رئيسيسياسة عربية

التصعيد الاسرائيلي يبلغ اقصى مداه: حكومة نتانياهو تقر قانون «يهودية الدولة»

بعد ايام من التهدئة، تحت ضغوط عربية ودولية، وتلويح اردني بالغاء معاهدة السلام، واستدعاء السفير الاردني لـ «التشاور»، عادت اسرائيل الى ممارسة اقصى درجات التصعيد.

فبعد توقف لعمليات اقتحام المسجد الاقصى، عاد متطرفون الى تنفيذ مثل تلك العمليات. وبعد وعود بالتهدئة، هددت حكومة نتانياهو باقتحام مدينة رام الله. واقرت المرجعيات الاستيطانية العديد من مشاريع المستوطنات في محيط القدس.
وبلغت العمليات الاستفزازية ذروتها مساء يوم الاحد الفائت، عندما اقرت الحكومة قانون «يهودية الدولة» الذي تبناه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. وهو القانون الذي ينسف اية بادرة امل بالوصول الى اتفاق سلام. والذي جاء بالتزامن مع سعي الجانب الفلسطيني الى الذهاب الى الامم المتحدة للمطالبة باعلان الدولة الفلسطينية وتحديد موعد رسمي لذلك.
فقد صادقت الحكومة الإسرائيلية امس الأحد على قانون «يهودية الدولة»، والذي حظي بتأييد 15 وزيراً، ومعارضة 7.
ووفقاً لصحيفة معاريف العبرية، هاجم وزراء من حزب «هناك مستقبل- يش عاتيد»، ووزيرة العدل رئيسة حزب «الحركة- هتنوعا» رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو الذي بادر إلى سن هذا القانون، وطالبوه بعدم عرض القانون مثار الخلاف لمناقشته امام الكنيست يوم الاربعاء المقبل بالقراءة الأولى.

مهاجمة لفني
ورداً على ذلك هاجم وزير الاسكان أوري أرئيل في جلسة الحكومة الوزيرة لفني، مطالباً اياها بالتصويت على القانون معتبراً انه خطوة في الاتجاه الصحيح «بسبب أزمة الهوية اليهودية وتشظيها المستمر في اسرائيل»، ومشدداً على وجوب «منع ان تكون اسرائيل دولة لكل مواطنيها» حسب زعمه.
وادعى رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو عند عرض قانون «يهودية الدولة» انه يتطرق إلى المساواة في الحقوق الفردية بين مواطني اسرائيل. لكنه اضاف «ان الحقوق القومية هي للشعب اليهودي فقط، والتي تشمل العلم والنشيد الإسرائيلي وهجرة اليهود الى فلسطين». وادعى أن مبادىء القانون مساوية بين اليهودية والديمقراطية، مهاجماً في الوقت ذاته الفلسطينيين الذين يطالبون بدولة قومية للشعب الفلسطيني، ويعارضون بشدة مبدأ دولة قومية للشعب اليهودي.
وهاجم المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية، يهودا فاينشطاين، مشروع «قانون أساس: إسرائيل – الدولة القومية للشعب اليهودي» ووصفه بانه القانون «العنصري والمعادي للديمقراطية». وبعث فاينشطاين رسالة إلى سكرتير الحكومة، أفيحاي مندلبليت، قال فيها إن «تأييد الحكومة لمشروع القانون هذا هو أمر إشكالي جداً، ويثير صعوبات حقيقية».
يذكر ان «قانون يهودية الدولة» يهدف إلى تعريف دولة إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي، وصياغة قيمها دولة يهودية وديمقراطية.

مخاوف اسرائيلية
في الاثناء، قالت صحيفة يديعوت احرونوت ان هناك مخاوف اسرائيلية من توجه في البرلمان الاوروبي الموحد للاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967، بما يؤدي الى اعتراف جميع الدول الاوروبية بالدولة الفلسطينية، ويشجع دول العالم القيام بالخطوة عينها.
وقالت الصحيفة الاسرائيلية في عددها الاحد ان البرلمان الاوروبي سيناقش هذه الايام الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وسط تجاهل اسرائيلي للانتقادات والمطالب الاوروبية بوقف الاستيطان الاسرائيلي.
ونقلت عن مصادر سياسية قولها ان اسرائيل تنظر بخطورة لطلب احزاب يسارية واشتراكية في البرلمان الاوروبي التصويت على الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد الاعتراف بها من قبل السويد واسبانيا وايرلندا وبريطانيا.
وقدم مبادرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية في البرلمان الاوروبي حزبان رئيسيان هما التحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين وحزب اليسار الأوروبي الموحد.
وقالت الصحيفة انه بعد الاعتراف السويدي بدولة فلسطين يسعى الحزب الديمقراطي الاجتماعي لحشد دعم كاسح لاتخاذ قرار في البرلمان، حيث يؤكد الحزب أن هذا هو الحل الوحيد لإنهاء الصراع وهو الامر الذي سيستفيد منه كلا الطرفين.
ووفق الصحيفة، فانه الى جانب مناقشة البرلمان الاوروبي، هناك برلمانات عدة أخرى تعتزم مناقشة هذه المسألة، ابرزها فرنسا والدانمارك.
ونقلت عن أعضاء كبار في البرلمان الأوروبي قولهم ان التوجه لاتخاذ مثل هذا القرار نابع من زيادة الإحباط في أوروبا جراء تجاهل الاحتجاجات الأوروبية حول توسيع المستوطنات. وفي مجالات التصعيد، اقتحم اكثر من 50 مستوطناً يهودياً باحات المسجد الاقصى الاحد على شكل مجموعات متتالية دخلوا من جهة باب المغاربة بحجة السياحة.
وقامت المجموعات المتطرفة بجولات استفزازية في باحات المسجد الاقصى وعقد مؤتمرات صحفية من داخل باحات المسجد تحت حراسة أمنية مشددة من قبل شرطة الاحتلال الاسرائيلي. وتصدى المرابطون وحراس المسجد للمجموعات المتطرفة بالتكبير والتهليل الى ان اخرجوهم من باحات المسجد.

تصعيد متواصل
وفي سياق التصعيد المتواصل، كشف أمين مقبول أمين سر المجلس الثوري لحركة «فتح» عن تهديد إسرائيلي رسمي للسلطة باجتياح رام الله والسيطرة عليها عسكرياً. وقال مقبول إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أبلغ الرئيس عباس أن «إسرائيل» هددت باجتياح رام الله في حال استمر الفلسطينيون في عملياتهم ضد الأهداف الإسرائيلية.
على الصعيد العربي، اعلن مسؤول كبير في الجامعة العربية ان وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعاً غير عادي السبت المقبل في القاهرة لمناقشة تطورات القضية الفلسطينة ، بحضور الرئيس الفلسطيني الذي يسعى الى اصدار قرار اممي لانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية.
وقال احمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية للصحافيين ان وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعاً غير عادي السبت المقبل في القاهرة «لبحث تطورات القضية الفلسطينية ومناقشة القرار العربي المتعلق بتحرك القيادة الفلسطينية لطلب عضوية الأمم المتحدة والوكالات والمنظمات المتخصصة. واضاف بن حلي ان اجتماع وزراء الخارجية العرب سيسبقه «اجتماع للجنة مبادرة السلام العربية بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس». واوضح بن حلي ان “الاحتلال الاسرائيلي تخطى كل الحدود من خلال ما يقوم به في القدس وضد المسجد الأقصى ويحاول بكل الأساليب تغيير طابعه وتدنيسه بواسطة المتطرفين».
وقال بن حلي ان «استمرار الممارسات الإسرائيلية في مدينة القدس والأراضي الفلسطينية يدفع المنطقة للانفجار ونحو الهاوية»، مشيراً الى ان تلك الممارسات «تهدد الجهود الدولية الرامية الى تحقيق الاستقرار والأمن».
ويسعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى اصدار قرار من الامم المتحدة لانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية خلال سنتين.
والسبب الاكبر في تفاقم الوضع في القدس الشرقية يعود الى سعي اسرائيل الى تكثيف الانشطة الاستيطانية في المدينة والى توترات دينية حول باحة المسجد الاقصى. وثارت ثائرة الفلسطينيين بسبب حملة يهودية من اجل الصلاة في باحة الاقصى.

عواصم – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق