رئيسيسياسة عربية

تركيا وأميركا تتفقان على خريطة طريق لمنبج السورية

اتفقت الولايات المتحدة وتركيا يوم الاثنين على خريطة طريق لمدينة منبج بشمال سوريا وأكدتا التزامهما المشترك بتنفيذها وذلك عقب اجتماع بين وزيري خارجية البلدين في واشنطن حسبما ذكر بيان مشترك.
وتأتي هذه الخطوة التي تسعى إليها تركيا منذ فترة طويلة في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين توتراً بسبب السياسة الأوسع المتعلقة بسوريا وبسبب القرار الذي اتخذته واشنطن في كانون الأول (ديسمبر) بنقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس.
وتشعر تركيا باستياء من دعم الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا والتي تعتبرها منظمة إرهابية وهددت بنقل هجومها في منطقة عفرين بشمال سوريا شرقاً إلى منبج مما يهدد بحدوث مواجهة مع القوات الأميركية المتمركزة هناك.
وتعتبر واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية حليفاً رئيسياً في قتال تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال البلدان في بيان مشترك إن وزيري الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو والأمريكي مايك بومبيو ناقشا أيضاً مستقبل التعاون بين بلديهما في سوريا والخطوات التي يتعين اتخاذها لضمان الاستقرار والأمن في منبج. وقال البيان «اتفقا على خريطة طريق لهذا الغرض».
وتخشى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) منذ فترة طويلة من أن تصبح منبج نقطة اشتعال في سوريا مع اشتباك القوات التي تدعمها الولايات المتحدة والتي طهرت المدينة من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية مع القوات التركية. وسيضع هذا واشنطن في موقف لا تحسد عليه إما بقتال دولة عضو مثلها في حلف شمال الأطلسي أو التخلي عن قوات تعمل بالوكالة عنها في سوريا.
ولم يفصح البيان بشكل دقيق عن كيفية حل تركيا والولايات المتحدة مسألة منبج أو تفاصيل الخطوات التالية في ما يسمى بخريطة الطريق.
وقال تشاووش أوغلو في مؤتمر صحفي بواشنطن إن «الهدف من خريطة الطريق تلك هو تطهير منبج من كل التنظيمات الإرهابية وإحلال الأمن والاستقرار بشكل دائم».
«في الخطوة الأولى يتم تحديد معايير الخطط المشتركة لاستبعاد وحدات حماية الشعب-حزب الاتحاد الديمقراطي من منبج – بوسعكم أيضاً أن تطلقوا عليها اسم حزب العمال الكردستاني-».
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب ذراعاً لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه الولايات المتحدة وتركيا جماعة إرهابية.

بيع طائرات إف-35
قال تشاووش أوغلو إن وحدات تركية وأميركية ستنفذ بشكل مشترك الأمن والاستقرار في منبج وسيتم استكمال إخراج كل تنظيمات وحدات حماية الشعب الكردية من منبج.
وأضاف «على المدى البعيد سيتم نقل خريطة الطريق التي ستُنفذ في منبج إلى مناطق أخرى لتطبيق الأمن والاستقرار في مناطق أخرى بسوريا. هذا يعني أن التعاون سيستمر في مناطق أخرى». وللحكومة السورية والمسلحين الأكراد وجماعات مقاتلي المعارضة السورية وتركيا والولايات المتحدة وجود عسكري في شمال سوريا.
وتدهورت العلاقات بين أنقرة وواشنطن بسبب عوامل عدة من بينها الحكم الذي صدر في نيويورك في أيار (مايو) على مسؤول تنفيذي سابق في بنك حكومي تركي بالسجن 32 شهراً لمشاركته في برنامج للتهرب من العقوبات المفروضة على إيران وهي قضية وصفتها تركيا بأنها هجوم سياسي.
وأثارت تركيا أيضاً قلقاً في واشنطن بسبب قرارها شراء صواريخ إس-400 من روسيا وأثارت انتقادات بسبب اعتقالها للقس الأميركي أندرو برانسون بتهم تتعلق بالإرهاب. ونفى القس هذه الاتهامات.
وهناك خلاف أيضاً بشأن صفقة محتملة لبيع طائرات مقاتلة من طراز إف-35 لأنقرة.
وطرحت لجنة بمجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون للسياسة الدفاعية تضمن إجراء سيمنع تركيا من شراء طائرات مقاتلة من طراز إف-35 التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن.
وتعرضت أيضاً تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي لانتقادات لاتفاقها مع روسيا في كانون الأول (ديسمبر) على شراء نظام صواريخ سطح جو من طراز إس-400.
وتتنافى هذه الخطوة مع أنظمة حلف شمال الأطلسي كما أثارت قلق الدول الأعضاء في الحلف والتي تشعر بقلق أصلا من وجود موسكو العسكري في الشرق الأوسط مما دفع مسؤولي حلف شمال الأطلسي إلى تحذير تركيا من عواقب لم يحددوها.

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق