وزارة الدفاع الروسية: أول مجموعة من الطائرات الحربية الروسية تغادر سوريا وترحيب دولي بالقرار

قالت وزارة الدفاع الروسية يوم الثلاثاء إن أول مجموعة من الطائرات الحربية الروسية غادرت قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا وبدأت رحلة العودة إلى الوطن.
وشملت المجموعة الأولى قاذفات مقاتلة من طراز سوخوي-34.
وقالت الوزارة إن كل مجموعة طائرات ستقودها إلى الديار إما طائرة ركاب طراز توبوليف-154 أو طائرة نقل اليوشن-76 تحمل مهندسين وفنيين وشحنات.
وعرض التلفزيون الرسمي الروسي اليوم الثلاثاء صورا لأفراد في قاعدة جوية روسية في سوريا وهم يحملون معدات على متن طائرة نقل لإعادتها إلى روسيا وذلك بعد يوم من إصدار الرئيس فلاديمير بوتين أمراً ببدء انسحاب معظم القوة العسكرية الروسية من سوريا.
وأظهرت الصور التي بثتها قناة روسيا 24 التلفزيونية قوات تحمل المعدات على متن طائرة إليوشن آي.ال-76 للنقل الثقيل في قاعدة حميميم الجوية الروسية بمحافظة اللاذقية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء في بيان منفصل أنها بدأت بسحب معداتها العسكرية من سوريا، وإن «تقنيين بدأوا بتحضير الطائرات لرحلات طويلة المدى إلى قواعد في روسيا»، مضيفة أن القوات العسكرية تقوم بتحميل معدات وتجهيزات على متن هذه الطائرات.
ترحيب دولي بالقرار
ورحبت عدة أطراف دولية بهذا القرار واعتبرته أمراً إيجابياً للهدنة، بدءاً بمجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة اذ رحبا بقرار روسيا سحب قواتها جزئياً من سوريا ابتداء من اليوم، واعتبرتها إيران خطوة إيجابية، في حين قالت المعارضة السورية إنها تريد أفعالاً لا أقوالاً.
من جانبه اعتبر مجلس الأمن الدولي الإعلان الروسي عن انسحاب عسكري من سوريا أمراً إيجابياً، بحسب ما قال الرئيس الحالي للمجلس السفير الأنغولي إسماعيل غاسبار مارتينز. وقال مارتينز «أخذنا علماً بقرار روسيا بدء سحب جزء من قواتها هذا شيء جيد»، مضيفاً «نعتقد جميعاً أن هذا أمر إيجابي».
وأوضح في ختام مشاورات مغلقة حول سوريا في المجلس أن هذه المبادرة «أصبحت ممكنة بسبب التعاون الجيد بين الولايات المتحدة وروسيا».
وقال الرئيس الحالي لمجلس الأمن إن قرار روسيا بدء سحب قواتها من سوريا خطوة إيجابية من شأنها تعزيز التقارب بين روسيا والدول الغربية بشأن الأزمة السورية.
وقال إن وجود هذه القوات كان من ضمن نقاط الخلاف بين روسيا والدول الغربية بشأن الأزمة في سوريا.
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما رحب بقرار روسيا سحب قواتها جزئياً من سوريا في اتصال هاتفي بنظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وناقش الرئيسان خلال المكالمة المذكورة إعلان موسكو «الانسحاب الجزئي» للقوات الروسية من سوريا، بحسب ما أعلن البيت الأبيض والكرملين في بيانين منفصلين.
وقال الكرملين في بيانه إن بوتين أبلغ أوباما أن القوات الروسية ستبدأ الانسحاب من سوريا بعدما «استكملت المهام الأساسية في مكافحة الإرهاب».
وأضاف البيان أن الرئيسين دعوا «إلى تكثيف الجهود من أجل تسوية سياسية للصراع السوري، وعبرا عن دعمهما المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة وبدأت في جنيف بين الحكومة السورية والمعارضة».
ظريف
وفي تعليقه على الموضوع، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنه ينبغي النظر إلى خطوة روسيا بدء الانسحاب من سوريا كإشارة إيجابية لوقف إطلاق النار.
وأكد من كانبيرا بعد لقائه نظيرته الأسترالية جولي بيشوب، على موقف إيران من ضرورة وقف إطلاق النار والتوصل إلى حل سياسي في سوريا.
وقال إن «حقيقة صمود شبه هدنة في سوريا موضع ترحيب. هذا شيء كنا نطالب به منذ ما لا يقل عن عامين ونصف العام أو ثلاثة أعوام».
وأضاف ظريف «حقيقة أن روسيا أعلنت بدء سحب جزء من قواتها تشير إلى أنهم لا يرون حاجة وشيكة للجوء إلى القوة في الحفاظ على وقف إطلاق النار». وتابع «هذا في حد ذاته يجب أن يكون إشارة إيجابية. الآن علينا أن ننتظر ونرى».
أفعال لا أقوال
أما المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط فقال إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين البدء بسحب المجموعات القتالية الروسية من سوريا إذا كان سيؤدي إلى إزالة كل القوات الروسية من سوريا فهو خطوة إيجابية.
وأكد المسلط «بالنسبة الى ما سمعناه اليوم على بعض الوكالات حول ما قرره السيد بوتين فإن ما يهمنا هو الأفعال أكثر من الأقوال»، وأضاف «أنا أعتقد أن الخطوة الإيجابية التالية التي يجب أن يقوم بها السيد بوتين هي القول إنه يقف إلى جانب الشعب السوري وليس إلى جانب دكتاتور سوريا».
شتاينماير
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن الرئيس السوري بشار الأسد سيكون تحت ضغط للتفاوض على انتقال سلمي لإنهاء الحرب بسوريا إذا سحبت روسيا معظم قواتها من البلاد.
وأضاف شتاينماير في بيان له «إذا تحقق إعلان سحب القوات الروسية فسيزيد ذلك الضغط على نظام الأسد للتفاوض بجدية في نهاية المطاف على انتقال سياسي سلمي في جنيف»، في إشارة إلى محادثات السلام الجارية في المدينة السويسرية.
وكالات