أبرز الأخبار

جلسة 30 نيسان تضع نهاية لترشح «صقور» الموارنة وتفتح الباب للرئيس التوافقي

يقول وزير سابق ان ورقة النصاب هي التي تتحكم في الاستحقاق الرئاسي اذا لم يتم التفاهم والاتفاق السياسسي المسبق على اسم مرشح مقبول من الجميع لا يشكل تحدياً لاحد، قبل توجه النواب الى الجلسة.

تقول اوساط رئيس مجلس النواب ان مصير اية جلسة معروف مسبقاً اذا لم يسبقها اتفاق سياسي. فمصير اي دورة سيكون كمصير الدورة الاولى، وبالتالي فان مصير جلسة الاربعاء في 30 نيسان (ابريل) معروف مسبقاً. ويقول ديبلوماسي مطلع ان مصير الاستحقاق الى فراغ طالما القادة الموارنة هم المرشحون دون سواهم. ويدعو الى اتفاق سياسي. فطالما ان رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع هو مرشح عن 14 اذار، فان العماد ميشال عون هو المرشح المستتر لـ 8 اذار، وقد يعلن ترشحه على ضوء موقف الرئيس سعد الحريري منه بعد ان استمهل حلفاءه حتى الاسبوع الاول من ايار (مايو) لحسم موقفه وفق اوساط القوات. ويقول نائب عوني «اننا لن نؤمن نصاب اية جلسة لانتخاب الرئيس اذا لم يكن عون هو الرئيس بعد ان يؤيده المستقبل. فنحن غير ملزمين بتأمين النصاب خشية «تمرير صفقة» بايصال جعجع او من يتم الاتفاق عليه بين الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري والنائب وليد جنبلاط من دون الوقوف على رأي عون  في الاختيار، بعد التأكد من ان المستقبل لن يؤيده في الانتخابات.

فشل اللبننة
ويوضح ممثل العونيين في لجنة التواصل التي شكلتها بكركي ان تيار المستقبل وتحديدا الرئيس سعد الحريري غير جاهزين لتحديد الموقف من الاستحقاق الرئاسي وبالتالي فالحريري متمسك بترشيح جعجع رغم اقتناعه بصعوبة وصوله. وعدم جهوزية الحريري وفق اوساط عونية  تعود الى عدم جهوزية السعودية حتى الان. فانجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان يخضع لاتفاق سعودي- ايراني وبالتالي فان «لبننة» الاستحقاق فشلت مع عجز القادة الموارنة عن الاتفاق على توحيد الموقف وراء مرشح، رغم الجهود التي بذلتها بكركي للوصول الى مثل هذا  الاتفاق، وقد اعرب البطريرك الماروني بشاره بطرس الراعي عن استيائه من اداء بعض القادة الموارنة وعدم التزامهم بما تم الاتفاق عليه في الاجتماع الاخير في بكركي في 28 اذار (مارس) وتطيير نصاب الدورة الثانية في جلسة 23 نيسان (ابريل)، واستمرار قطع الطريق على اي مرشح مقبول من الجميع كما اوضح البطريرك بعد زيارته عين التينه وهو في طريقه الى روما.
ويؤكد نائب في 14 اذار ان هذه القوى لا تزال تتبنى ترشيح جعجع طالما ان خطة 8 اذار هي في  تعطيل النصاب كما فعلت في الاستحقاق عام 2007 للوصول الى الفراغ، بغية الدفع باتجاه «اتفاق دوحة جديد» ولكن وفق معطيات ومعادلة جديدتين تفرضهما بادخال تعديلات على المعادلة السياسية وعلى النظام، انطلاقاً من فائض القوة، عبر مؤتمر تأسيسي سبق للامين العام لحزب الله حسن نصرالله ان دعا اليه، بعد ان طالب الراعي فور انتخابه بتجديد الميثاق الاجتماعي بين اللبنانيين. وينقل ديبلوماسي غربي معلومات مفادها ان باريس وواشنطن تخشيان الفراغ وتداعياته على الوضع، وتتخوفان من تأثيره على مجريات الامور في المنطقة واندلاع ازمة جديدة في لبنان قد تعقد مساعي الحلول للازمات القائمة وتضيف ازمة معقدة الى ازمات المنطقة قد تكون اشد خطورة على السلم والامن في المنطقة وقد تؤدي الى اندلاع الفتنة السنية – الشيعية.
وتحدثت اوساط ديبلوماسية غربية عن اتصالات مكثفة بين عدد من العواصم المعنية بالازمة اللبنانية وبمنطقة الشرق الاوسط، وعن مشاورات خلال عطلة الاسبوع بين واشنطن وباريس، اسفرت وفق هذه الاوساط عن تكليف باريس برعاية الاستحقاق والسعي لانجازه ضمن المهلة الدستورية. ويكشف سفير سابق مطلع عن حراك ديبلوماسي غربي باتجاه السعودية وايران على غرار ما حصل عند تشكيل حكومة تمام سلام، وقد ينتج هذا الحراك اتفاقاً على مرشح  توافقي بعد ان تكون مهلة ترشح القادة قد انتهت الى اقتناعهم باستحالة وصول احد منهم، ووجوب الاتفاق على مرشح مقبول. على ان يكون لهؤلاء القادة رأي في الاختيار بعد جلسة 30 نيسان (ابريل) التي يعتبرها احد المراقبين تكملة للجلسة الاولى في 23 وجلسة انتهاء ترشح «صقور» الموارنة.

رئيس توافقي
وكثر الحديث في الاونة الاخيرة عن رئيس توافقي، مقبول من الفرقاء، وسطي على مسافة من الجميع. وقدم العماد عون نفسه مرشحاً توافقياً بعد ان طالب بمرشح قوي، عارضاً نفسه القوي لتولي منصب الرئاسة وفق ما يقول نائب قواتي. وتعتبر اوساط ديبلوماسية ان نتائج الانتخابات التشريعية في العراق في 30 نيسان (ابريل) قد ترسم خريطة التحالفات في المنطقة وتفتح الباب امام اتصالات بين قوى اقليمية للتشاور، وقد يكون لبنان من الملفات التي قد يتم الاتفاق حولها انطلاقاً من انجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده. ويعتبر ديبلوماسي مطلع ان زيارة السفير الاميركي ديفيد هيل  الى السعودية كما تردد، هي الاشارة باتجاه انجاز الاستحقاق، بعدما تبين ان هيل مكلف من ادارته  السعي لذلك، فلا باريس ولا واشنطن او الرياض تقود اي حملة من اجل مرشح معين او تزكي اياً من المرشحين. فالاستحقاق لبناني والخارج حريص على ان يتم الاختيار لبنانياً في اطار اتفاق سياسي يحظى بتزكية خارجية، على ان يكون الاختيار لصالح البلد ويحترم مبادىء ومعايير، منها اعتماد سياسة النأي بالنفس عن الحرب السورية واعلان بعبدا لتحييد لبنان والمحافظة على الاستقرار الامني والتزام تنفيذ القرارين 1701 و1559، على ان يكون المرشح شخصية وفاقية على مسافة من الافرقاء السياسيين ملتزم القانون ودولة المؤسسات. فالخارج لا يختار بل يزكي من يتفق عليه اللبنانيون كما يقول وزير في الحكومة، وقد ابلغت عواصم غربية اكثر من مسؤول لبناني ان الاستحقاق لبناني وعلى اللبنانيين ان يختاروا من يرون فيه المؤهلات لادارة البلاد.
وفي رأي مصدر ديبلوماسي انه يجب اسشفاف دور ومهمة الرئيس الجديد من خلال الحراك الخارجي حيال الاستحقاقات واولها الانتخابات العراقية التي قد تحدد مسار الامور في المنطقة والعلاقات السعودية – الايرانية. وقداتخذ العاهل السعودي جملة خطوات اعتبرت اساسية لثبيت دعائم الحكم ورسمت معالم المرحلة والموقف السعودي من التطورات، وقد تتبلور الصورة في الاسابيع المقبلة تماشياً مع المستجدات. وقد يعكس الموقف السعودي من الاستحقاق الرئاسي هذه الصورة وفق ما يقول مصدر ديبلوماسي، اعتبر مواقف السفير السعودي من الاستحقاق اضاءة واضحة لموقف بلاده. ويربط مصدر ديبلوماسي بين ما يجري داخل السعودية والتغيير في  ايران بعدما تردد ان طهران عازمة على استبدال سفيرها في لبنان في هذا الوقت، مما يعكس اشارات ايجابية اعتبرتها اوساط سياسية ذات مدلول سياسي مع تسريبات عن امكان حصول زيارة لمسؤول ايراني الى المملكة في وقت قريب بعد الانتخابات العراقية.
وعلى رغم التكتم الشديد لدى الرئيس بري والنائب جنبلاط حول الاستحقاق، تكشف اوساط كليمنصو عن حراك يعتزم جنبلاط القيام به بعد الجلسة الثانية، لاخراج الاستحقاق من حال المراوحة والتجاذب بين القيادات المسيحية، بعد ان ابدى كل من الرئيس ميشال سليمان والبطريرك الراعي مخاوفهما من الفراغ. وكان الاستحقاق الرئاسي محور،اتصال هاتفي مطول بين الراعي والرئيس الحريري،،كما كان هدف زيارة البطريرك الى عين التينه، وتوقع زيارة بري لبكركي بعد عودة الراعي من روما الذي يغتنم وجوده فيها وفي باريس لاجراء الاتصالات من اجل انجاز الاستحقاق في موعده الدستوري منعا للفراغ.

فيليب ابي عقل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق