
أكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي خريس «أن قصة التفجيرات ليست قصة الضاحية الجنوبية بل يمكن أن تتم هذه التفجيرات في مكان آخر»، ورأى أن «مقولة أن التفجيرات وقعت بعد انخراط حزب الله في القتال في سوريا هي مقولة ساقطة وليست في محلها أبداً، وتفسير بعض الاطراف للانفجارات في هذا الاتجاه كأنه يعطي مبرراً لتفجيرات في الضاحية وغير الضاحية». وعن حواجز حزب الله على مداخل الضاحية قال: «القصة ليست قصة حواجز بل هي منع للخطر ومنع الاستفاقة على سيارة ثانية وثالثة ورابعة تسبّب المزيد من القتل». وذكّر بأن «الرئيس نبيه بري عند وقوع انفجار بئر العبد أمل أن يكون رسالة وليس بداية»، لافتاً الى «أن المستفيد من المتفجرة هو كل من يريد ضرب الامن والاستقرار في البلد وكل من يريد تفتيت البلد وتوسيع الشرخ فيه»، محذراً من «خلق اسرائيليات في المنطقة كما قال الامام موسى الصدر». ودعا الى «الاسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية غير حيادية بأسرع وقت»، مثنياً «على موقف وليد جنبلاط في هذا الموضوع لأنه ينظر الى مصلحة البلد التي لا تكون في أن أقصيك وتقصيني». واضاف: «عندما كان الرئيس بري يطرح حلولاً ويقدم اقتراحات قوبل بالانتقادات السياسية فبدا وكأنه مطلوب منه من قِبَل بعض الاطراف ألا يدخل في حلول للمشاكل القائمة كي يبقى البلد على ما هو عليه». وفي وقت دان أي عملية خطف في المبدأ أعلن رفضه «السير في إتجاه كانتونات محددة وفتح مطار هنا ومطار هناك». وفي ما يلي وقائع الحوار الذي أجرته مجلة «الاسبوع العربي» مع النائب علي خريس.
ما تعليقك على هاجس السيارات المفخخة الذي يلاحق المواطنين في هذه الايام وكيف السبيل لتبديد المخاوف؟
أتذكّر عندما حصل تفجير بئر العبد منذ حوالي الشهرين كان هناك كلام للرئيس نبيه بري قال فيه: إن شاء الله أن تكون هذه رسالة وليست بداية، طبعاً هذا الاسلوب خطير جداً، وعندما وقعت العملية الثانية تمنيت طالما وقع هذا الانفجار ألا تكون العملية انتحارية، لأن للعملية الانتحارية حسابات أخرى، علماً بأنها تؤدي الى الموت مثلها مثل العملية العادية. طبعاً هذا الاسلوب متنقل من بلد الى آخر، ولبنان ليس العراق بل هو يساوي زاوية من العراق، يعني إذا كان هناك مخطط ومشروع اقليمي مع هذه المجموعات التكفيرية للبدء بهذه العمليات في لبنان، فهذا أمر خطير في ظل الواقع الذي نعيشه اليوم والفراغ القاتل، سواء على المستوى السياسي أو الحكومي أو عدم الالتزام بالواجبات في موضوع مجلس النواب وصولاً الى الفراغ حتى على المستوى الامني. وكل هذه الفراغات الموجودة اضافة الى ان الخلافات السياسية الحادة تسهّل في تقديري القيام بعمليات من هذا النوع.
هل التفجيرات التي تشهدها الضاحية هي نتيجة إنخراط حزب الله في القتال الدائر في سوريا؟
ما جرى في الضاحية تفسّره أطراف ضمن هذا الاتجاه، وكأنها تعطي مبرراً لتفجيرات في الضاحية أو غير الضاحية، مع العلم بأن الذي يُستهدف بهذه الانفجارات هو المواطن اللبناني. وحتى إذا قرأت أسماء الضحايا تجد بينها سوريين. المشكلة هنا، ولو كان الاستهداف لاحزاب ومكاتب حزبية وتنظيمات أو شخصيات معينة أهون بكثير من أن يكون المستهدف هو المواطن اللبناني، وفي تقديري القصة ليست قصة الضاحية بل يمكن أن تتم هذه التفجيرات في مكان آخر، لذلك هذه المقولة ساقطة وليست في محلها أبداً.
تفتيت وتقسيم
قلت إن هذه العمليات يقوم بها تكفيريون ولكن من يقف وراء هؤلاء؟
في الاعلام تقول مرات أنا ضد المشروع الاميركي، ولكن بطريقة مباشرة أو غير مباشرة تكون بصدد تنفيذ هذا المشروع الاميركي. وتقول مرات أنا ضد اسرائيل ولكن في الوقت ذاته تكون بصدد تنفيذ المشروع الاسرائيلي، وطالما نحن على ابواب ذكرى 31 آب (اغسطس) ذكرى إختفاء الامام موسى الصدر، فالامام الصدر قال: نخشى من خلق اسرائيليات في المنطقة. طبعاً ما يتم في المنطقة من تفتيت وتقسيم هو أمر قاتل، وبالتأكيد إن المستفيد مما يحدث هو الكيان الاسرائيلي، وكل من يريد ضرب الامن والاستقرار في البلد وكل من يريد تفتيت البلد وتوسيع الشرخ هو المستفيد من هذه المتفجرة. ولكن ردة الفعل التي تمت كانت جيدة على المستوى السياسي خصوصاً أن الجميع بماذا طالبوا؟ طالبوا بالمزيد من التماسك الداخلي والمزيد من الوحدة الوطنية. إنما أود القول هنا حتى للسياسيين الذي أطلقوا هذا الكلام، فهذا كلام جميل جداً ولكن كيف نترجمه على أرض الواقع؟ فالترجمة تكون بأمرين: الامر الاول إذا نحن فعلاً نريد استقراراً وسيادة للبلد وحماية للبلد علينا السير في إتجاه تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، وطبعاً ليس حكومة حيادية ولا حكومة لا لون لها ولا طعم، بل حكومة تكون قادرة وفاعلة، حكومة وحدة وطنية وتستطيع مواجهة كل هذه المخططات والمشاريع.
يعني أنت تعتقد أن تأليف الحكومة حالياً يخفف جو الاحتقان السائد في البلد؟
لا شك في ذلك، فهو يخلق نوعاً من الارتياح…
وتطالب بتمثيل حزب الله في هذه الحكومة؟
طبعاً طبعاً، وأنا اثني على موقف وليد جنبلاط في هذا الموضوع لأنه ينظر الى مصلحة البلد التي لا تكون في أن أقصيك وتقصيني. مصلحة البلد هي في أن أتفاهم معك على كيفية ادارة شؤون البلد وكيفية حمايته من المخططات. إذاً لا بدّ من حكومة وحدة وطنية فيها كل المكوّنات الاساسية والرئيسية، والامر الثاني البدء بحوار وطني وعقد طاولة حوار لبحث الخلافات والمشاكل. أما في الموضوع الامني فيجب تعزيز الاجهزة وخصوصاً الجيش اللبناني بكل شيء.
كل مواطن خفير
ما تعليقك على ما ورد في إحدى الصحف عن صحوة أمنية ولا استفاقة سياسية؟
لا شك في أن ما جرى في الرويس جعل من كل مواطن لبناني خفيراً وحارساً، وأنا في منطقة صور، الناس تعيش في حذر وخوف، لذلك ترى الناس كلها تراقب أي عمل وأي سيارة.
هل علمتم أين كانت وجهة السيارة المفخخة التي عثر عليها في بلدة الناعمة في الشوف؟
لا، هذه من ضمن المخططات ويمكن أن تكون هذه السيارة فخخت لترسل الى مكان معين.
ماذا عن حواجز حزب الله على مداخل الضاحية الجنوبية التي تواجه بإنتقادات وتثير مسألة الامن الذاتي؟
الموضوع ليس موضوع حواجز، فنحن لا نريد الاستفاقة على سيارة ثانية أو سيارة ثالثة ورابعة، هناك حالياً بحدود 30 شهيداً وقد نصل بعد وقت الى 200 و300 أو الى 400 شهيد. أنا أقول لك هناك احتياطات زائدة عن اللزوم على مستوى حركة أمل ومستوى حزب الله ومستوى المواطن والبلديات، عدا عن تحركات الاجهزة الامنية من جيش وقوى أمن، فهذا الموضوع يفترض انتباهاً، والقصة ليست قصة حواجز بل منع للخطر ولعملية أخرى تسبّب المزيد من القتل.
هل تتوافق مع دعوة النائب وليد جنبلاط الى عدم مذهبة الاجهزة الامنية؟
نحن مع هذا الطرح فالاجهزة الامنية يجب أن تكون فوق كل السجالات والاعتبارات وألا تتمذهب، وألا يُقال كأن الجيش محسوب على طرف معين وأن المديرية العامة لقوى الامن الداخلي محسوبة على جهة سياسية معينة والأمن العام كذا، فهذا الكلام يؤذي البلد ونحن في هذه المرحلة بأمس الحاجة لأن تكون الاجهزة الامنية فاعلة وألا تكون محسوبة على جهة معينة بل أن تكون محسوبة على لبنان.
تجميد حركة بري
لماذا الرئيس بري ما زال مطفئاً محركات التأليف أو مفرملاً حركته تجاه الحكومة الجديدة؟
عندما كان الرئيس بري يطرح حلولاً ويقدم اقتراحات قوبل بالانتقادات السياسية فبدا وكأنه مطلوب منه من قِبَل بعض الاطراف ألا يدخل في حلول للمشاكل القائمة كي يبقى البلد على ما هو عليه، وأن تبقى حالة الفراغ موجودة فيما الرئيس بري حريص كل الحرص على مصلحة البلد وإنقاذه وتشكيل حكومة وحدة وطنية وقيام حوار وطني. وعندما رأى الرئيس بري كل هذه المواقف أطفأ المحرّكات ولا يعني ذلك أنه ساكت وأنه مكتوف الايدي ولا يتحرك، ولكنه لا يطرح حلولاً معينة علماً بأنه يحاول في كل لحظة وفي كل ساعة الخروج من المأزق الذي نحن فيه.
بالنسبة الى عودة الخطف على طريق المطار أين اصبحت التحقيقات في قضية الطيارين التركيين وما الدور الذي تلعبونه لانهاء قضية المخطوفين؟
أعتقد أن هناك حركة ناشطة بالنسبة الى هذا الموضوع. وفي المبدأ نحن ضد كل شيء إسمه خطف، لأن هذا الاسلوب بعيد كل البعد عن الوطنية. وإذا تم خطف واحد أو إثنين يجب عدم القيام بردة فعل من خطف واحد أو إثنين فهذا غلط، وهناك إتصالات بين المسؤولين اللبنانيين والمسؤولين الاتراك وسمعت أن المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم قد يذهب خلال فترة قريبة الى تركيا، وإذا ذهب معنى ذلك حصول انفراج إن شاء الله.
فتح مطارات
كيف تعلّق على مطالب بعض القوى السياسية التي دعت الى فتح مطار القليعات أو مطار رياق من اجل تأمين حرية الحركة وسلامتها؟
هذا الحديث عن فتح مطارات من خلال قرار لطرف محدد يعني أننا سنعمل كانتونات وأن كل منطقة ستعمل كانتوناً لها، ونحن ضد السير في إتجاه انشاء كانتونات محددة وفتح مطار هنا ومطار هناك.هذا الموضوع قد يجري بشأنه حوار أو نقاش وإتفاق إذا كانت هناك مصلحة للبنان بفتح مطار ثان وثالث ورابع ولكن ضمن جو سياسي مريح وليس نكاية بفلان أريد فتح مطار.
أخيراً أرجأ الرئيس بري الجلسة التشريعية الى 23 ايلول (سبتمبر) الى متى سنبقى في مسلسل التأجيل؟
في رأيي أن من يتحمّل مسؤولية تأجيل الجلسات التشريعية هي الاطراف التي تقاطع الجلسات، وهناك اقتراحات على الجلسات التشريعية ومشاريع قوانين تهم المواطن اللبناني، هل هؤلاء الاطراف الذين يقاطعون الجلسات ليسوا مع مصلحة المواطن؟! نسمع مواقفهم شيئاً ولكن التطبيق على أرض الواقع يكون شيئاً آخر. لذلك مقاطعة الجلسات التشريعية يصب في مزيد من الفراغ وهذا الفراغ قاتل.
حاوره: سعد الياس