أبرز الأخبارسياسة عربية

بدء هجوم «لطرد مسلحي الدولة من شمال الرقة» وداعش يستخدم السكان دروعاً بشرية

أعلن تحالف قوات سوريا الديمقراطية، الذي يقوده الأكراد وتدعمه الولايات المتحدة، بدء عمليات عسكرية شمال شرقي سوريا تهدف إلى طرد مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» من مناطق الارياف الواقعة شمال مدينة الرقة.

وقال التحالف – عبر حسابه على توتير – إن هدف العمليات «تحرير السوريين في شمال الرقة من قمع تنظيم داعش».
ويُعتقد أن قوات سوريا الديمقراطية تضم قرابة 30 ألف مقاتل.
وتشكلت قوات سوريا الديمقراطية في تشرين الأول (اكتوبر)، وهي تحالف لوحدات حماية الشعب الكردية ومجموعات معارضة عربية وآشورية.
وتمكن التحالف – الذي يتمتع بغطاء جوي اميركي – من السيطرة على نحو 26 الف كيلومتر مربع من الاراضي السورية بما في ذلك شريط طوله 400 كيلومتر بمحاذاة الحدود التركية.
وستشارك جميع وحدات التحالف في هذه العمليات، بحسب ما أعلن.
ويقول التحالف إن عملياته ستدعمها غارات جوية من التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».
ولم يتطرق تحالف قوات سوريا الديمقراطية الى اي خطة لتحرير الرقة ذاتها، وهي العاصمة الفعلية «لدولة الخلافة» التي اسسها تنظيم «الدولة الاسلامية» عام 2014.
ويأتي ذلك بعد أيام من اجتماع قائد القوات الاميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزيف فوتيل مع مسؤولين من قوات سوريا الديمقراطية.
وقال فوتيل، خلال زيارة سرية إلى سوريا السبت الماضي، إن أفضل أسلوب لهزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» هو تدريب قوات محلية.
وأعربت موسكو عن رغبتها في التنسيق مع الأكراد والولايات المتحدة في هذه العمليات.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «نحن مستعدون لمثل هذا التنسيق»، مضيفاً أن «الرقة بالتأكيد من أهداف تحالف مكافحة الإرهابيين، كما الحال مع الموصل في العراق».
وأوضح لافروف أن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على التنسيق في العمليات العسكرية في سوريا، وذلك بحسب ما نقلته وكالة إيتار تاس الروسية.

«ضمان الأمن»
وقالت القيادية في قوات سوريا الديمقراطية روجدا فيلات من خلال حسابها في تويتر إن هدف الهجوم الجديد «تحرير المناطق الشمالية من الرقة وسكانها الذين يعيشون تحت نير الدولة الاسلامية».
واضافت «تهدف الحملة الى رد الهجمات الارهابية التي تتعرض لها بلدات الشدادي وتل ابيض وعين العرب (كوباني)، وضمان امن شعبنا».
وقال مصدر في قوات سوريا الديمقراطية لوكالة روداو الكردية للانباء إن الحملة انطلقت من بلدة عين عيسى التي تبعد عن الرقة بمسافة 50 كيلومتراً من الشمال.
وقال المصدر إن مسلحي القوات «سيتقدمون اولاً الى قرى الفاطسة الكبرى والفاطسة الصغرى والهيشة التي تقع على الطريق بين عين عيسى والرقة لتطهيرها من مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية».
من جانبه، قال المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة العقيد ستيف وارن في بغداد إن العملية التي تنفذها قوات سوريا الديمقراطية تهدف الى «الضغط على الرقة» وليس تحريرها، مضيفاً ان مسلحي القوات لم يصادفوا الا مقاومة ضعيفة.
اما جماعة «الرقة تذبح ببطء»، وهي جماعة من الناشطين توثق ما يحدث في تلك المدينة، فقالت إن مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في المناطق التي تقع الى الشمال من الرقة تعرضت الثلاثاء لغارات جوية، وان قتالاً ضارياً اندلع حول قرية الهيشة.
وجاء اعلان قوات سوريا الديمقراطية عن الهجوم عقب اجتماع جرى السبت وحضره مسؤولون في القوات وقائد عسكري اميركي بارز في الشمال السوري.
وكان الجنرال الاميركي جوزف فوتيل، قائد القيادة الاميركية العسكرية الوسطى، وصل الى شمالي سوريا سراً لتفقد العسكريين الاميركيين الـ 200 الذين يسدون النصح والمشورة لقوات سوريا الديمقراطية على الارض.
وترغب الولايات المتحدة في زيادة مشاركة المقاتلين العرب في قوات سوريا الديمقراطية المكونة حالياً من 25 الف مسلح كردي وبين 5 و6 آلاف مسلح عربي وذلك قبل محاولة استرداد الرقة.
وكان تنظيم الدولة الاسلامية سيطر على مدينة الرقة في آب (اغسطس) 2013، وذلك بعد مرور 5 شهور على سقوطها بأيدي المعارضين المناوئين للرئيس السوري بشار الاسد.
واتهم ناشط سوري الثلاثاء تنظيم الدولة الاسلامية باستخدام السكان المدنيين في مدينة الرقة السورية دروعا بشرية لتجنب الضربات الجوية، الامر الذي سيعقد العمليات العسكرية لاخراج التنظيم من هذه المدينة.
وقال عبد العزيز الحمزة احد مؤسسي حملة «الرقة تذبح بصمت» في كلامه عن مسلحي التنظيم الجهادي «انهم يستخدمون المدنيين دروعاً بشرية. ترونهم في المباني نفسها مع المدنيين، وفي عمارة يسكنها مدنيون من الممكن ان تكون هناك شقتان او ثلاث بايدي مقاتلي التنظيم».
وتابع في تصريح لوكالة فرانس برس على هامش اعمال منتدى اوسلو للحرية الذي يضم تجمعاً لناشطين من اجل السلام «ان المدنيين باتوا بين شقي رحى لانهم غير قادرين على مغادرة المدينة بعد ان منعهم تنظيم الدولة الاسلامية من ذلك».
ويقيم الحمزة حالياً في المانيا كلاجىء بعد ان فر من الرقة في كانون الثاني (يناير) 2014 وهو التاريخ الذي وقعت فيه المدينة بايدي التنظيم الجهادي الذي جعلها عاصمته في سوريا.
واضاف الشاب في شرحه لظروف عيش السكان المدنيين في الرقة ان مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية «يحاولون دوماً القول بان مدينتهم عبارة عن جنة وان كل شيء يسير على ما يرام. الا ان الحقيقة مختلفة وتشاهد طوابير طويلة من الاف الاشخاص الذين ينتظرون الحصول على الطعام من مطعم اصلاً غير مدعوم من التنظيم».
وتابع «غالبية السكان المدنيين يعانون، ويمضي قسم كبير منهم ليلهم في الشارع لانهم قدموا من مناطق اخرى».

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق