تحقيقات

«الأميركية» اعتمدت الاقتراع الالكتروني في انتخاباتها الطلابية

أجرت الجامعة الأميركية في بيروت امس انتخاباتها الطلابية. وهذه السنة اعتُمدت طريقة الاقتراع الالكتروني ليصوّت الطلاب للمرشح الذي يختارونه. وقد اعتُمد الاقتراع الالكتروني في كليات الجامعة الست، بعد تجربته في الكليات الأصغر فقط في العام الفائت.

وقال عميد الطلاب الدكتور طلال نظام الدين أن نظام الاقتراع الالكتروني أثبت جدواه بامتياز رغم بعض الشوائب التقنية البسيطة، وكان سهل الاستعمال. وقد سرّع عملية الانتخاب برمّتها، من التصويت إلى فرز الأصوات واحتساب النتائج.
تنافس أكثر من مئتي طالب وطالبة هذه السنة على 81 مقعداً لأعضاء مجالس ممثّلي الطلاب. ودارت المواجهة بين تحالفين عريضين من الطلاب هما «طلاب يعملون» بلونيها الأحمر والأبيض ولائحة «خدمة الطلاب» بلونها الأصفر أو البرتقالي الفاقع. كذلك اشترك في المنافسة عدد من المجموعات المستقلة المناهضة للسياسة  أمثال لائحة «خيار الحرم الجامعي» بلونها الأبيض، وللعام الثاني على التوالي شارك «نادي الريادة» بلونه الرمادي. وظهرت هذه السنة مجموعة طالبت بمقاطعة الانتخابات.
وقال العميد نظام الدين أن عدد المقاعد في اللجان الطلابية التمثيلية خُفض بنسبة 30 بالمئة لتحسين التمثيل وتنافسيته وعدالته. وفاز 12 من الطلاب بمقاعدهم بالتزكية. وأُعلنت النتائج بُعيد السابعة مساءً، أي أبكر بثلاث ساعات تقريباً من انتخابات الأعوام الماضية.
وشارك حوالي ثمانية آلاف طالب وطالبة في الانتخابات التي جرت بين العاشرة صباحاً والخامسة مساءً في جو تنافسي وهادىء.
وقال العميد طلال نظام الدين مخاطباً الطلاب حول مبنى وست هول: «أنا فخورٌ بكم، لهذا الاقبال الكثيف، ولهذه الانتخابات السلمية. لقد أظهرتم للعالم كله تميّز طلاب الجامعة الأميركية في بيروت».
وقال أن سبعين بالمئة ممن يحق لهم الانتخاب انتخبوا وهذه أعلى نسبة سُجلت في تاريخ الجامعة الحديث. والنسبة عادة ما كانت تتجاوز ستين أو خمسة وستين بالمئة.
وللعام الثالث على التوالي قام الطلاب في الانتخابات باختيار ممثليهم في اللجان الطلابية التمثيلية وفي اللجنة التمثيلية المشتركة للطلاب والأساتذة وذلك بهدف إشراك عدد أكبر من الطلاب في انتخاب ممثليهم في اللجنة التمثيلية للطلاب والأساتذة.
وقبل بدء العمل بهذا التغيير لم يكن يحق الا للطلاب المنتخبين في اللجان الطلابية التمثيلية أن ينتخبوا 18 ممثلاً للطلاب في اللجنة التمثيلية المشتركة للطلاب والاساتذة والتي تضم 24 عضواً، وذلك بعد أسبوع من الانتخابات الطلابية. وسيتمكّن الطلاب الذين انتخبوا اليوم الى المجالس التمثيلية الطلابية من التصويت لانتخاب أعضاء حكومات هذه المجالس. أما الأعضاء الأربعة والعشرين في اللجنة التمثيلية المشتركة للطلاب والاساتذة فستقترع لانتخاب نائب رئيس وسكرتير وأمين صندوق في ما بعد.
وأبرز الطلاب المرشحون من كل الانتماءات لوائح طويلة من المطالب المؤثرة بالحياة الطلابية وقالوا أن تحقيقها هو الهدف لترشحهم، وهذه المطالب تشمل الشفافية في منح المساعدات الدراسية وتحسين مساكن الطلاب واستراحاتهم واضافة المزيد من أجهزة الكمبيوتر وآلات بيع الأطعمة والمرطبات وتحسين السلامة الطلابية وزيادة ساعات العمل في المكتبة. ووزع المرشحون مطبوعات دعائية لاقناع الطلاب بانتخابهم.
ووصف العميد نظام الدين الانتخابات بأنها كانت تنافسية ولكن هادئة ومثالية في ديمقراطيتها، كما أنها درس لكل المشاركين فيها.
وقال المطالبون بمقاطعة الانتخابات أنهم لا يعتقدون أن الفائزين سيعملون حقاً لمصلحة الطلاب كما قالوا أن الطلاب في اللجنة التمثيلية المشتركة للطلاب والاساتذة لا يملكون القوة الكافية وأن التمثيل النسبي يجب أن يُعتمد عوض التمثيل الأكثري.
وكما في السنوات السابقة، تميّزت انتخابات هذا العام بوجود مراقبين من الجمعية اللبنانية لمراقبة الانتخابات. وقد حضر حوالي 15 مراقباً من الجمعية، وأشاد منسّق الجمعية لمراقبة الانتخابات السيد سمير عبد الله بالانتخابات وقال إنها كانت «جيدة التنظيم وهادئة كالعادة». وقال إن الجو السائد في الجامعة كان «هادئاً جداً».
وكما في كل انتخابات لم يُسمح خلال الانتخابات لأحد غير الطلاب والموظفين بدخول الجامعة، بالاضافة إلى مراسلي وسائل الاعلام المختلفة. وقام مكتب شؤون الطلاب باشراف العميد نظام الدين بتطبيق قوانين الانتخابات بحزم ولم يُسمح بظهور أية أعلام أو مطبوعات أو صور سياسية.
وعُرضت النتائج فور احتسابها على شاشة عملاقة رُكّزت أمام مبنى وست هول.
هذا وقد جرت الانتخابات الطلابية الأولى في العام 1949. وتتابع اجراء الانتخابات الطلابية حتى توقفت في العام 1982 في ذروة الحرب اللبنانية (1975-1990) واستؤنف إجراؤها في العام 1994.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق