أبرز الأخبارسياسة عربية

الجيش السوري والقصف الروسي يحققان تقدماً نوعياً ويقطعان طريق امداد رئيسية عن المقاتلين في حلب

حقق الجيش السوري الاربعاء تقدماً نوعياً في شمال البلاد ضيق عبره الخناق على الفصائل المقاتلة في مدينة حلب عبر قطع طريق الامدادات الرئيسية التي تعول عليها، بكسره حصار بلدتين شيعيتين.

وبعيداً عن التطورات الميدانية، دخلت قافلة مساعدات من 12 شاحنة الاربعاء مدينة معضمية الشام التي تحاصرها قوات النظام جنوب غرب دمشق، حيث جرى توزيع المواد الغذائية والطبية على السكان.
وفي ريف حلب الشمالي، قال مصدر عسكري موجود في منطقة المعارك لوكالة فرانس برس «كسر الجيش السوري الحصار عن بلدتي نبل والزهراء بعدما تمت السيطرة على قرية معرسة الخان»، وتمكن بذلك من «قطع طريق الامداد الرئيسية للمسلحين بين حلب وتركيا».
وتعد تركيا، التي قطعت علاقاتها مع دمشق اثر اندلاع موجة الاحتجاجات في 2011، من ابرز الداعمين للفصائل المقاتلة في سوريا، ويتهمها النظام السوري «بدعم الارهاب» وتسهيل دخول الجهاديين الى اراضيه.
وتحاصر الفصائل المقاتلة والاسلامية وبينها جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) منذ العام 2013 بلدتي نبل والزهراء، حيث يعيش 36 الف نسمة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ويأتي كسر الحصار عنهما اثر هجوم بدأته قوات النظام الاثنين بغطاء جوي وتمكنت خلاله من استعادة السيطرة على قرى عدة. واكد الاعلام الرسمي السوري كسر الحصار وقطع طريق الامدادات.
ويعد هذا التقدم وفق مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن «الابرز لقوات النظام في محافظة حلب منذ العام 2012» حيث من شأنه ان «يهدد مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة داخل مدينة حلب».

حصار حلب
وتسيطر قوات النظام على الاحياء الغربية في مدينة حلب فيما تسيطر الفصائل المقاتلة على الاحياء الشرقية. وتشهد المدينة معارك مستمرة منذ صيف 2012.
واوضح عبد الرحمن «تطوق قوات النظام حاليا الاحياء الشرقية، التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة في مدينة حلب، من الجهات الجنوبية والشرقية والشمالية باستثناء منفذ واحد لمقاتلي الفصائل من الجهة الشمالية الغربية».
واشار الى انه «في حال تقدمت قوات النظام غرباً فانها ستتمكن بسهولة من قطع هذا المنفذ الوحيد للمقاتلين الذي يمر من ريف حلب الغربي وصولاً الى محافظة ادلب» التي تسيطر عليها بالكامل الفصائل الاسلامية والمقاتلة باستثناء بلدتين محاصرتين.
ويختصر مدير المرصد هذا التقدم بالقول ان «ما حققته قوات النظام خلال ثلاثة ايام فشلت في تحقيقه خلال اكثر من ثلاث سنوات، وذلك بفضل التدخل الروسي والتخطيط الواضح للعملية».
وتزامن هذا التقدم وفق المرصد مع قصف كثيف للطائرات الروسية التي تشن حملة جوية مساندة لقوات النظام منذ 30 ايلول (سبتمبر) 2015.
وافاد المرصد ان الاشتباكات والقصف الجوي خلال الايام الثلاثة الماضية اسفرا عن مقتل اكثر من 90 عنصراً من الفصائل المقاتلة والاسلامية. كما قتل في المعارك ما يفوق 45 عنصراً من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها، بينهم 18 مقاتلا من نبل والزهراء.
الى ذلك، قتل ثلاثة مدنيين في قذيفة اطلقتها الفصائل المقاتلة على بلدة الزهراء، وقتل ستة آخرون في قصف جوي على بلدتين أخريين في ريف حلب الشمالي، بحسب المرصد الذي تحدث ايضاً عن فرار آلاف المدنيين من منطقة المعارك باتجاه تركيا.

قافلة مساعدات
وياتي تقدم قوات النظام مع مطالبة ممثلي المعارضة بفك الحصار عن المناطق المحاصرة وادخال المساعدات اليها، ووقف الضربات الجوية الروسية. اما موسكو فاكدت الاربعاء انها لا تنوي وقفها قبل هزم «التنظيمات الارهابية».
ودخلت قافلة مساعدات الاربعاء مدينة معضمية الشام التي تحاصرها قوات النظام السوري جنوب غرب دمشق.
وتتضمن القافلة، وفق ما قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بافل كشيشيك لفرانس برس، «12 شاحنة للجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر السوري هي عشر شاحنات محملة بالمواد الغذائية واثنتان تنقلان الادوية والمعدات الطبية».
وتحاصر قوات النظام السوري معضمية الشام منذ مطلع العام 2013 قبل ان يتم التوصل الى هدنة بعد نحو عام، ما سمح بتحسن الظروف الانسانية والمعيشية فيها. لكن الامم المتحدة اعادت تصنيف المدينة بـ «المحاصرة» الشهر الماضي بعد تشديد قوات النظام للحصار ورصدها وفاة ثمانية اشخاص جراء النقص في الرعاية الطبية.
ويعاني نحو 486 الف شخص في سوريا من الحصار، غالبيتهم محاصرون من قبل النظام، من اجمالي 4،6 ملايين شخص يعيشون في مناطق «يصعب الوصول» اليها، وفق الامم المتحدة.

ا ف ب
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق