أبرز الأخبار

«قرار خارجي» يفصل لبنان عن الأزمة السورية والأمن خط أحمر

يعزو وزير في حكومة نجيب ميقاتي قريب من الرابية مواقف العماد ميشال عون العالية السقوف من المفاوضات الجارية لتشكيل الحكومة بأنها تعكس «قلوب مليانة» وليست «رمانة» الحكومة التي فجرتها، ويعيد هذه المواقف الى الفتور بين مكونات 8 آذار (مارس)، لا سيما بين التيار الوطني الحر والرئيس نبيه بري. وقد عكس رفض الوزير جبران باسيل الإجتماع مع معاون بري الوزير علي حسن خليل من ضمن الوفد الثنائي الشيعي، والإكتفاء بالإجتماع مع وفد من حزب الله بعدما إعتبرت الرابية ان الطبخة الحكومية التي يتم الحديث عنها هي صفقة بين بري والنائب وليد جنبلاط تستهدف التيار العوني وتسعى الى تحجيمه.

تسأل أوساط سياسية مراقبة عما ستؤول إليه الأمور السياسية في لبنان، سواء شكلت حكومة الرئيس تمام سلام أم لم تشكل؟ وهل ان الصراع السياسي والإنقسام الحاد بين الأفرقاء والقطيعة القائمة ستؤدي الى إعادة تكوين الدولة من خلال الإتفاق على نظام سياسي جديد يقوم على معادلة جديدة وذلك عبر عقد إجتماعي جديد او إجتماع تأسيسي للإتفاق على صيغة سياسية معيوشة للبنان الوطن، كما أشار الوزير جبران باسيل عندما فند أسباب إعتراض التيار على المفاوضات الجارية والصيغة المقترحة، محذراً من «خطورة العبث بالثقة الميثاقية فإذا إنكسرت إنفجرت، واذا ضاعت فبديلها الفتنة وهذا يدفع الى تسونامي او إرتدادات ويفتح الشهية لقيام كيانات جديدة»، لافتاً في ما يشبه التهديد الى انه اذا لم يأخذ الرئيسان بمطالب التيار فإن كل الإحتمالات مفتوحة. ودعا المسلمين الى ان يدافعوا عن حقوق المسيحيين «لمنعهم من الذهاب الى مشاريع غير ميثاقية نرفضها ونعمل على مواجهتها» وعلى كل المسلمين ان يكونوا حريصين على تعزيز الوجود والحضور المسيحي في لبنان ليكون هذا الوجود الفاعل صورة لمسيحيي الشرق للتشبه به.

لبنان لن «يسورن» لن «يعرقن» ولن «يصومل»
هل يتجه لبنان الى الفتنة او الى حرب أهلية او الى مواجهة مسلحة بين أبنائه ام تنتقل النيران السورية اليه في الوقت الذي يعمل المجتمع الدولي على إقفال المواجهات المسلحة في المنطقة إثر ثورات الربيع العربي؟
كلا، يقول ديبلوماسي بارز مؤكداً بأنه مع ما يجري في جنيف من جهود لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية تبدأ بوقف الأعمال العسكرية وإنه لا يمكن ان يسمح المجتمع الدولي بتفجير الساحة اللبنانية وبأي حرب في لبنان، وان كانت الساحة اللبنانية لا تزال تسُتخدم من قبل أطراف خارجيين لتوجيه رسائل بعضها دموي، في وقت يحاول الإرهابيون استغلال الواقع اللبناني لتأجيج المواجهات العسكرية. ويشير الديبلوماسي بما يشبه الجزم الى ان لبنان لن يتحول الى جبهة  ولن «يسورن» او «يعرقن» او «يصومل»، ولا مصلحة للأفرقاء في ذلك فالنار عندها ستلتهم الجميع. ويؤكد الديبلوماسي بأن السعي الدولي هو الى فصل لبنان عن أزمات المنطقة، لا سيما الأزمة السورية. وهذا ما تعكسه المواقف الدولية والإقليمية في دعم الجهود التي يبذلها الرئيسان ميشال سليمان وتمام سلام لتشكيل الحكومة في أسرع وقت بعد فراغ دام أكثر من عشرة أشهر خصوصاً في هذا الظرف الدقيق الذي تجتازه المنطقة. ويشير احد الوزراء الى الحركة التي يقوم بها السفير الأميركي في لبنان ديفيد هيل محلياً وخارجياً وبعد زيارة وفد فرنسي لبنان، وتوقع وصول وفود اخرى تنقل رسائل واضحة مفادها «تشكيل حكومة جديدة والمحافظة على الإستقرار وضرورة إجراء الإنتخابات الرئاسية في موعدها وبعدها الإنتخابات النيابية». وبعد باريس قصد هيل السعودية في مسعى للمساعدة على تحييد لبنان عن الأزمة السورية والإسهام في تشكيل حكومة جديدة، قبل وصول الموفد روسي ميخائيل بوغدانوف ناقلاً رسالة دعم لجهود الرئيس سليمان.

 

قطار الحلول انطلق
لقد حاولت فرنسا من خلال مستشار الرئيس فرانسوا هولاند إيمانويل بون الذي زار لبنان للإستماع الى آراء الأفرقاء في محاولة لتقريب وجهات النظر بعدما أكدت مصادر ديبلوماسية ان فرنسا غير راغبة في عقد سان كلوا ورعاية إتفاق دوحة جديد، منطلقة من ضرورة معالجة اللبنانيين أزمتهم في الداخل من خلال الحوار بين بعضهم مهما كانت الظروف، والإسراع في تشكيل حكومة لأن الإعتراضات عليها وفق أحد المسؤولين هي لإعتبارات خاصة ومصلحية. وقد اشاد العماد ميشال عون بموقف الرئيس سعد الحريري الذي تجاوز كل الشروط التي وضعتها 14 آذار (مارس)، بعد إغتيال الوزيرالسابق محمد شطح وأعلن موافقته على المشاركة في الحكومة وفق صيغة التسوية كما أبلغه بها جنبلاط، كما رحب بري وقيادات في 8 آذار (مارس) بهذا الموقف «لأن مصلحة الوطن فوق الجميع ولا أحد أكبر من بلده» كما قال الحريري في تبرير موقفه لقوى 14 آذار (مارس). وفي تقدير مسؤول أمني أنه لا يمكن لأحد أن يهدد بعد الآن بـ7 أيار (مايو) جديد وبقمصان سوداء وبتأجيل الإستحقاق الرئاسي لأن قطار الحلول قد إنطلق، ولا يمكن لأي فريق أن يعطل الإنتخابات الرئاسية فالمواقف المحلية الصادرة عن الرئيس سليمان والمسؤولين وبكركي وحتى عن حزب الله تؤكد على ان الإستحقاق الرئاسي في موعده وهذا ما أكد عليه ديبلوماسي بارز بالقول: الظرف تغير وليس بمقدور أحد الإسهام في الفراغ. ومن يتحدث عن التمديد يسعى الى الفراغ وفق ما نقل زوار بعبدا. ويقول قيادي في 14 اذار (مارس) ان التمديد يحتاج الى ثلثي المجلس فعند تأمينها لماذا لا ينتخب رئيس جديد، فالرئيس سليمان أعلن منذ أكثر من سنة رفضه البحث في التمديد.

المنطقة الى استقرار
يقول ديبلوماسي غربي ان المنطقة متجهة الى الإستقرار وان الإتفاق الأميركي الروسي يهدف الى ذلك. وينفي ما يتردد عن خرائط جديدة للمنطقة مؤكداً عدم تغيير الجغرافيا وإستمرار الدول في حدودها الحالية، من دون ان يلغي ذلك إمكانية إعادة النظر في تكوين الدول والأنظمة داخل حدودها لمراعاة مكوناتها، سواء من خلال نظام الكانتونات أو من خلال اللامركزية الموسعة التي قد يتم إعتمادها في لبنان كنظام معيوش مع بقاء السلطة المركزية في السياسة الخارجة والمال والأمن.

فيليب ابي عقل   

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق