تقنية-الغد

تحلية مياه البحر ببطارية عادية

تم ابتكار طريقة جديدة لتحلية مياه البحر ولا تتطلب سوى القليل من الطاقة المستمدة من البطاريات الكهربائية.

توليد مجال كهربائي صغير يؤدي الى ازالة ملوحة مياه البحر، هذه هي الفكرة التي طرحها باحثون في الكيمياء في جامعة تكساس الاميركية في أوستن وباحثون في جامعة ماربيرغ في ألمانيا.
وهذه الطريقة الجديدة لتحلية مياه البحر تستهلك القليل من الطاقة وهي أبسط تقنياً من الطرق العادية التقليدية، ولا تتطلب الطريقة سوى القليل من الطاقة المستمدة من بطارية يمكن شراؤها من أي متجر.
وتتفادى هذه الطريقة مشكلات الطرق الحالية التي تعتمد على الحاجة الى وجود غشاء، وفصل الملح عن الماء على الصعيد الميكروي الدقيق.
والأسلوب الجديد يدعى «تحلية مياه البحر بواسطة الأساليب الكهروكيميائية». وقاد فريق البحث أحد العلماء من جامعة تكساس وعالم آخر من جامعة ماربيرغ.
ولا يزال المشروع ينتظر براءة الاختراع، لكن تطويره التجاري سيكون على يد شركة تكنولوجية متخصصة.
وقال عالم جامعة تكساس بان توفر المياه للشرب وري المحاصيل هو واحد من أكثر المتطلبات الأساسية لتحسين الصحة البشرية والحفاظ عليها. وأضاف هذا العالم بأن تحلية مياه البحر هي أحد الأساليب لتلبية مثل هذه الحاجات، غير أن الأساليب الحالية تعتمد على الأغشية العالية
الكلفة التي تتلوث بسرعة.

 أسلوب جديد
بيد أن الأسلوب الخالي من الغشاء الذي قمنا بتطويره لا يزال بحاجة الى تهذيب وتطوير لكن اذا تمكنا من النجاح هنا فقد يكون بالإمكان تأمين المياه النقية بكميات كبيرة بإستخدام نظام بسيط وحتى جوال يمكن حمله والتنقل به.
والأسلوب الجديد يحمل الأمل للمناطق التي تشكو من نقص في المياه حيث يعيش ثلث سكان العالم. والكثير من هذه المناطق يمكنها الوصول الى مياه البحر الكثيرة، ولكن ليس الى الطاقة اللازمة والأموال لتأمين التحلية بإستخدام التقنيات التقليدية.
ونتيجة لذلك هنالك الملايين من الوفيات سنوياً في هذه المناطق التي تعود اسبابها الى نقص المياه.
وللحصول على المياه العذبة قام الباحثون بتسليط فرق ضئيل من الجهد الكهربائي 3 فولت على شريحة بلاستيكية مليئة بمياه البحر.

شريحة دقيقة
وتتضمن هذه الشريحة أقنية دقيقة بفرعين. وعند ملتقى الفرعين هنالك قطب كهربائي مبيت يقوم بتحييد بعض أيونات الكلوريد في مياه البحر لإنتاج منطقة خالية مستنزفة من الأيونات التي من شأنها زيادة المجال الكهربائي المحلي مقارنة مع بقية منطقة القناة. ومثل هذا التغيير في المجال الكهربائي يكفي لإعادة توجيه الملح الى أحد الفرعين، متيحاً للمياه المحلاة العبور في الفرع الآخر.
ويقول أحد الخبراء في مختبر جامعة تكساس انه أشبه بمحول المياه في أسفل الجسر، بحيث تقوم المنطقة الناضبة من الأيونات بمنع الملح من المرور تماماً، مما ينتج عن ذلك انتاج مياه نقية وعذبة. وحتى الآن تمكن فريق البحث من تحقيق نسبة 25 في المئة من التحلية، رغم أن مياه الشرب تتطلب نسبة 99 في المئة من التحلية، لكنهم واثقون من تحقيق هذا الهدف.
ويكمن التحدي الآخر في تكبير هذه العملية وتوسيع نطاقها، فحتى الآن يبلغ حجم الأقنية الدقيقة الصغير هذه حجم الشعرة البشرية، أي انتاج نحو 40 نانوليتراً – النانو هو واحد من المليار – من المياه المحلاة في الدقيقة الواحدة.
لكن ولجعل هذا الأسلوب عملياً بالنسبة الى الفرد أو الإستخدام التجاري يتوجب على الجهاز انتاج ليترات عديدة من المياه يومياً، وهذا أمر ممكن أيضاً وفقاً للباحثين.

طنوس داغر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق