رئيسيسياسة عربية

ليبيا: التصديق على حكومة الوحدة أمل جديد وسط أطلال الصراع

في شوارع سرت المدمرة، عبر ليبيون يعيشون وسط أطلال معارك سابقة عن شعورهم بأمل جديد لبلدهم يوم الأربعاء بعد أن وافق البرلمان خلال اجتماع بالمدينة على أول حكومة وحدة ليبية منذ سنوات.
وتعطي الخطوة دفعة لخطة سلام تدعمها الأمم المتحدة لتوحيد الأطراف المتناحرة في ليبيا خلف حكومة انتقالية وإجراء انتخابات وطنية في نهاية العام.
وقال الفرقاء الليبيون في الشرق والغرب، والذي من المزمع أن تحل حكومة عبد الحميد الدبيبة الجديدة محلهم، إنهم مستعدون لتسليم سلطاتهم. وفي تلك الأثناء، أعلنت بعض الدول الأجنبية المنخرطة في الحرب ترحيبها بالموافقة على الحكومة.
وقال مصطفى الزوبيك (50 عاماً) وهو يقف بجوار أنقاض منزله المدمر «نحن مستبشرون خيراً توحدوا أقل شيء الليبيين مع بعضهم شرق غرب جنوب وسط أيضاً».
وفاق ما عاناه الزوبيك وجيرانه معاناة معظم الليبيين. فمدينتهم الساحلية تعرضت لضربات متكررة مع انتقال السيطرة عليها من طرف إلى آخر خلال عقد من العنف منذ الانتفاضة المناهضة لمعمر القذافي عام 2011.
وفي الشارع نفسه الذي تركت فيه طلقات الرصاص خلال القتال عام 2016 آثارها على الأطلال الموحشة للجدران والمنازل وغاب السعف فيه عن أشجار النخيل، قال نوري أبو زيد (60 عاماً) إن الناس عانوا من الفقر ونقص الخدمات.
لكنه أيضاً أبدى تفاؤلاً فيما كانت ابنته الصغيرة لمار تلعب بوردة صفراء وهي جالسة على كومة من الرمال والكتل الاسمنتية في الجوار.
وقال «طبعاً نحن متفائلين بصراحة… لأن رأينا ولادة حكومة جديدة هي حكومة الوحدة الوطنية التي لمت شمل الليبيين».
وتكررت هذه الرسالة على الخط الأمامي القريب في العاصمة طرابلس وفي مدينة مصراتة الساحلية لكن صاحبتها تعبيرات كثيرة عن الحذر.
وقال وليد سليمان (38 عاماً) في مصراتة «أنا لدي الثقة في هذه الحكومة وإن شاء الله تسير بينا إلى بر الأمان».
وقال رجل آخر في مصراتة يُدعى علي عكاشة «نأمل من الله أن تكون هذه الحكومة بادرة خير في لم شمل الليبيين وسير خطوة أولى في بناء الدولة».
وفي طرابلس، قالت آمال محمد معلمة اللغة العربية (35 عاماً) إنها تدرك أن حل أزمة ليبيا المستمرة منذ عشر سنوات لن يكون سهلاً.
وأضافت آمال وهي أم لولدين «أتمنى أن ينتهي الانقسام (السياسي) وتكون لدينا حكومة واحدة قادرة على تقديم الخدمات. إنه عار أن نكون بلداً مصدراً للنفط ونعيش في كرب عظيم».

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق