سياسة عربية

اليمن: القاعدة تنشط في الجنوب والحوار يتعثر

مرة اخرى تعود الازمة اليمنية خطوات الى الوراء، ويتوقف الحوار عند بعض العتبات التي يصفها ساسة بانها «مرحلية» وانها غير معيقة، ولا بد منها في بعض المفاصل وصولاً الى تجاوز صلب الازمة التي امتدت عقوداً، قبل ان تبدأ مشوار الحل، الذي من غير المتوقع ان يكون على درجة كبيرة من السهولة واليسر.

المتابعون يتحدثون عن تعثر في الحوار الوطني، غير ان المتفائلين يعتبرون ان ذلك امر طبيعي، ويطالبون الاخرين بالنظر الى الجزء الممتلىء من الكأس بدلاً من التركيز على النصف الفارغ.
وفي المقابل هناك من يرى ان المشكلة الحقيقية ليست في الحوار، وفي سلاسته، او تعقيداته وتعثره، وانما بجملة من التعقيدات، ابرزها عودة النشاط الانفصالي الى الجبهة الحوثية، والمعلومات المتسربة عن تهريب اسلحة ايرانية من جديد الى التيار الحوثي. اضافة الى ارتفاع وتيرة النشاط الارهابي في محافظات الجنوب، خصوصاً من قبل تنظيم القاعدة.
وبحسب بعض التقارير هناك من يرى ان التنظيم الذي ينشط في مجالات ارسال «متطوعين» الى الجبهة السورية، كثفوا من نشاطهم العملياتي على الساحة اليمنية، ونفذوا بعض الاعمال والتفجيرات في محافظات الجنوب بينما نجحت اجهزة الامن في تفكيك واحدة من الخلايا النشطة في محافظة عدن.
فقد ضبطت قوات الأمن اليمنية خلية لتنظيم القاعدة كانت تعد لعمليات تستهدف منشآت حيوية في مدينة عدن كبرى مدن جنوب اليمن، فيما قتل احد أعضاء الخلية أثناء عملية المداهمة. وبحسب مسؤول امني يمني، ضبطت الخلية في احد المنازل بحي كابوتا جنوب غرب منطقة المنصورة. وعند المداهمة حاول احد أعضاء الخلية تفجير نفسه حيث كان يلف جسمه بحزامين ناسفين، غير ان أفراد الأمن تمكنوا من قتله قبل تفجير نفسه. بينما تم ضبط كميات من المتفجرات بحوزة الخلية منها قرابة عشرة أحزمة ناسفة، والقي القبض على «ثلاثة» إرهابيين» واودعوا السجن. وتشير المعلومات الاولية – تبعاً لبيان رسمي – الى ان الخلية كانت تعد لعمليات إرهابية واسعة منها استهداف شركة مصافي وميناء عدن وأماكن أخرى. وقبل ذلك، سجلت الدوائر الامنية  اليمنية نشاطاً ملحوظاً لتنظيم القاعدة في محافظات الجنوب، حيث اعلن مسؤول عسكري ان ثلاثة طيارين في الجيش اليمني جميعهم برتبة عقيد قتلوا في هجوم مسلح جرى تنفيذه في جنوب اليمن حيث اعترضهم مسلحون يعتقد بأنهم من تنظيم القاعدة. وقال المصدر نفسه ان العسكريين الثلاثة قتلوا في كمين نصب لهم في محافظة لحج، موضحاً انهم كانوا في طريقهم الى قاعدتهم عندما اعترضهم مسلحون يعتقد انهم من تنظيم القاعدة شمال الحوقة في محافظة لحج.

طرد القاعدة
وكان الجيش قد طرد تنظيم القاعدة من الجزء الاكبر من جنوب اليمن في هجوم واسع قبل عام. لكن التنظيم ما زال يشن هجمات عنيفة على قوات الامن.
وفي اوج هجوم الجيش في ايار (مايو) وحزيران (يونيو) 2012، نشرت القاعدة لائحة باسماء طيارين في قاعدة عدن تخطط لقتلهم، مؤكدة انهم يشنون غارات جوية على مواقع للتنظيم. وفي سياق مواز، تشهد مناطق شرق وشمال اليمن تطورات أمنية وعسكرية متواترة وصلت إلى حد المواجهات المسلحة، في وقت أقدم الحوثيون في شمال اليمن على السيطرة على مساجد مدينة صعدة عبر عناصر وميليشيات مسلحة.
واعلنت مصادر محلية في صعدة إن جماعة الحوثيين المتمردة في شمال اليمن قامت بتطويق عدد من المساجد في مدينة صعدة، في إطار المساعي للسيطرة على مساجد المدينة ذات التوجه السلفي. وأضافت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها. ان جماعة الحوثيين تعد لمرحلة جديدة في صعدة التي باتت تحت سيطرتها أمنياً وعسكرياً وتسعى إلى الحكم المباشر في المحافظة وإعلانها إقليماً حوثياً يتبع ما يسمى(أنصار الله)، وهي التسمية التي دخل بها الحوثيون مؤتمر الحوار الوطني. وأشارت المصادر إلى أن جماعة الحوثي تحاول افتعال المشكلات من أجل إيجاد مبرر للانسحاب من مؤتمر الحوار الوطني الشامل، بعد أن بدت لهم مؤشرات بفشل مساعيهم لانتزاع قرارات مهمة تضمن لهم إقليماً خاصاً بهم يشمل محافظات: صعدة، حجة، الجوف وبعض المناطق من محافظة عمران، وإيجاد منفذ على البحر الأحمر عبر ميناء ميدي قرب الحدود اليمنية – السعودية. ويبسط الحوثيون سيطرتهم على محافظة صعدة بصورة تامة وعلى أجزاء من محافظة الجوف المجاورة، وحسب مصادر خاصة فإنهم يقومون بصورة يومية بتجنيد عشرات الشباب من المحافظات التي يسيطرون عليها وأيضاً من بعض المحافظات الجنوبية، خصوصاً بعد العلاقات الوثيقة التي ربطتهم بشخصيات من عدد من المحافظات اليمنية الجنوبية وتعز، وفي الوقت الراهن يسعون إلى السيطرة على «الحراك التهامي» في غرب البلاد، ويمولون تحركاتهم هذه بأموال باهظة يعتقد انها ناتجة عن دعم ايراني.
وجاءت هذه التحركات الحوثية في صعدة بالتزامن مع معلومات عن قرب استقبالهم لجثمان حسين بدر الدين الحوثي الذي سينقل إلى اليمن قادماً من ألمانيا، حيث جرت هناك عملية فحص الحمض النووي للجثة والتأكد من هوية صاحبها، وتشير مصادر محلية إلى أن الحوثيين يعدون لجنازة كبيرة و«اقامة ضريح لحسين الحوثي وجعله مزاراً في المستقبل القريب».

منع تهريب الاسلحة
وفي السياق عينه، كثفت الأجهزة الأمنية اليمنية في المحافظات الساحلية إجراءاتها الأمنية حول السواحل اليمنية، للمساعدة على إحباط وضبط أي عملية تهريب أسلحة إلى الداخل اليمني. وناشدت الأجهزة الأمنية الصيادين اليمنيين المنتشرين في البحرين العربي والأحمر التعاون معها من خلال الإبلاغ عن أي قوارب مشبوهة متورّطة في عمليات تهريب الأسلحة حفاظاً على أمن اليمن واستقراره.
وفي ما يخص الحوار الوطني، أكد مدير عام مكتب مجلس التعاون لدول الخليج العربية في صنعاء سعد العريفي اهتمام ومتابعة دول المجلس لجلسات مؤتمر الحوار الوطني اليمني… مشيراً إلى أنّ الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية تمثل فريق عمل واحداً تنصب اهتماماتها في دعم اليمن وإن ممثليها يعقدون اجتماعات أسبوعية لتنسيق العمل في ما بينهم ومتابعة سير أعمال المؤتمر. وقال العريفي لدى لقائه بعض فرق العمل في مؤتمر الحوار أن مكتب مجلس التعاون يتابع باهتمام بالغ أعمال فرق العمل وأن المخرجات السياسية ستكون يمنية خالصة، ودور مجلس التعاون يتمثل في الدعم الكامل لما يتوافق عليه اليمنيون.
وأكد أن دول المجلس ملتزمة بجميع تعهداتها لدعم التنمية في اليمن، لافتاً إلى أن حجم التعهدات التي قدمت لليمن وصلت إلى نحو 80 بالمائة من التعهدات التي التزمت بها في مؤتمر المانحين.

صنعاء – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق