رئيسيسياسة عربية

قناة السويس الجديدة… هدية مصر للعالم

تأمل مصر بفضل مشروعها «العظيم» المتمثل في قناة السويس الجديدة، العودة إلى «الريادة الاقتصادية والسياسية» في منطقة الشرق الأوسط، من خلال مضاعفة القدرة الاستيعابية لحركة الملاحة في القناة التي شيدت قبل 146 عاماً.

يفتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الخميس قناة السويس الجديدة، وهو فرع جديد بمحاذاة القناة الأصلية – التي أقيمت قبل 146 عاماً – ويبلغ طوله 72 كلم، بحضور عدد من قادة وزعماء العالم بينهم الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس فرانسوا هولاند.

«هدية مصر للعالم»
وفي حين انقسم الشارع المصري بين مؤيد ومعارض، واختلف الاختصاصيون الاقتصاديون بشأن أهمية الفرع الجديد، أشادت صحيفة «الأهرام» بالمشروع وقالت إن مصر تبحر «صوب مستقبل أكثر إشراقاً، على طريق التنمية والتقدم». وفي مطار القاهرة الدولي، علقت لافتات كتب عليها «قناة السويس الجديدة هدية مصر للعالم».
وبحسب «الأهرام»، فإن الحفل سينطلق في حدود الساعة الثانية ظهرا بالتوقيت المحلي (منتصف النهار توقيت غرينيتش). ونقلت الصحيفة عن مصدر رفيع المستوى باللجنة المنظمة قوله إن الحفل سيبدأ «بمظاهرة بحرية يقودها الرئيس السيسي على متن يخت المحروسة»، وهو يخت كانت تملكه في الماضي العائلة المالكة. وأضافت أن مقاتلات «رافال» الفرنسية و«إف-16» الأميركية ستقدم عرضاً جوياً تليه كلمة يلقيها رئيس هيئة قناة السويس، الفريق مهاب مميش، تتبعها كلمة للرئيس عبد الفتاح السيسي.

«رسالة موجهة إلى المستثمرين الأجانب لإثبات قدرة الحكومة على إنجاز مشاريعها»

وبالنسبة إلى الخبير في مركز كارنيغي للشرق الأوسط عمر عدلي، فإن تدشين قناة السويس الجديدة «رسالة (من مصر) موجهة إلى الجمهور وإلى المستثمرين الأجانب لإثبات قدرة الحكومة على إنجاز مشاريعها». وأما الهدف فهو مضاعفة القدرة الاستيعابية لحركة الملاحة في القناة، التي تربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط.
وللتركيز على أهمية المشروع، قالت هيئة قناة السويس إنها تتوقع أن يكون بوسع 97 سفينة عبور القناة يوميا بحلول 2023 مقابل 49 سفينة حالياً، مشيرة إلى أن القناة الجديدة ستسمح بسير السفن في الاتجاهين، ما سيخفض مدة الانتظار المفروضة عليها من 18 ساعة إلى 11 ساعة. وترجح الهيئة الإدارية زيادة الإيرادات إلى 13،2 مليار دولار سنويا (نحو 11،7 مليار يورو) مقابل 5،3 مليار دولار (4،7 مليار يورو) متوقعة في 2015.

«لا مقومات علمية تدعم رأي الحكومة جذب الاستثمار»
وكانت قناة السويس ولا تظل ممراً بارزاً للتجارة العالمية بحيث أشارت الأرقام الرسمية للهيئة أن ما لا يقل عن 17100 سفينة، غالبيتها من سفن الحاويات وناقلات النفط، عبرتها في 2014. وفي حوار خاص لفرانس 24، قال مهاب مميش إن مصر تصبو من خلال «الحلم المصري العظيم» هذا إلى العودة إلى «الريادة الاقتصادية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط».
وأضاف مميش: «المشروع يطابق الهوية المصرية، ومن حقنا تحقيق أحلام «الشعب المصري». وقد جمعت الحكومة المصرية نحو 60 مليار جنيه (قرابة 7،66 مليار دولار) لتمويل المشروع من خلال طرح شهادات استثمار للبيع للمصريين، فيما قامت شركات مصرية عمومية وخاصة بأعمال الحفر».
وصرح الفريق مهاب مميش في 29 تموز (يوليو) في مؤتمر صحافي في الإسماعيلية (شمال شرق)، حيث مقر القناة: «ابحروا في قناة السويس، إبحاركم آمن». ودعا «جميع الخطوط الملاحية في العالم لاستخدام قناة السويس لمصلحة التجارة العالمية».
في المقابل، دعا بعض الاقتصاديين المصريين الحكومة إلى تفادي «البذخ والإسراف»، لاسيما أن «مصر مجروحة»، وقالوا إن الادعاء بأن حضور قادة وزعماء العالم حفل التدشين «جاذب للاستثمار» غلط نظرا لعدم وجود «مقومات علمية تدعم هذا الرأي»”.

وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق