دولياتعالم

واشنطن تشدد اجراءات الامن ترقبا لنشر تقرير حول وسائل التعذيب لدى «السي آي آيه» بعد اعتداءات 11 ايلول

ينشر اليوم الثلاثاء مجلس الشيوخ الأميركي تقريراً حول وسائل التعذيب التي استخدمتها وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي آيه) بعد اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001. وكانت الوكالة استخدمت سراً برنامجاً لاستجواب أكثر من 100 معتقل يشتبه بانتمائهم للقاعدة بين 2001 و2009.

وقال البيت الابيض إن الولايات المتحدة شددت الاجراءات الامنية في سفاراتها ومنشآتها حول العالم قبيل نشر تقرير من المتوقع ان يكشف عن تفاصيل اساليب التحقيق التي تتبعها وكالة المخابرات المركزية بحق المعتقلين.
وقال ناطق باسم البيت الابيض في واشنطن إن السفارات الاميركية وغيرها من المصالح اتخذت اجراءات احترازية بعد ورود «بعض المؤشرات» الى احتمال تعرضها «لمخاطر».
ومن المقرر ان تنشر اليوم الثلاثاء خلاصة تقع في 480 صفحة للتقرير الذي اعده مجلس الشيوخ حول التعذيب والذي سيتطرق بالتفصيل للحملة التي خاضتها وكالة المخابرات المركزية ضد تنظيم القاعدة في اعقاب هجمات ايلول ( سبتمبر) 2001.
واضافة الى خوضه في تفاصيل الاساليب والممارسات المثيرة للجدل التي استخدمتها الوكالة لاستخلاص المعلومات من المشتبه بهم، من المتوقع ان يخلص التقرير الى ان هذه الاساليب المتسمة بالعنف لم تأت بالنتائج المرجوة منها.
وكان موعد نشر التقرير قد تأجل بعد ان نشبت خلافات في واشنطن حول الاجزاء التي ينبغي اتاحتها للعامة.
وسيبقى التقرير الاصلي الذي يقع في 6 آلاف صفحة سرياً وطي الكتمان، ولكن الاعضاء الديمقراطيين في اللجنة التي صاغته قرروا نشر الخلاصة ذات الـ 480 صفحة.
وكان الرئيس باراك اوباما قد اوقف برنامج التحقيقات في الوكالة عند توليه الحكم عام 2009، واعترف بأن بعض الاساليب التي استخدمتها المخابرات المركزية في التحقيق مع معتقلي تنظيم القاعدة كانت ترقى الى تعذيب.
وكانت الحملة التي شنتها المخابرات المركزية ضد تنظيم القاعدة ابان ولاية الرئيس جورج بوش الابن قد شهدت احتجاز اكثر من 100 «ارهابي مشتبه به» في «مواقع سوداء» خارج الولايات المتحدة.
وعبر الرئيس اوباما عن اعتقاده بأن مسؤولي الوكالة استخدموا هذه الاساليب الشديدة نتيجة «الضغوط الكبيرة» التي كانوا يتعرضون لها لمنع تكرار هجمات ايلول (سبتمبر).
وكان تحقيق سابق في برنامج التحقيقات اجرته وزارة العدل قد انتهى عام 2012 دون توجيه اي تهم، مما اثار غضب الجماعات المدافعة عن الحقوق المدنية.
وقال جوش ارنست، الناطق باسم البيت الابيض، يوم الاثنين إن ادارة الرئيس اوباما ترحب بنشر خلاصة التقرير، ولكنه اضاف ان ثمة مؤشرات الى ان النشر قد يزيد المخاطر التي تتعرض لها المصالح الاميركية حول العالم.
وقال الناطق «اتخذت الادارة الخطوات الكفيلة بوضع الاجراءات الامنية الضرورية قيد التنفيذ».
وقال ستيف وارن المتحدث باسم البنتاغون أن مراكز القيادة الإقليمية تبلغت بنشر التقرير «الوشيك» وتلقت أمراً «باتخاذ تدابير الحماية المناسبة».
وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري قد طلب في وقت سابق من رئيسة لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ دايان فاينشتاين ان «تفكر» في امكانية تغيير موعد نشر التقرير.
ولكن ارنست قال للصحفيين إنه «سيكون من الصعب تصور» موعد مناسب للنشر.
ورغم ما يقال عن ان عناصر وكالة المخابرات المركزية تجاوزوا الحدود القانونية في ما يخص اساليب التحقيق التي كانت قد فرضتها ادارة بوش، ترأس الرئيس السابق في مقابلات تلفزيونية الحملة المعارضة لنشر التقرير والدفاع عن الوكالة.
وقال بوش لشبكة سي ان ان يوم الاحد «نحن محظوظون بأن لدينا نسوة ورجال يعملون نيابة عنا في وكالة المخابرات المركزية. هؤلاء وطنيون ومهما يقول هذا التقرير في التقليل من اهمية خدمتهم لهذا البلد فإن التقرير يجانب الحقيقة».
وانضم الى الحملة التي يقودها بوش آخرون للتقليل من اهمية التقرير وما جاء به، بما في ذلك قوله إن الوكالة خدعت مسؤولي ادارة بوش في ما يخص برنامج التحقيق.
وقال مايكل هايدن المدير السابق للوكالة لصحيفة نيويورك تايمز قبل نشر التقرير «لسنا هنا لندافع عن التعذيب بل لندافع عن التاريخ».
والتقرير ثمرة بحوث استغرقت سنوات عدة اجرتها لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ التي يسيطر عليها الديمقراطيون حالياً. ومن المتوقع ان ينشر الاعضاء الجمهوريون تقريرهم الخاص لاحقاً.
ويذكر ان العديد من الجمهوريين يعارضون نزع السرية عن التقرير وإعادة فتح الجدل حول عمل السي آي آيه والتعذيب بصورة عامة.

وكالات
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق