سياسة لبنانية

الانتخابات النيابية مجدداً الى التأجيل واصطفافات 8 و14 اذار الى انهيار

اعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ان الوزارة تنصرف لاتخاذ كل الاستعدادات تحضيراً لاجراء الانتخابات النيابية في موعدها، ووفق قانون الستين الساري المفعول، اذا لم يتم الاتفاق بين الافرقاء السياسيين على قانون جديد. وابلغ المشنوق الرئيس نبيه بري والسياسيين الذين راجعوه بان الوزارة جاهزة، وهي على اتم الاستعداد لاجراء الانتخابات خشية الوقوع في الفراغ ويعم الشلل سائر مؤسسات الدولة بدءا بسدة الرئاسة الاولى.

في الوقت الذي يؤكد فيه الوزيرالمشنوق اجراء الانتخابات النيابية وعدم تمديد ولاية المجلس مرة ثانية، يكشف مصدر وزاري مطلع ان الاتصالات الجارية بعيداً عن الاضواء بين عدد من القوى السياسية، تتمحورحول تمديد ولاية المجلس من اربع سنوات اي ولاية جديدة، الى نصف ولاية انطلاقاً من صعوبة اجراء انتخابات في الظروف الراهنة، وقبل ان تتوضح معالم المرحلة اقليمياً، ومعرفة طبيعة الحلول، لا سيما في العراق، لانه سيشكل الصورة لما ستكون عليه الانظمة في المنطقة بعد هزة الربيع العربي وما رافقها من تطورات لا سيما في العراق، وسيطرة داعش على المناطق السنية، وبروز جملة اقتراحات حلول تتراوح من تقسيم العراق الى دويلات، الى قيام اقاليم وحكم ذاتي الى قيام كونفيديراليات في حكم مركزي تشارك فيه مكونات البلد، الى قيام الولايات السنية المتحدة، بعد النشوة السنية التي رافقت انتفاضة العراق التي نفذتها العشائر والصحوات والبعثيون السابقون وانصار الرئيس السابق صدام حسين في القوى المسلحة والجيش. وقد تحرك السنة في العراق بعد سؤ اداء رئيس الحكومة نوري المالكي وتهميش الدور السني والتفرد بالسلطة، واتهامه من قبل البعض بانه «صدام الشيعة»، ووصفه اخرون بانه «شاه العراق». وموضوع انتخابات المجلس النيابي اثير في الاجتماع الذي جمع الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون في عين التينه منذ فترة. وقد طالب عون باجراء الانتخابات حتى على اساس الستين رافضاً اي تمديد. وقد نصحه بري بمواصلة تحركه لاجراء الانتخابات، بعدما تمنى عليه السعي لايجاد قانون جديد، لافتاً الى ان المشروع الارثوذكسي لن يجد الارضية المناسبة وان معارضة قوية تواجهه.

تمديد ثان
هل ستجري الانتخابات في موعدها ام ان التأجيل بات حتمياً ووارداً؟ يقول احد السياسيين انه منذ فشلت محاولات الخارج في اقناع الرئيس ميشال سليمان بالتجديد ثلاث سنوات وتدّرج العرض الى سنة،  اعتقاداً بامكان حمل سليمان على القبول، تم استعجال تشكيل حكومة تمام سلام بعد انتظار عشرة اشهر وعشرة ايام، بمسعى الماني باتجاه ايران والسعودية. يومها يضيف السياسي تردد في بعض الصالونات السياسية ان لا انتخابات رئاسية، وان هناك تمديداً ثانياً لمجلس النواب لان الظروف الخارجية لا تسمح باجراء انتخاب رئيس جديد والاتيان بمجلس جديد. وان بعض القوى السياسية لا سيما حزب الله، لا يريد انتخاب رئيس ولا انتخابات نيابية وفق اوساط في قوى 8 اذار، لا سيما اوساط زعيم شمالي. وان الحزب يريد ان يحصل على شرعنة لقوته. فهو يتحكم بالسلطة بفعل فائض القوة، الا انه يريد قوننة موقعه في السلطة وشرعنة وجوده، بعدما وفرت له حكومة تمام سلام الغطاء السني، بفضل مشاركته الى جانب قوى 14 اذار في حكومة المصلحة الوطنية وحكومة الشراكة السياسية والامنية، وقد وفرت الغطاء الشرعي لتورط حزب الله في الحرب في سوريا.  لقد كثر الكلام في الاونة الاخيرة عن مؤتمر تأسيسي وعن طائف جديد وعن اعتماد معادلة المثالثة. وبالتالي فان حزب الله وفق مصدر مطلع لن يتنازل اذا لم يحصل على مكاسب سياسية. يؤكد العماد عون انه يرفض التمديد مرة جديدة للمجلس ويعتبر الانتخابات النيابية المدخل لحل الازمة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية من مجلس جديد يحقق صحة التمثيل بعد ابراز مواقع القوى استنادا الى نبض الشارع الذي ستترجمه الصناديق.

تصدع التحالفات
وتتحدث اوساط سياسية عن صعوبة اجراء الانتخابات النيابية بسبب الاوضاع في لبنان والمنطقة، وعدم الاتفاق بين القوى السياسية على قانون الانتخاب. ويقول وزير مطلع انه لا فائدة من اجراء الانتخابات على اساس الستين لان شيئاً لن يتغيير، والمطلوب اجراء الانتخابات على اساس النسبية، سواء لبنان دائرة واحدة او 15 دائرة وفق مشروع حكومة نجيب ميقاتي. وفي الحالتين اي اجراء الانتخابات او عدم اجرائها فان المرحلة المقبلة قد تشهد تصدعاً للتحالفات وانهياراً للاصطفافات السياسية بين 8 و14 اذار خصوصاً، وانه قد تكون للعماد ميشال عون مواقف واضحة من هذا الموضوع، وقد يعمد الى قلب الطاولة تحت شعار علي وعلى اعدائي، بعد ان يكتشف تخاذل حلفائه في دعم ترشيحه للرئاسة وقد يؤدي الامر الى تعزيز التقارب بين عون والرئيس سعد الحريري بعد ان يتبين لعون انه وقع ضحية سياسة حلفائه الذين يقدمون مصالحهم على مصالح الحلفاء ويوظفون مواقع حلفائهم لخدمة مصالحهم. ويكشف احد السياسيين من 8 اذار ان في الاوساط العونية اسئلة كثيرة عن موقف حلفاء عون، لا سيما حزب الله، رغم المواقف التي اتخذها عون بتغطية مشاركة الحزب في الحرب في سوريا. ويؤكد احد الوزراء السابقين ان المرحلة المقبلة، سواء تم انتخاب رئيس للجمهورية او لم يتم، وسواء جرت الانتخابات النيابية او لم تجر فقد تشهد تحالفات جديدة ومتغييرات في الاتفاقات وتموضعاً جديداً لقوى سياسية قد يكون لهذا الانقلاب وقعه على الحياة السياسية مما قد يخلق دينامية جديدة.

فيليب ابي عقل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق