أبرز الأخباردوليات

كييف تعتبر إلقاء الحبوب على الحدود «غير مقبول» ووارسو تفتح تحقيقاً

اندلعت أزمة جديدة الاثنين بين كييف ووارسو بعد أن قام مزارعون بولنديون غاضبون بالقاء الحبوب من شاحنات اوكرانية عدة متجهة إلى الاتحاد الأوروبي، في حادث نددت به كييف ودفع بولندا الى فتح تحقيق.
أثار هذا الحادث غير المسبوق ردود فعل شديدة في أوكرانيا، الدولة الزراعية التي تواجه الغزو الروسي منذ عامين وحيث سبق أن عانى السكان «هولودومور»، المجاعة الكبرى في ثلاثينيات القرن الماضي التي أودت بالملايين خلال عهد الزعيم السوفياتي جوزف ستالين.
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على منصة «إكس» (تويتر سابقاً) إن «القاء الحبوب الأوكرانية على الحدود البولندية أمر غير مقبول».
ودانت وزارة السياسة الزراعية الأوكرانية «بشدة» في بيان الاثنين «الاتلاف المتعمد» للحبوب الذي «لا علاقة له بالاحتجاجات السلمية، سواء من وجهة النظر القانونية أو الأخلاقية».
وأضافت «نتابع من كثب التحقيق في هذا الحادث ونأمل أن يتم تحديد هوية الجناة بسرعة ومعاقبتهم».
أوقف مزارعون بولنديون شاحنة محملة بالحبوب الأوكرانية أثناء عبورها الحدود الأحد وأفرغوا حمولتها على الطريق احتجاجاً على ما يعتبرونه منافسة غير عادلة.
وأظهرت صور تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي أكوامًا من الحبوب، مغطاة أحيانًا بعلم الاتحاد الأوروبي، على قارعة الطريق، في اطار تظاهرات تم تنظيمها في جميع أنحاء بولندا للاحتجاج على المنافسة من أوكرانيا والمعايير الأوروبية الصارمة.
وأعلن مكتب النائب العام البولندي الاثنين أنه «فتح تحقيقاً».
وقالت أنييشكا كيبكا، المتحدثة باسم النائب العام في لوبلان، لوكالة فرانس برس «نحن بصدد جمع الوثائق واستجواب الشهود والاحتفاظ بالصور التي من المحتمل أن تشكل أدلة أساسية».
واشارت إلى ان المسؤولين عن الحادث قد يواجهون عقوبة «السجن لمدة تصل إلى خمس سنوات».
تعد بولندا مصدراً رئيسياً للمساعدات العسكرية والإنسانية إلى أوكرانيا لكن مسألة واردات الحبوب اثارت سجالاً بين البلدين الجارين.

«عدم الرد»

ومؤخراً، أثارت السلطات البولندية إمكان فرض حظر جديد على استيراد المنتجات الزراعية الأوكرانية لحماية مزارعيها.
وكانت بولندا قد حظرت واردات الحبوب الأوكرانية في ظل حكومة حزب القانون والعدالة الشعبوي السابقة، لكنها أبقت على الحظر بعد وصول تحالف جديد مؤيد للاتحاد الأوروبي إلى السلطة في تشرين الأول (أكتوبر) 2023.
وقالت المفوضية الأوروبية الاثنين إنها «تواصل» البحث عن «حلول» تسمح بالحفاظ على «أقصى قدر من الدعم الاقتصادي لأوكرانيا».
وقال المتحدث باسم المفوضية أولوف جيل «نعتقد أن العمل يجب ألا يتم على الحدود، ولا في سياق متوتر، ولكن عبر الجلوس الى طاولة المفاوضات».
وأضافت وزارة السياسة الزراعية أن «المزارعين الأوكرانيين يعملون تحت قصف متواصل من العدو ويعانون خسائر فادحة ويدفعون ثمناً باهظاً مقابل محاصيلهم، وأحياناً حياتهم».
ودعت المزارعين البولنديين إلى «زيارة أوكرانيا لمشاهدة ظروف عمل» الأوكرانيين.
واعتبر تارا كاتشكا، نائب وزير الاقتصاد الأوكراني، أن «عدم رد السلطات البولندية على اتلاف الحمولة سيؤدي إلى تصاعد كراهية الأجانب والعنف السياسي» مستنكراً «عدم اكتراث» وارسو.
وينتمي بعض المزارعين المحتجين إلى اليمين المتطرف البولندي، وشاركوا سابقًا في اغلاق الحدود من قبل سائقي الشاحنات البولنديين في نهاية عام 2023.
وكتبت النائبة إيرينا غيراشينكو على فايسبوك «من المؤلم مشاهدة الحبوب الأوكرانية متناثرة على الطريق».
واضافت «أن الخبز مقدس بالنسبة الى الأوكرانيين. ولا تزال ذاكرتنا تحتفظ بأهوال المجاعة الكبرى».
واعتبر اندريه سادوفي رئيس بلدية مدينة لفيف الواقعة في غرب اوكرانيا والقريبة من بولندا، عبر تلغرام أن التصرفات «المخزية» قام بها «محرضون بولنديون (…) موالون لروسيا».

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق