سياسة لبنانية

تفجيرات برج البراجنة عززت التنسيق مع المخيمات

أسهمت تفجيرات برج البراجنة في إعادة الحرارة الى خطوط التواصل بين القيادات اللبنانية والفلسطينية، لا سيما بين حركة حماس وحزب الله بعد أن مرت العلاقة بين الطرفين في الأشهر الأخيرة بحالة من الجمود، بسبب بعض التصريحات التي نسبت لعضو المكتب السياسي في الحركة الدكتور موسى أبو مرزوق والتي انتقد فيها سياسات إيران وحزب الله بشأن الملف الفلسطيني والأوضاع في المنطقة. وقد جرت محاولات عديدة في الشهرين الماضيين لمعالجة حالة الجفاء من دون نتيجة تذكر، لكن يبدو أن تفجيري البرج ساهما في معالجة هذه البرودة وذلك من خلال حجم الاتصالات واللقاءات التي جرت بين الفريقين في الأيام القليلة الماضية، ومن خلال التعاطف القوي بين الشعب الفلسطيني من جهة وأبناء الضاحية الجنوبية وحزب الله من جهة أخرى.
ولكن مصادر مطلعة تكشف أن علاقة حزب الله مع حماس لم تعد الى مستوياتها السابقة وما كانت عليه قبل الحرب السورية التي باعدت بينهما، بعدما خرجت حماس من المحور السوري – الإيراني. وفي المقابل، فإن علاقة حزب الله مع  حركة فتح سجلت تحسناً ملحوظاً، حتى أن التنسيق بشأن أمن المخيمات الفلسطينية في الجنوب وبيروت يتم مع حركة فتح وليس مع أي فصيل آخر، وحيث رفعت فتح  من مستوى انخراطها في جهود ضبط أمن المخيمات ومكافحة قوى التطرف والإرهاب، وتلقى دعماً وتشجيعاً من حزب الله الذي قرر الانفتاح عليها وفتح خطوط معها، بحيث صارت لقاءات عزام الأحمد في بيروت تشمل أيضاً مسؤولين في حزب الله وبينهم النائب محمد رعد. كما أن فتح تقيم صلات وثيقة مع المراجع اللبنانية (في مقدمهم الرئيس بري)، ومع السلطات والأجهزة الأمنية (خصوصا الأمن العام) عبر السفارة الفلسطينية في بيروت (السفير أشرف دبور)، وعبر مسؤول الملف الفلسطيني في لبنان المكلف من الرئيس عباس (عزام الأحمد).
وتضيف هذه المصادر أنه فور وقوع تفجيرات برج البراجنة الأخيرة فتحت الخطوط بين رام الله وعين التينة ومع حزب الله عبر السفارة الفلسطينية لتدارك أي مضاعفات سلبية على العلاقة بين مخيم برج البراجنة الملاصق لمكان الانفجار والضاحية الجنوبية، خصوصاً وأن تنظيم «داعش» وجهات فلسطينية ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي تعمدت إبراز مشاركة فلسطينية في العملية وإظهار نوع من التشفي ومظاهر الابتهاج… وأوعز الرئيس محمود عباس بالتحرك السريع لمعالجة الوضع، فيما نفذ حزب الله انتشاراً عند خطوط مخيم البرج لمنع حصول أي رد انتقامي، في وقت كان الرئيس بري يوعز الى مسؤولي حركة «أمل» بضبط الوضع واحتواء الانفعالات.
وفي موازاة الاتصالات السياسية، كانت تجري اتصالات رسمية عبر المديرية العامة للأمن العام، وحيث أن اللواء عباس ابراهيم يتابع عن كثب الملف الفلسطيني وأوضاع المخيمات، وهو كان طلب تكراراً من الفصائل الفلسطينية تشديد إجراءات المراقبة والمتابعة داخل المخيمات لإبقائها تحت السيطرة بعد تزايد نفوذ المجموعات والتنظيمات الإرهابية والمتطرفة، وحتى لا تتحول المخيمات الى بؤر أمنية وملاذ آمن وبيئة حاضنة للإرهاب.
وما زالت مصادر لبنانية بارزة تشير الى أن هناك مناخاً غير مريح لدى السلطات اللبنانية والأحزاب وخصوصاً حزب الله تجاه المخيمات والفصائل، حيث يسود الشعور اللبناني بعدم جدية الطرف الفلسطيني، وعجزه وضعفه في مواجهة المد التكفيري داخل المخيمات وخصوصاً عين الحلوة، بالإضافة الى تعاطف بعض الفصائل الإسلامية المنتمية الى التحالف الوطني وفصائل منظمة التحرير وتشترك في القوة الأمنية المشتركة مع جماعات التكفيريين وأنصار الأسير وبقايا «جند الشام» و«فتح الإسلام». وخلال اللقاءات اللبنانية – الفلسطينية الأخيرة، أبلغت القيادات اللبنانية الجانب الفلسطيني أن أي انفجار لأي مخيم وخصوصاً عين الحلوة، وأياً كان سببه أو مصدره ولا سيما من الجانب التكفيري، لن يقابل إلا بالقسوة والشدة، ولن يتم التساهل معه، فصيدا والمحيط اللبناني للمخيم خط أحمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق