دولية

الجزائريون يحلمون بتأهل تاريخي إلى الدور ثمن النهائي

ينتظر الجزائريون بفارغ الصبر المباراة الأخيرة التي سيلعبها منتخبهم أمام نظيره الروسي اليوم في ملعب «كورتيبا» بالبرازيل. ومن المتوقع أن يحتشد عشرات الآلاف من المناصرين في الساحات العامة لمتابعة المقابلة المصيرية على شاشات ضخمة.

أنظار كل الجزائريين متجهة إلى ملعب «كورتيبا» حيث سيواجه اليوم منتخبهم الوطني نظيره الروسي في ثالث مقابلة مصيرية من أجل التأهل إلى الدور ثمن النهائي لكأس العالم لكرة القدم التي تقام بالبرازيل.
المنتخب الجزائري مطالب بالفوز إذا أراد مواصلة مشواره الكروي والتأهل للمرة الأولى في تاريخه إلى الدور الثاني من المنافسة.
وكانت الفرحة عمت أرجاء الجزائر كلها بعد فوز ثعالب الصحراء بأربعة أهداف مقابل هدفين أمام منتخب كوريا الجنوبية نهاية الأسبوع الماضي، هذا ما أحيا من جديد آمال الجزائريين الذين صاروا يعتقدون بأن منتخبهم قادر على تحقيق انتصار تاريخي هذه المرة.
الحماس في الجزائر كبير يقول مراسل فرانس 24، مشيراً إلى أن جميع شرائح المجتمع تقف وراء أشبال المدرب وحيد خاليلوجيتش.

خليلوجيتش: مواجهة روسيا الأهم
وبالنسبة الى مدرب يشارك في نهائيات كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى ليس غريبا أن يعتبر مدرب الجزائر وحيد خليلوجيتش مباراة فريقه الحاسمة على التأهل للدور الثاني ضد روسيا بأنها الأهم له وللاعبيه.
ويصف خليلوجيتش اللقاء بأنه «تاريخي» ويقول إنها فرصة تأتي مرة في العمر لكنه سيكون مطالبا بقيادة الجزائر لتجاوز الدور الأول للمرة الأولى في أربع مشاركات.
وتأتي الجزائر في المركز الثاني بالمجموعة الثامنة ولديها ثلاث نقاط وراء بلجيكا التي ضمنت التأهل بست نقاط. ولدى كل من روسيا وكوريا الجنوبية نقطة واحدة.
ويتعين على روسيا الفوز للمرور للدور الثاني بينما قد يكفي التعادل الجزائريين لتحقيق الحلم لكن خليلوجيتش يقول إن لاعبيه يتطلعون للحصول على النقاط الثلاث ضد فريق لم يحرز إلا هدفاً واحداً حتى الآن.
وقال المدرب البوسني في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء «هذا اللقاء هو الأهم بالنسبة الي والى الاعبين والجزائر». وتابع: «عندما أرى منتخبات كبيرة خرجت والمنتخب الجزائري بإمكانه المرور.. إنه لقاء تاريخي».
وأضاف «هذه فرصة تأتي مرة في العمر» وعلى اللاعبين اللعب بكل قوة «حتى وإن كانوا مجهدين من الناحية البدنية. شاهدت لقاءات روسيا، انها تملك مدرباً من الأفضل في العالم وهي ليست بالمنتخب الصغير».
وهو محق فروسيا – التي بلغت الدور قبل النهائي في بطولة اوروبا 2008 – انتفضت بشكل قوي لتتعادل مع كوريا الجنوبية في الجولة الأولى قبل أن تهزمها بلجيكا بهدف نظيف.
ويقول خليلوجيتش إنه «في بداية كأس العالم لم يكن لدى فريقي شيء ليخسره لكننا الآن لدينا ما يمكن أن نخسره. في هذه اللحظة نحن نصنع تاريخاً ولكي تصنع تاريخاً يجب أن تقدم كل ما لديك».

كابيلو: الجزائر أقوى حالياً
وعلى الجانب الآخر، يشعر فابيو كابيلو مدرب روسيا أن مستوى منتخب الجزائر تطور منذ مشاركته في نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010 بعدما استدعى ذكريات مواجهته السابقة أمام هذا المنتخب العربي.
ومنذ أربع سنوات كان كابيلو يتولى تدريب منتخب انكلترا وحينها واجه الجزائر في دور المجموعات وانتهت المباراة بالتعادل بلا أهداف.
لكن هذه المرة لن يتحمل كابيلو التعادل مع الجزائر في وقت لاحق اليوم الخميس لأن الفوز فقط يمكن أن يعطيه فرصة للتأهل لدور الستة عشر من المجموعة الثامنة بعدما جمع نقطة واحدة من أول جولتين.
وقال كابيلو في مؤتمر صحفي «أعتقد أن مستوى هذا المنتخب أفضل من مستواه عندما واجهنا في جنوب افريقيا. هذا الفريق يمتاز بسرعة أكبر وبتنظيم أكبر. يلعب الفريق بشكل رائع جداً».
وتشارك روسيا في كأس العالم لأول مرة منذ 2002 وسجلت هدفاً واحداً في البطولة الجارية عندما تعادلت 1-1 مع كوريا الجنوبية في الجولة الأولى. وسيمثل الخروج المبكر لروسيا ضربة كبيرة قبل أن تستضيف نهائيات البطولة المقبلة في 2018.
ورداً على سؤال بشأن حاجة روسيا للعب بطريقة هجومية أكبر قال كابيلو «نحن نلعب دائما بأسلوب هجومي ونصنع الفرص في كل مباراة. تكون الفرص متاحة لكن في الواقع فنحن لا نحسن استغلالها». وأضاف «دعونا نأمل أن يكون الحكم جيداً».

غووووو… لـ جزائر
وبالعودة الى اجواء الجزائر، تحدث مراسل فرانس 24 عن الحماس الكبير الذي يلفها اليوم، مشيراً إلى أن جميع شرائح المجتمع تقف وراء أشبال المدرب وحيد خليلوجيتش.
وأضاف أن المغنين والفنانين يتنافسون من أجل تلحين أغان جديدة تمجد الفريق الجزائري، فيما أصبحت هذه الأغاني مطلوبة من قبل المشجعين.
وسيحتشد عشرات الآلاف من الجزائريين في الساحات العامة لمتابعة مجريات المباراة أمام روسيا على شاشات كبيرة. وفي حال تفوق الخضر، يتوقع أن يقضي الجزائريون ليلة بيضاء مشابهة بالليلة التي قضوها بعد فوز فريقهم ضد كوريا الجنوبية الأحد الماضي.
ولتمكين المناصرين من متابعة المباراة، نصبت وزارة الرياضة شاشات عملاقة في الساحات العامة، مثل ساحة البريد المركزي بقلب العاصمة وساحة أول  مايو وأماكن أخرى في المدن الداخلية.
من جهته، هنأ الرئيس بوتفليقة الخضر بعد فوزهم على كوريا الجنوبية وشكرهم على إسعاد الجزائريين وتمنى لهم حظا وافرا في المقابلة المقبلة.
السيناريو عينه تشهده المدن الفرنسية التي تتواجد فيها الجالية الجزائرية والعربية بكثافة، مثل باريس وليون ومرسيليا حيث يتوقع أن تشهد الحانات والمقاهي إقبالاً كبيرا للمشجعين مثلما حدث في المباراتين السابقتين.
هذا، وتمنى نجم منتخب الكاميرون سامويل إيتو حظاً سعيداً للمنتخب الجزائري وتحدث للاعبين قائلً: «إخواني الجزائريين. يحفظكم الله ويمنحكم القوة والشجاعة خلال المقابلة. كل قوى العالم معكم للذهاب بعيدا في هذه المنافسة. واعلموا أن الكاميرون وأفريقيا كلها سيقفان وراءكم وسيشجعونكم».
أما لاعب بايرن ميونيخ فرانك ريبري فلقد صرح: «أحب الجزائر لأن زوجتي جزائرية الأصل وأتمنى الفوز للمنتخب الجزائري لأنه منتخب قوي ومتماسك قادر على إسعاد الشعب الجزائري».

(رويترز – فرانس 24)
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق