سياسة لبنانيةلبنانيات

اسئلة متعددة حول زيارة هوكستين الى بيروت وحركة خجولة بشأن انتخاب رئيس للجمهورية

الوضع العسكري على الحدود الجنوبية اللبنانية لم يعد كما كان. لقد سقطت كل قواعد الاشتباك، واخذ القصف يعنف ويتمدد ويطاول العمق الجنوبي وترافق مع غارات جوية شملت مناطق بعيدة عن الحدود، ويركز العدو الاسرائيلي على تعقب عناصر حزب الله وحماس ولجأ الى الاغتيالات التي يسقط بنتيجتها يومياً عدد من المقاومين والمواطنين الابرياء دون ان يميز بين كبير وصغير وبين رجل وطفل وامرأة حتى وصف الوضع بانه شبيه بما يجري في غزة، وان الامور على وشك الانفلات والذهاب بعيداً الى حرب شاملة، تمتد الى مساحات متعددة وتتحول الى حرب اقليمية. ويترافق كل ذلك مع مفاوضات، تجري في عدد من العواصم بشأن هدنة في غزة، يتم خلالها اطلاق سراح عدد من الرهائن لدى حماس، مقابل اطلاق فلسطينيين من السجون الاسرائيلية. وتنقسم الاراء حول هل ان الهدنة في غزة، في حال التوصل اليها، ستنعكس على الوضع في جنوب لبنان، ام ان القتال سيستمر على هذه الجبهة، كما يصرح عدد من قادة العدو الاسرائيلي؟
في هذا الجو الملبد وعنوانه القصف والقتل والدمار، يصل اليوم الى بيروت مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الطاقة اموس هوكستين، وكثرت التساؤلات حول اهداف هذه الزيارة. هل اصبح الانزلاق الى الحرب الشاملة حتمياً، حتى يأتي محاولاً تبريد الاجواء؟ ام ان مساعيه حققت تقدماً ويريد ان يترجم ما توصل اليه على الارض؟ ام انه يبغي استمزاج الاراء حول بعض الاقتراحات؟ الاسئلة كثيرة وقد تتظهر في الساعات المقبلة. ومن المنتظر ان يبدأ هوكستين جولته بزيارة عين التينة حيث يلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري، باعتبار ان لبنان لا يزال بدون رئيس للجمهورية منذ اكثر من سنة ونصف السنة. اما الاشخاص الاخرون الذين سيلتقيهم فهم غير محددين بعد. بالطبع انه سيلتقي رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. ونشير هنا الى ان هوكستين كان قد اعلن في السابق انه لن يزور بيروت الا اذا حققت اتصالاته نتائج ايجابية. فهل ينطبق القول على جولته الحالية، ام ان الامور تبدلت بتبدل الوضع العسكري وحتمت مجيئه على عجل؟
المؤسف حقاً ان لبنان يجتاز هذه المرحلة الخطيرة وهو بدون رئيس للجمهورية، لا لسبب سوى ان الطاقم السياسي اللاعب على الساحة حالياً ليس بمستوى المسؤولية، وليس للمصلحة الوطنية عنده اي اهمية. فالمصالح الشخصية هي الطاغية. لذلك فان التحرك في هذا المجال ليس على المستوى المطلوب. وهكذا تمر الاشهر والفراغ يسيطر على قصر بعبدا. وهناك حركة خجولة في هذا المجال تظهر بين الحين والاخر، لا تلبث ان تتوقف. واليوم تقوم كتلة الاعتدال بلقاء كتلة الوفاء للمقاومة التابعة لحزب الله، الا ان النتائج شبه معروفة، بعد اعلان وفد المردة انه ماض في ترشيح سليمان فرنجية، ولا عودة عن هذا القرار. وقد يكون هذا الموقف مؤشراً على بقاء الحزب على مرشحه. ثم ان مبادرة كتلة الاعتدال تعرضت للانتقاد من بعض الاطراف، باعتبار انها لا تعالج النقاط البنوية، كما قيل، خصوصاً وان النائب حسن خليل قال انها ترتكز على الحوار، ثم عقد جلسة للانتخاب. وهذا ما طرحه الرئيس بري ورفض، فماذا تبدل اذاً. وتضيف هذه الانتقادات ان طرف الممانعة لم يسحب مرشحه ويقبل بمرشح ثالث يتم الاتفاق حوله، كما انه لم يعلن عن جلسة مفتوحة بدورات متتالية. وهكذا اصبح من الصعب ان تسلك هذه المبادرة طريقها.
وهناك تحرك خجول من سفراء دول اللجنة الخماسية الذين زاروا الرئيس ميقاتي بعد لقاء سابق مع الرئيس بري ولم يرشح ما يؤشر الى احتمال وجود تبديل في المواقف، حتى اصبح من الصعب الوصول الى نتيجة مع هذه الطبقة السياسية. ويبقى الامل ضعيفاً باي حل قريب ينهي الشغور الرئاسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق