حسن عجمي… رحلة فلسفية وشعرية قصيرة

صدر للكاتب اللبناني حسن عجمي كتاب بعنوان «رحلة فلسفية وشعرية قصيرة» باللغة الانكليزية عن دار انكوال للنشر في الولايات المتحدة الاميركية. يحتوي الكتاب على نصوص شعرية ونثرية. ويعتمد الكاتب على اسلوب الكتابة بالشذرات لكي يعبّر عن افكاره الفلسفية بطرق ادبية مختلفة. وهو بذلك يؤكد على موقفه القائل بانه من الخطأ التمييز بين الانواع الادبية المختلفة فكل الانماط الادبية من شعر ونثر تشكل حقلاً معرفياً واحداً.
يتضمن الكتاب افكاراً فلسفية وصوفية، كفكرة وحدة الوجود ووحدة الاديان والحضارات ووحدة الانسانية.
تتمثل فكرة وحدة الوجود في اعتبار ان كل الاشياء والحقائق تشكل كياناً واحداً لا يتجزأ. وتتجلى فكرة وحدة الانسانية في اعتبار ان كل البشر يشكلون انساناً واحداً.
من هنا، نصل الى المذهب الانسانوي الذي لا يميز بين الناس والحضارات والاديان ما يؤدي لا محالة الى قبول الاخر على انه الأنا. والمذهب الانسانوني برأي الكاتب هو الحل الوحيد لصراعات البشر. والانسانوية هي الطريق الوحيد من اجل ان نبني حضارة انسانية ارقى.
على هذا الاساس، يرفض عجمي الثنائيات، فيرفض مثلاً التمييز بين الشرق والغرب وبين الاعراق والاديان بل يعتبر انها تشكل حقلاً وجودياً وانسانوياً واحداً لا يتجزأ ولا ينفصل.
ويعبر عجمي عن فكرة اساسية في كتابه الجديد مفادها ان اللغة تكوّن عقولنا وعالمنا. فاللغة، بالنسبة اليه، تحررنا حين تجعل المعرفة ممكنة لكنها تسجننا ايضاً في مفاهيمها. مثل ذلك انه من دون مصطلح «الثلج» لن ندرك الثلج ولن يوجد الثلج اصلاً بل ستوجد مادة باردة بيضاء بصفات معينة. مفاهيمنا تحدّد كيفية ادراكنا للاشياء فتمكنا من المعرفة والبقاء احياء لكنها ايضاً تجعلنا سجناءها.
من هنا، يصر الكاتب على انه لا بد من التحرر من مفاهيمنا المسبقة لكي ننتج مفاهيم ولغات اخرى بهدف الوصول الى ثورات معرفية وعلمية جديدة.
هذا الكتاب جزء من مشروع عجمي الفلسفي الذي طرحه في كتب سابقة ككتاب السوبر حداثة وكتاب السوبر مستقبلية. ومشروعه الفلسفي يعتمد على فكرة لا محددية الكون والانسان التي تضمن عدم احتكار الحقائق والمعارف ومفاهيم الانسانية والحرية وما يحتم بدوره قبول الاخر وزوال التعصب العقائدي. بالنسبة الى حسن عجمي، بما ان الكون والانسان والحضارة ظواهر غير محددة، اذن من الممكن ان ننجح في وصف وتفسير الظواهر كافة بطرق متنوعة ومختلفة. وبذلك تغدو كل المعارف والنظريات مقبولة ما يؤسس لقبول الاخر المختلف فتحقق انسانية الانسان.

اسكندر داغر