افتتاحية

منظومة عاجزة… فالى متى الصبر؟

الاسبوع الماضي كان اسبوع فرنسا في لبنان. فقد جاء وزير خارجيتها جان ايف لودريان، ساعياً لايجاد حل لقضية تشكيل حكومة انقاذ تنتشل البلد من الغرق والشعب اللبناني من اليأس القاتل. جاء وهو يعلم ان لا علاج لاي امر في ظل هذه الطبقة السياسية المتحكمة بالبلد، ولذلك فهو لم يحمل معه مبادرة جديدة، بل رسالة تقريع شديدة اللهجة. ولكن هل لقي اذاناً صاغية؟ بالطبع لا. لان الطبقة السياسية الفاسدة هي دون المستوى المطلوب لتحمل مسؤولية بلد وشعب، وان الازمة اللبنانية وصلت على ايدي هذه المنظومة الى حد بات حلها يتطلب رجالاً ذوي ارادة صلبة، قادرين على مواجهة الصعاب واستنباط الحلول. والمخيف في الامر ان الوزير الفرنسي، بحث عن البديل لهذه الطبقة الفاسدة ولكن النتائج لم تكن على قدر الامال. فالرجال الرجال القادرون على انتشال لبنان قابعون في منازلهم، ويجب البحث عنهم اذا كنا حقاً نريد الخلاص والا عبثاً نحاول.
ويبدو ان هذه المنظومة يروق لها استمرار حكومة تصريف الاعمال. فمعظم اعضائها اذانهم صاغية لمطالب السياسيين والمحتكرين والمهربين والمتاجرين بلقمة عيش الناس، فالاطباء مثلاً قرروا وضع تسعيرة لا يستطيع اكثر من 5 بالمئة من الشعب اللبناني دفعها. فكأنهم يقولون للمواطن لا تستحق الطبابة فالاجدر بك ان ترحل. والصيادلة طالبوا برفع اسعار الدولاء الذي لم يعد متوفراً على كل حال وكان لهم ما ارادوا. فهؤلاء الذين جيء بهم الى الوزارات ليتولوا امر الناس، تحولوا الى ملبين لارادة السياسيين والمحميين الذين جاءوا بهم. اصحاب المولدات، طالبوا، وفي عملية ابتزاز ظاهر للمواطن، رفع التسعيرة. فكان الوزراء المعنيون حاضرين لتلبية النداء والاستجابة للطلب، فعمدوا الى رفع سعر الارقام المسجلة في العدادات. اصحاب الافران طلبوا رفع سعر الخبز، فلبي النداء فوراً، وكأنهم يريدون حرمان المواطن حتى من رغيف الخبز الباقية له ليظل على قيد الحياة. فاسعار اللحوم والدجاج والاسماك ومعظم المواد الغذائية اصبحت خارج قدرته على الحصول عليها. الاسعار فالتة بشكل منقطع النظير، وكل طرف يحدد التسعيرة التي تناسبه وهو يعلم مسبقاً ان الدولة ستوافق على كل ما يفرض على الشعب من ظلم، وان الرقابة والمحاسبة معدومتان.
شكراً ايها السادة لقد اثبتم وتثبتون يوماً بعد يوم انكم لستم على قدر المسؤولية لادارة شؤون بلد وشعب. ومع ذلك فانتم متمسكون بمواقعكم لا تتزحزحون عنها فالى متى؟
وهنا لا بد من سؤال السلطة عندما توافقون على كل هذه الزيادات. هل سألتم انفسكم من اين يأتي المواطنون بالمال لتغطية ما تفرضونه عليهم، مع العلم ان 60 بالمئة من الشعب عاطلون عن العمل وان 95 بالمئة تحولوا الى فقراء وربما تحت خط الفقر؟ بالطبع لا! لانكم لو كنتم حقاً على هذا المستوى من التفكير لما وصل البلد الى ما وصل اليه اليوم. فالى متى الصبر على طبقة سياسية عاجزة لا تعمل ولا ترحل.

«الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق