سياسة لبنانية

محضر «اللقاء السحوري» بين جعجع والحريري

لبّى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يرافقه رئيس جهاز التواصل والإعلام في القوات ملحم الرياشي دعوة الرئيس سعد الحريري الى سحور في بيت الوسط بحضور مستشار الرئيس الحريري غطاس خوري. وجرى البحث في الفراغ الرئاسي «والتأكيد على أن الطرفين مستعدان للنزول الى المجلس وانتخاب رئيس، كما التأكيد على قانون الانتخاب المقدّم من قبل الطرفين مع الحزب التقدمي الاشتراكي، والتشاور مع القوى الأخرى بغية الاتفاق على قانون جديد، والاتفاق على إعادة تفعيل التنسيق في القضايا كافة بما فيها الانتخابات الطالبية والنقابية» حسب بيان صادر عن المجتمعين.
وعلم أن البحث في هذا اللقاء تركزعلى الملفات الاتية:
– قانون الانتخاب: توقف الطرفان أمام ما يطرح من مشاريع تتعلق بقانون الانتخاب الجديد، وأكدا تمسكهما بالتعاون مع الحزب الاشتراكي على القانون المختلط الذي يجمع بين النظامين الأكثري والنسبي مع انفتاح على تعديلات تحفظ مبدأ حسن التمثيل وعدالته. واعتبرا أن هناك إمكانا للتوصل الى مقاربة مع المشروع المختلط المقدم من الرئيس بري. ولم يستبعدا إمكان التفاهم على خلطة مشتركة تجمع بين هذين المشروعين، واتفقا على أن يتواصل الحريري مع بري في مقابل تواصل جعجع مع عون.
– رئاسة الجمهورية: تبادل الطرفان الأفكار حول كيفية إنهاء الشغور ووضعا أسس مقاربة جديدة تنطلق من أولوية انتخاب رئيس للجمهورية. وفي هذا السياق، جدد جعجع قوله إن انتخاب عون يمكن أن ينهي الفراغ، لكن الحريري سأل عن الضمانات بالنسبة الى الحكومة وتوزيع الحقائب وقانون الانتخاب. وكان رد جعجع: «أنا لا أضمن شيئاً، خلينا نجرب معاً لنرى إذا كان هناك إمكان لتوفير ضمانات معينة». فرد الحريري بأن زعيم تيار «المردة» سليمان فرنجية «كان قال في العلن إنه يلتزم اتفاق الطائف ولا يوافق على قانون انتخاب جديد يراد منه إلغاء طرف لمصلحة طرف آخر».
وعاد جعجع الى القول إن «عون أقوى مسيحياً ويتمتع بحيثية في الشارع، وهذا ما لا يتمتع به فرنجية، ونحن في «القوات» بعد 30 سنة من الحرب والاختلاف مع عون توصلنا إلى تحقيق مصالحة وأنا حريص عليها». ولم ينكر الحريري موقع عون في الشارع المسيحي، لكنه رأى أن الاشتباك السياسي معه «سيكون أصعب بكثير من اشتباكنا مع فرنجية». وأيده جعجع في قوله هذا.
ويؤكد مطلعون على أجواء اللقاء أن تمسك الحريري بترشيح فرنجية وإصرار جعجع على دعم الجنرال، لن يدفع الرجلين الى قطع حبل السرة القائم بينهما، وانما اتفقا على عدم تحويل الاختلاف، مع الاعتراف بوجوده، الى خلاف. ولهذا بمقدورهما إيجاد قواسم مشتركة من شأنها تمتين العلاقة وتقوية أواصرها، ومنها مثلاً التعاطي مع الرئاسة الأولى على أنها أولوية تسبق غيرها من الأولويات، ما يعني رفض منطق السلّة التي يطرحها الرئيس نبيه بري، خصوصاً أن كل المؤشرات توحي بأن الفريقين لا يملكان حتى اللحظة إجابات شافية على البنود التي يطرحها رئيس المجلس، في المقابل، يشكوان من «فرملة إيرانية» للرئاسة اللبنانية تبقي العصي في دواليب الاستحقاق.
– الإرهاب الذي ضرب القاع: تم الاتفاق على رفض أي شكل من أشكال الأمن الذاتي، ورأى جعجع أن توجه النائب في «القوات» أنطوان زهرا إلى البلدة لم يكن للترويج لهذا النوع من الأمن بل ذهب في ذروة الغضب التي عبّر عنها الأهالي، وهو حاول أن يستوعبهم لتنفيس هذه الحال التي عمت البلدة ولقطع الطريق على من يحاول استغلالها من خارج القاع ليقدم نفسه يوفر الحماية للأهالي ويستعد لتزويدهم بالسلاح.
وتطرقا إلى ردود الفعل الغاضبة جراء العمليات الانتحارية التي كانت وراء استشهاد خمسة من القاع، وتوافقا على التمييز بين السوري النازح والإرهابي وعدم جواز التعامل معهما على أنهما واحد. ووعد جعجع بأن يلعب دوراً ليس في تهدئة النفوس فحسب، وإنما في قطع الطريق على محاولات التحريض على النازحين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق