دولياترئيسي

اعتقال جواسيس قرب منشأة بوشهر… وتنازلات متبادلة تختصر الملفات العالقة في مفاوضات «النووي الايراني»

هل ستتوصل كل من ايران ومجموعة «5 + 1» الى اتفاق بحلول 24 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل؟ سؤال يطرح بالحاح، في ضوء المعلومات المتناقضة المتسربة من اروقة الاجتماعات المتواصلة في اكثر من مكان، والتي تتخذ شكل اجتماعات مباشرة، واتصالات ثنائية وجماعية، تصب كلها ضمن اطار ما يعتقد انه موعد نهائي لطي ذلك الملف.

ومع ان بعض المتابعين يشككون في امكانية التوصل الى صيغة اتفاق نهائي بحلول الموعد المحدد، الا ان البعض يرى ان الطرفين اطلقا مسلسل التنازلات في المواقف المعلنة. وبالتالي يكون الامل قائماً بامكانية حسم الملفات العالقة. وفي سياق مواز هناك من يرى امكانية تمديد الموعد ستة اشهر اخرى، وسط اشارات بان الرابع والعشرين من الشهر المقبل ليس موعداً مقدساً.
في تلك الاثناء، هناك من يقرا التفاصيل من زاوية واقعية، وصولاً الى صعوبة حسم العديد من الملفات العالقة. وبالتالي الى تاجيل الموعد النهائي، ولكن دون فقدان الامل بحدوث الانفراج، حيث تتواصل التنازلات من قبل الفريقين.

تنازلات اميركية
ففي هذا السياق، تحدثت ايران عن تنازلات اميركية، حيث أبلغ عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، مجلس الشورى (البرلمان) أن الولايات المتحدة قبِلت خلال المفاوضات الجارية بين طهران والدول الست المعنية بملفها النووي، امتلاك إيران 4 آلاف جهاز للطرد المركزي تُستخدم في تخصيب اليورانيوم.
وأشار إلى إمكان إبرام اتفاق نهائي يطوي الملف، بحلول 24 تشرين الثاني  (نوفمبر) المقبل. لكنه ابدى بعض الاشتراطات لذلك، مشيراً الى ان توقيع الاتفاق ممكن فيما «لو أبدى الطرف الآخر حسن نية ومزيداً من الاهتمام باقتراحات إيران»، مستدركاً أن الخلافات في المفاوضات ما زالت قائمة في كل المسائل. وذكر أن طهران أنتجت نماذج جديدة من أجهزة الطرد المركزي تعمل بسرعة فائقة، معتبراً أن إنجازاتها تشكّل سنداً قوياً لوفدها إلى المفاوضات.
من جهته، قال النائب جواد كريمي قدوسي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، إن عراقجي قدّم للجنة تقريراً عن جولة المفاوضات النووية في فيينا الأسبوع الماضي. وتحدث عن تنازلات قدّمتها واشنطن، بينها قبولها امتلاك طهران 4 آلاف جهاز للطرد المركزي فيما لم تقبل في مفاوضات نيويورك امتلاك إيران أكثر من 1300 جهاز.

خلاف على العقوبات
ونقل كريمي قدوسي عن عراقجي قوله إن إيران والولايات المتحدة ما زالتا مختلفتين في شأن رفع العقوبات المفروضة على طهران وحجم التخصيب، ولا توافق أيضاً على مفاعل آراك الذي يعمل بماء ثقيل ومنشأة فردو المحصنة للتخصيب.
في لوكسمبورغ، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أنها ستتابع قيادة المفاوضات مع إيران إلى أن يتحقّق اتفاق ولو انقضت مهلة 24 تشرين الثاني (نوفمبر).
إلى ذلك، ذكر رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي أن بلاده وروسيا ستبرمان قريباً اتفاقاً لتشييد محطتين ذريتين، قوة كلّ منهما ألف ميغاواط، مشيراً إلى أن إيران تحتاج لـ 20 محطة نووية مشابهة لمحطة بوشهر. ودافع عن موسكو إزاء اتهامات بمماطلتها في إنجاز بوشهر، قائلاً: «الروس ليسوا شركاء غير ملتزمين بوعودهم، ويجب الامتناع عن النظر اليهم من هذا المنطلق».
وفي فيينا، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أن إيران لم تطبّق بعد كل تدابير الشفافية، على رغم مرور شهرين على انتهاء مهلة للردّ على أسئلة وجّهتها إليها الوكالة في شأن أبعاد عسكرية محتملة لبرنامجها النووي، بما في ذلك اختبارها صواعق تفجير. وزاد على ذلك بالتأكيد على انه «من أجل حسم كل القضايا العالقة، من المهم جداً أن تنفّذ إيران، وفي إطار جدول زمني، كل التدابير العملية التي اتُفِق عليها وفق إطار تعاون أبرمه الجانبان قبل أشهر». وكرّر أن الوكالة لا يمكنها تأكيد عدم وجود مواد نووية ونشاطات لم يُعلن عنها في إيران.
في الاثناء، تشير معلومات متسربة من اروقة المباحثات الى ان ايران قدمت تنازلات من جانبها. وبحيث تراجعت عن المطالبة برفع كل العقوبات دفعة واحدة. وانهم سيقبلون فقط برفع أحدث عقوبات وهي الأكثر ضرراً.
ويرفض مسؤولون غربيون الاقتراح ويقولون إنه لا يقدم شيئاً جديداً وإن الإيرانيين يعرفون دائماً أن العقوبات لا يمكن أن تنتهي إلا تدريجياً. ويقول المسؤولون إنهم قدموا في محادثات فيينا أيضاً ما يسمونه بتنازلات بشأن مطالب تتعلق بتقليص إيران لبرنامجها النووي لكن طهران رفضتها.

اعتقال جواسيس
في سياق مواز، قالت وكالة فارس شبه الرسمية للانباء ان أجهزة الامن الايرانية اعتقلت أشخاصاً عدة يشتبه بأنهم جواسيس في اقليم بوشهر الجنوبي حيث تقع أول محطة كهرباء نووية في البلاد.
وأشارت ايران مراراً الى علامات على ما تقول انه مؤامرات لتخريب برنامجها النووي الذي تخشى القوى العالمية من احتمالية استخدامه في تطوير قدرات لصنع قنبلة نووية وتسعى تلك الدول لتقليص البرنامج من خلال مفاوضات تجرى على مستوى عال ومهلة للتوصل الى اتفاق تنتهي في 24 تشرين الثاني (نوفمبر).
وتقول الجمهورية الاسلامية انها تطور الطاقة النووية للاستخدام فقط في توليد الكهرباء والاغراض الطبية.
وقال وزير الاستخبارات محمود علوي دون الخوض في تفاصيل اخرى، تم اعتقال بعض العملاء الذين كانوا يزمعون مراقبة وجمع معلومات مخابراتية لصالح أجانب وقال ان اقليم بوشهر هو محور ايران النووي وله مكانة خاصة على المستوى الوطني
وفي عام 2010 تم تعطيل منشآت تخصيب اليورانيوم في ايران مؤقتاً بفيروس عرف باسم ستاكسنت الذي يعتقد على نطاق واسع انه تم تطويره بمعرفة الولايات المتحدة واسرائيل وان كانت لم تعلن أي دولة مسؤوليتها عنه.
ونقلت وسائل اعلام ايرانية عن مسؤول كبير قوله انه في اذار (مارس) هذا العام تعرضت مضخات في مفاعل اراك النووي في ايران لمحاولة تخريب فاشلة. وينظر الغرب الى هذا المفاعل على انه مصدر محتمل للبلوتونيوم قد يستخدم في صناعة قنابل نووية.

عواصم – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق