار، نقل عن مصدر قريب من حزب الله قوله إن الحزب، بالتعاون مع قوات من الحرس الثوري الإيراني وقوات تابعة للنظام السوري، يقوم باستعدادات ميدانية ويحشد لشن هجوم كبير على أكثر من محور على منطقة القلمون السورية والسلسلة الشرقية لجبال لبنان.
ووفق المصدر فقد راهن الحزب والنظام السوري على فصل الشتاء ليكون كفيلاً بإضعاف مسلحي المعارضة في منطقة القلمون ذات المناخ البارد جداً، وقطعِ إمداد المقاتلين بالوقود والمحروقات الضرورية للتدفئة لينهكهم حتى بداية الربيع، ما يسهل طردهم من المنطقة والسيطرة عليها عسكرياً، وقال: «إن كلفة الانتظار كانت أقل من كلفة الهجمات المضادة والاستنزاف المستمر»، لكنه اعترف بأن هذه الاستراتيجية لم تنجح. وخشي من «أن تكون فصائل المعارضة قد زادت من تسلحها وتخزينها للذخيرة استعداداً لمعارك الربيع الوشيكة… ونتيجة فشل الرهان على قسوة الشتاء، قررت إيران وحزب الله القيام بعمليات واسعة النطاق في القلمون السورية، لطرد مسلحي المعارضة منها وفرض هيمنة عسكرية على المنطقة والحد من الخسائر التي تكبدها هذه القوات للحزب والنظام».
وتقول مصادر إن الجيش يحكم سيطرته على كل التلال المحيطة بعرسال، وهو فرض موازين قوى من نوع آخر: أي اختراق أو محاولة تسلل ستقابل بدهم مخيمات اللاجئين السوريين داخل عرسال حيث بات الجيش يقرن الاستعلام بالأمن العسكري، ويجند المخبرين ويفرض حظراً على كل ما يمكن أن يستخدمه المسلحون.
وتتعدد فرضيات المواجهة. في مقابل من يقول باستحالة صمود الجيش أو تأثيره على المسلّحين المتحصنين في الجرود أو حتى قطع الإمداد عنهم، يجزم الضبّاط بالعكس ويتحدثون عن نقلة نوعية من الدفاع إلى الهجوم مع وجود خمسة آلاف عسكري ينتشرون في النقاط الاستراتيجية المشرفة على الجرود. حتى معنويات العسكريين من البقاع وعكار وبيروت والجنوب تغيّرت. بعد الانكسار السابق الذي أعقب أسر عسكريين من دون مواجهة، باتت الرغبة في القتال والمواجهة مضاعفة.
الحرب المرتقبة مع بداية فصل الربيع، ينتظرها الجيش مقللا من خطرها. يستند الضباط إلى فرضية أن المسلّحين أُنهكوا. يعززون ذلك بحديثهم عن نقص الإمدادات الغذائية وغيرها، علماًً أن المعلومات تشير الى أن المسلحين يموّنون أنفسهم من قرى سورية في الداخل كبلدة فليطا وغيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق