رئيسيسياسة عربية

مخطط امني يهدف الى تفجير الساحة اللبنانية

شكل الملف الامني هاجساً لدى المسؤولين والسياسيين بعد تفجير الرويس في الضاحية وبيان وزير الدفاع عن توقيف متهمين بالتفجيرات وبإطلاق الصواريخ على الضاحية، فأوقفت الاجهزة الامنية استناداً الى معلومات زودها بها الامن العام خلال اجتماع المجلس الاعلى للدفاع، عناصر تابعين لشبكات ارهابية كانوا يعدون عبوات للتفجير. كما اكتشفت سيارة مفخخة وسط كلام عن وجود غيرها. وساهم ملف خطف طيار تركي ومعاونه من امام المطار في فتح ملف امن وسلامة المطار.

في سياق استهداف الساحة اللبنانية حصلت عملية اللبونة في الجنوب، حيث اخترقت خلالها دورية اسرائيلية مؤلفة من 8 عناصر الخط الازرق وتوغلت 500 متر داخل الاراضي اللبنانية، فإنفجر لغم فيها اكتفت اسرائيل بالقول انه لغم مزروع منذ زمن بعيد، في حين اعلن الامين العام لحزب الله حسن نصرالله ان المقاومة، ونتيجة رصد للحدود فجرت عبوة في الدورية، وحذر اسرائيل من مغبة خرق الخط الازرق لان المقاومة لها بالمرصاد. وفي الوقت الذي بقيت تفاصيل عملية اللبونة طي الكتمان وسط روايات متناقضة وانزعاج غربي عبرت عنه واشنطن، معتبرة «ان هذه العمليات تساهم في انتشال حزب الله الغارق في تورطه في الرمال السورية»، حذر نصرالله اسرائيل بأنه «سيلقنها درساً اقسى من درس حرب تموز (يوليو)، اذا تمادت في خرقها». وبعد عملية اللبونة تمت عملية خطف ملتبسة في نطاق مطار رفيق الحريري الدولي لطيار تركي ومساعده، بعد دقائق من مغادرتهما المطار، من دون ان يتم الكشف عن هوية الخاطفين. ونفى اهالي مخطوفي اعزاز علمهم بالعملية، التي استنكرتها الاطراف السياسية ونددت بالذين قاموا بها لانها تضرب سمعة لبنان وتشوه صورته في الخارج، وتترك تأثيرها على لبنان في كل المجالات، وتضع المطار تحت الشبهة الارهابية بحيث بات يخشى من فرض عقوبات على لبنان واعتبار المطار غير آمن ومطالبة الدولة بالمزيد من التدابير لتوفير الامن.

لجنة الاشغال
عقدت لجنة الاشغال النيابية اجتماعاً في مبنى المطار غاب عنه وزير الاشغال العامة والنقل ونواب حزب الله تجنباً للاحراج، بعدما التزم الحزب الصمت. ونددت اوساطه بمن حمّل الحزب المسؤولية. واوقفت الاجهزة الامنية  اشخاصاً بتهمة الخطف، استناداً الى داتا الاتصالات، وسربت رواية تشير الى ان مجموعة اقدمت على خطف التركيين ونقلتهما الى احدى القرى الجنوبية، وقبل ان يتم اقتحام المكان من قبل عناصر الاجهزة، تم نقل المخطوفين الى مجموعة جديدة ومكان جديد، واقفل عناصر المجموعة الاولى هواتفهم. وتحاول الاجهزة اقتفاء اثر الخاطفين. وابلغ وزير الداخلية وفداً تركياً زاره ان المسؤولين جادون في الكشف عن مكان وجود التركيين لمداهمته وتسليمهما. وهدد اهالي مخطوفي اعزازالمصالح التركية في لبنان، وتوعدوا بخطف المزيد من الاتراك للضغط على الحكومة التركية للمساعدة على الافراج عن اللبنانيين، «لانها مسؤولة عن عملية الخطف فالخاطفون تابعون لسيطرتها». كما ندد الاهالي بتوقيف اشخاص متهمين بخطف التركيين بعدما اعلن سمير العموري المسؤول عن اللبنانيين انه ينتظر ان يسلمه لبنان الـ 127 سجينة من سوريا ليسلم اللبنانيين على دفعتين فيطلق اثنين فوراً وبعد ايام يطلق السبعة الباقين، رافضاً مزاعم الاهالي ان الخاطفين خاضعون لسيطرة الاتراك. وطالب لبنان الوفد التركي بأن يضمن الاتفاق مع الخاطفين. وتم الاتفاق على ان يزور الوزير شربل ومدير عام الامن العام اللواء عباس ابرهيم تركيا لانضاج الاتفاق الذي شككت اطراف سياسية بامكان التزام الخاطفين به.
انعكست عملية الخطف على حزب الله كون العملية  تمت بعد ايام على قرار الاتحاد الاوروبي إدراج الجناح العسكري للحزب على لائحة المنظمات الارهابية. وقالت اوساط نيابية «اذا نفى الحزب علاقته بالخطف فذلك يعني ان ساحته مخروقة، وهناك مجموعات مسلحة تعمل في المربع الامني وعليه فضحها والكشف عن هويتها، ومساعدة الدولة لإلقاء القبض على عناصرها، كون العملية تمت في مناطق نفوذه وفي المربع الامني للضاحية. ولم يصدرالحزب بياناً توضيحياً، في حين قالت اوساط في 8 اذار انه حتى لو لم يكن الحزب هو من نفذ العملية، الا انه استفاد منها لعودته محور الاتصالات، ويتجه اليه الاهتمام للمساعدة على اطلاق التركيين، بدليل ان السفير التركي زارالنائب محمد رعد لهذه الغاية. وتحدثت اوساط وزارية عن صفقة شاملة للافراج عن اللبنانيين واطلاق التركيين، وتخوفت اوساط سياسية من ان تكون عملية الخطف عقّدت مساعي الافراج.

ملف أمن المطار
ومع عودة الخطف على طريق المطار فتح من جديد ملف سلامة وامن المطار ومن يستخدمه والطريق المؤدية اليه فطالب نواب في 14 اذار الدولة بفتح مطارات عدة مدنية كمطار رينيه معوض ومطار القليعات، وحامات، لان من شأن الخطوة ان تسهم في تعزيز الحركة الاقتصادية في هذه المناطق وتزيل الخوف والهواجس لدى اللبنانيين الذين يستخدمون مطار رفيق الحريري بعدما تبين ان طريق المطار باتت غير آمنة. وسبق للرئيس نبيه  بري ان حذر من «ان من يقطع طريق المطار سنقطع يده، لان طريق المطار خط احمر». وتواجه المطالبة بإنشاء مطارات مدنية معارضة من قبل قوى 8 اذار التي تحرص على الابقاء على مطار رفيق الحريري الدولي وتجنب اقامة مطارات اخرى خوفاً من ان تشجع الخطوة على التقسيم او الفرز المناطقي وتعزز اللامركزية الموسعة التي قد تصل الى حدود الكونفدرالية بين المناطق.
لقد رفعت الحوادث الامنية من وتيرة المخاوف من وجود خطة مدبرة لتفجيرالاوضاع على نطاق واسع وبدء مرحلة من انعكاسات الازمة السورية على لبنان، عبر رسائل دموية رغم المظلة الدولية الواقية للاستقرار ما سارع الى دعوة الاطراف الى التزام سياسة النأي بالنفس لتحييد الساحة وانقاذ لبنان والى استعجال تشكيل الحكومة لمواجهة المخططات التي تستهدف لبنان بتشكيل حكومة مسؤولة ومنع اي فراغ.

ف. ا. ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق